نشتاق لمن فقدناهم بالحياة ، نشتاق لهؤلاء الذين رحلوا بعيدا عن عالمنا وتواروا اسفل الثرى بلا رجعة ، ولا أمل لنا معهم في اللقاء ، وتبقى ذكراهم تتعبنا و تؤرقنا والحنين والشوق إلى سماع أصوتهم يتعبنا ويمرضنا ويشعرنا بالعجز الشديد ، ويتوقف عندهم الزمن فلا نحن قادرون على تخطى تلك المرحلة والمضي قدما بدونهم ، ولا نحن قادرون على ألا نتذكرهم فالمعادلة صعبة جدا ومؤلمة ، اقدم لكم اليوم في موقع قصص واقعية قصة بعنوان ألم الفراق بعد الموت قصة مؤثرة جدا وموجعة بقل منى حارس.
ألم الفراق بعد الموت
كان هو كل شيء لي بالحياة ، منذ كنت صغيرة هو من رباني هو من كان يهتم بي ، كان يفعل لي كل شيء ويقدم لي كل شيء أحتلاجة ولا أحتاجة ، كنا نلعب معا ونضحك معا ونأكل معا ويأخذني في حضنه لأنام بجواره ، كان هو الأمان والسند لا لم يكن حبيب ولا عشيق ولا زوج بل هو أبي ، وهو أغلى من كل هؤلاء ، فمن منهم سيكون مثل أبي في حنيته وفي عطفه وفي احتوائه لي منذ كنت صغيرة ، لم ارى أمي فلقد رحلت عن العالم ولم أرى وجهها وهي تلدني واهتم هو بي وكنت كل حياته ، لم يتزوج أبي ولم يدع أمرأة تهينني وتذلني .
كان يستطيع أن يعيش حياته ويتزوج ولكنه لم يفعل من أجلي ، لكم كان الحضن الدافيء ، كان السند والأمان وكل شيء بالكون لي ، حتى بعد أن كبرت وتزوجت لم أتركة وعشت معه في المنزل وكيف اتركه وهو لم يتركنى يوما عندما كنت احتاج إليه ، وكيف ابتعد عنه وهو لم يبتعد عنى يوما ، كنت ارعاه كما رعاني عندما كنت صغيرة ، لم اتخيل ان يفرقنا شيء لم افكر يوما بالموت ، الموت الذي يأخذ كل شيء جميل بالحياة .
فمن سيعوضني عن ذلك القلب الطيب ،الذي كان يستمع لي كل يوم حتى وهو مريض ويتألم كان يستمع لكلماتي التافهة ، ومشاكلي ولم يقل لي أن أكف عن الكلام وأغلق فمي ، كان يستمع لي بأهتمام كبير ، لا احد ومن سيعطف على ومن سارتمى في احضانه ليشعرني بانني هنا بجواره ، لقد رحل ومات أبي ، حاول زوجى ان ينسني يجعبني اتأقلم على الغياب والفراق ولكنني لم أستطع فأنا عاجزة عن فعل شيء ، وعن تخطى تلك المرحلة رغم بأنه مر سته أشهر ولكنني لا أستطيع أذهب إليه كل يوم بالمقابر أزوره واقرأ له القرأن وأدعوا له بالرحمه والمغفرة ، واليوم لقد عدت من المقابر ولا استطيع التحمل اريد أن أبكي لقد اشتقت كثيرا اليه وإلى كلماته ونصائحه لي ، ولكنه لم يعد معي اليوم رحمك الله يا أبي وغفر لك ضحيت من أجلي بالكثير وأنا لم ولن أنسى ما فعلت من اجلي مهما مر الزمن ، فإن كانت أبائكم مازالت على قيد الحياة احمدوا الله واذهبوا وقبلوا اقدامهم لان عند موتهم ستشعرون باليتم حتى لو كنتم تمتلكون كل شيء بالحياة ولكن الاب والام لا يعوضان باموال ولا اولاد ولا لذات الدنيا كلها، فبعد موتهم تقل البركة التى كانت في حياتنا ، فلم يعد لاي شيء طعم في افواهنا ولا اي شيء نراه جميل في عيوننا برحيلهم ، ربي يرحمهم كما ربياني صغيرا ورحما عجزي وقله حيلتي ويرحم جميع الموتى .