قصة الخضر عليه السلام من قصص القرآن الكريم اعداد : سارة المصري
يسعدنا أن نستعرض معكم اليوم في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية قصة الخضر عليه السلام من قصص القرآن الكريم ننقلها لكم بقلم : سارة المصري ، قصة جميلة فيها عبر ومواعظ مميزة استمتعوا معنا الآن بقراءتها ونشرها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لتعم الفائدة وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص الأنبياء .
الخضر عليه السلام
كان موسى عليه الصلاة والسلام يخطب يوما في بني إسرائيل، فقام أحدهم سائلا: هل على وجه الأرض أعلم منك فقال موسى: لا أحد أعلم مني، فعتب الله عليه في ذلك، لماذا لم يفوض العلم إلى الله، وقال له: إن لي عبدا أعلم منك يدعي الخضر وإنك تستطيع أن تلقاه في نقطة اجتماع البحرين، وأوضح له أن العلامة التي يستطيع أن يستدل بها على مكانه، هي أن يأخذ معه سمكة ميتة يضعها في كيس أو سلة ويسافر في البحار فإذا فقد هذه السمكة فهنالك سيجد الخضر عليه السلام.
وسار موسى مع فتاه يوشع بن نون إلى البحر وبعد سفر طويل وصل موسى عليه السلام وفتاه إلى مكان مصب المياه، وكان متعبا فاستلقي على صخرة ونام، وجلس فتاه يرقب فإذا بالكيس يتحرك والسمكة تنزل إلى البحر وتسبح فيه وانتظر يوشع صاحبة نبي الله إلى أن يستيقظ، فلما أفاق من نومه نسي الفتى أن يخبره بأمر السمكة ومشيا طويلا حتى تملكهما الجوع، فقال موسى عليه السلام لفتاه: أعد لنا الطعام، فلما فتح الكيس تذكر أمر السمكة، وقال على عجل: أتذكر عندما غفوت عند الصخرة؟ لقد فقدت السمكة هناك وعادت إلى البحر تسبح فيه .
ففرح موسى عليه السلام وعاد أدراجه إلى الصخرة التي نام عندها، وإذا به يجد رجلا مستلقيا على الأرض، قد اخضرت الأرض حوله، نائم عند الماء، فسلم عليه موسى قائلا: السلام عليك، فرد الرجل ومن أين يأتي السلام، ومن أنت؟ قال: له أنا موسى فرد الرجل موسى بني إسرائيل؟ فدهش نبي الله وقال: وما أدراك بي؟ فقال مبتسما: أدراني بك الذي أدراك بي، الله جل وعلا، وما تريد مني يا موسى؟ قال: جئت أتعلم منك. قال: أتتعلم مني وعندك التوراة؟ فرد موسى: أن لك من العلم ما لم أعلمه أنا فقال الخضر: لن تصبر يا موسى، فأجابه ستجدني إن شاء الله صابرا ولن أعصي لك أمرا .
فرجع الفتى يوشع إلى قومه، وسار موسى برفقة الخضر إلى البحر ينتظران سفينة تقلهما، فلما رأى أصحاب السفينة الخضر أركبوه وصاحبه بغير مقابل، لأنه عرف بالرجل الصالح ولما سارت السفينة بالبحر تتالت المواقف بين موسى والخضر، فأولها كان حين قام الخضر فأتي بفأس وبدأ بتكسير السفينة، كأنه يريد إغراقها، فصاح موسي غاضبا: ماذا تفعل؟ أتريد إغراقها وأهلها أركبونا بغير مقابل؟ فقال الخضر لموسى: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا فاعتذر موسى عليه السلام.
ثم وصلا إلى قرية فيها غلمان يلعبون، والخضر يحدق بغلام يلعب ويتبعه بنظره حتى إذا استفرد به أخذ الغلام فقتله، فلم يتمالك موسى نفسه، وقال: لقد قتلت نفسا بغير ذنب هذا منكر عظيم!؟ فقال له الخضر: قلت لك لن تتحمل هذه الرحلة، فقال موسى: إن سألتك عن شيء ثالث فلا تصاحبني وأَنهِ الذي بيني وبينك .
ثم انطلقا إلى قرية أهلها بخلاء، طلب الخضر وموسى عليهم السلام منهم طعاما، فلم يعطهم أحد، وكانا جائعين قد أنهكهما السفر، فلما جاء المساء رأی الخضر جدارا يوشك على الانهيار.. فقام يصلحه وقام موسي معه متعجبا! فكيف يصلحان طول الليل جدارا لقوم بخلوا عليهم بالطعام، فلما جاء الصباح قال موسی معترضا لم لا تطلب أجرا من أهل البيت على إصلاحك لهذا الجداره! فقال الخضر؛ انتهت الرحلة، وهذا فراق بيني وبينك.. والآن سأفسر لك أسبابي للمواقف الثلاثة أما السفينة، فقد كان ينتظرها ملك ظالم يتفحص كل السفن، فإذا رأى سفينة بغير عيوب أخذها واستولى عليها بالقوة وسفينتنا التي ركبنا عليها كانت المساكين وأيتام فإذا أخذ هذا الملك السفينة فمن يعينهم، فكان فعلي رحمة بهم.
وأما الصبي الذي قتلته، فقد أوحى الله إلى أنه إذا كبر فسيرهق أمه وأباه المؤمنين ظلما وطغيانا، وقد قتلته صغيرا لم يكتب عليه ذئب بعد، فقد كان قتله رحمة به وبوالديه، وقد أخبرني الله أنه سيعوض أبويه بغلام بار بيهما وأما الجدار يا موسى، فهو الغلامين يتيمين بالقرية البخيلة، كان والدهما صالحا وكان يمتلك كنزا ولكنه خاف بعد موته أن تطمع القرية بالكنز فتنهبه، ويبقى الغلامان بغیر سند، فحفر حفرة تحت الجدار وخبأ الكنز فيها، فأردت أن أصلح الجدار الأحفظ حق الغلامين.. وكل ما فعلته ليس هو اجتهادي أنا، بل وحي من الله عز وجل، وهذا ما لم تستطع عليه صبرا .