هذان الغلامان قد بلغا من اسباب الفضل والأدب والسماحة درجة لم يبلغها الكثير من الرجال، ولم لا ؟ وقد تربيا في حجر رسول الله صلي الله عليه وسلم وتعرفا من خلاله أسرار العظمة والكمال منذ نعومة اظفارهما، انهما الحسن والحسين ابنا الإمام علي بن ابي طالب والسيد فاطمة الزهراء بنت النبي صلي الله عليه وسلم واحب بناته الي قلبه، واكثرهن شبهاً به خلقاً وخٌلقاً ويسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية مقتطفات مميزة وجميلة من حياة الحسن والحسين رحمه الله عليهم، موضوع مميز ومفيد جداً بقلم : وجبه يعقوب السيد وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
نشأة الحسن والحسين
لقد كانت فرحة الرسول صلي الله عليه وسلم بمولدهما لا توصف، فكان يحبهما حب الوالد الجنون لأبنائه وكان يجلسهما علي فخذيه ويداعبهما، ويقول : اللهم اني احبهما فاحب من يحبهما، وذات يوم كان الرسول صلي الله عليه وسلم يمرمن امام بيت ابنته فاطمه فسمع الحسن والحسين يبكيان، فاذاه بكاؤهما وقال لفطامه في حنان الاب ورفقه : يا فاطمه، اما علمت ان بكاءهما يؤذيني ؟ ومنذ ان تفتحت عيون هذين الغلامين علي الادراك، فقد سارا علي طريق الحق والصدق منذ طفولتهما بسبب مغاشرتهما لجدهما محمد صلي الله عليه وسلم حيث كان يوجههما الي كل خير وفضيلة .
ووعى الحسنان الكثير من الخصال الكريمة التي كان جدهما يتمتع بها ويدعو الناس الي التمسك بها ولذلك فقد احاطهما الادب والفضل من كل جانب فامتلأت قلوب المسلمين لهما حباً وتقديراً وإجلالاً ، ولم لا ؟ وقد كان من احب الناس الي قلب رسول الله وكان هذا الحب الشديد من النبي لحفيديه بسبب الرحمة العظيمة التي كانت في قلبه، فقد رأى الصحابي الجليل الأقرع بن حابس رسول الله وهو يقبل الحسين فأبدي استغرابة في دهشة وقال : لقد ولد لي عشرة أولاد ، ما قبلت واحداً منهم، فقال النبي : لا يرحم الله من لا يرحم الناس .
بل ان الحسن والحسين كثيراً ما كان يحملهما الرسول علي كتفه وهو يصلي وربما صعد احدهما علي ظهر النبي وهو ساجد، فلا يقوم النبي من سجوده حتي ينزل الصبي، وقد بلغ حب الرسول لحفيديه درجة كبيرة، فحينما كان يخطب علي المنبر ويعظ المسلمين إذ خرج الحسين ومعه لعبة يجرها، فعثر وهو في الطريق فسقط علي وجهه، فنزل النبي صلي الله عليه وسلم عن المنبر سريعاً لكي يطمئن عليه .
فلما رآه الناس اخذوا الصبي وحملوه الي رسول الله فتأمل في وجهه طويلاً قم قال : قاتل الله الشيطان ! ان الولد فتنه والله ما علمت أني نزلت عن المنبر حتي اتيت به، هذا الحب الذي شعرا به من جدهما ومن والديهما ومن المسلمين وهذه الرحمة التي كانت تملأ قلب جدهما نحوهما وهذه السماحة التي كانت في نفس الرسول صلي الله عليه وسم لهما .. كل هذا كان له أكبر الأثر في نشأة هذين الغلامين .