قصة الصياد الذكي جميلة للغاية وسلسلة وذات عبر مفيدة
أطفالنا هم أثمن شيء لنا بكل الوجود، هم أمانة الله لنا؛ لذا علينا أن نحسن إليهم ونحسن تنشئتهم وتربيتهم تربية سوية لا شيبة فيها.
ولا أجمل من سرد قصة جميلة بمعاني مفيدة سامية على أسماعهم تؤثر فيهم في الكبر وطوال العمر أيضا.
قصــــة الصياد الذكي
كان ياما كان في قديم الزمان، كان هناك رجل صياد اسمه مالك، وهذا الرجل كان متيما بحب صيد الأسماك، وكان لا يملك في هذه الحياة إلا مركباً صغيراً ومنزلا صغيرا للغاية يعيش فيه زوجته وأبنائه ووالدته الحبيبة.
وكان بكل يوم يذهب الرجل إلى صلاة الفجر في جماعة، وكان يؤم الناس وبعد الانتهاء من صلاة الفجر كان يعود لمنزله، تكون حينها قد أعدت له زوجته طعام الإفطار فيتناول طعامه ويحمد الله سبحانه وتعالى ويخرج للصيد متوكلا على الله طالبا منه رزق أولاده.
وفي يوم من الأيام تعرض الصياد مالك لضائقة مادية، فظل طوال الليل يصلي ويدعو الله سبحانه وتعالى متوسلا إليه باكياً له وراجيا إياه سبحانه وتعالى أن يفرج همه و يوسع له في رزقه ليسد كل دينه؛ وفي الصباح الباكر توكل مالك على الله سبحانه وتعالى وخرج للصيد، وكان كله يقين بأن الله سبحانه وتعالى سيوسع له في رزقه ويسد عنه كل دينه، ولكنه لم ينسى أهم شيء قبل خروجه من المنزل وهو أن يذهب لوالدته وقد كان بارا بها، وبعدما اطمئن عليها طلب منها أن تدعو له أن يوسع الله له في رزقه، وما كان من أمه إلا أن رفعت يدها إلى السماء وطلبت من الله سبحانه وتعالى أن يفرج كرب ابنها الوحيد ويسد عنه دينه.
حسن الظن بالله سبحانه وتعالى وحسن التوكل عليه:
وما إن وصل مالك إلى النهر حتى ألقى بشبكته، وانتظر المدد من الله سبحانه وتعالى، وبعد ساعة من الوقت علقت مجموعة من الأسماك في شبكته، وكان من بينهم سمكة نادرة الوجود، كان لها شكل جميل ورائع للغاية وتسر كل من نظر إليها، وبينما كان مالك عائدا من النهر إلى منزله استوقفه رجل من رجال الملك، و اشتري هذا الرجل جميع السمك الذي بحوزة الصياد مالك، وعندما رأي هذه السمكة الجميلة العجيبة، والتي كان مالك قد وضعها في الماء بعيدا عن بقية الأسماك حتى تظل حية.
قال الرجل للصياد مالك: “إن هذه السمكة لو رآها الملك لاشتراها منك بثمن كبير للغاية في الحال، فتعال معي أيها الصياد إليه”.
ذهب الصياد مالك مع رجل الملك، ولما وصلا إلى قصر الملك، طلب الرجل الإذن للصياد لمقابلة الملك، الذي كان يجلس في حديقة القصر.
فأذن الملك للصياد بالدخول، وعندما دخل الصياد على الملك وكانت في يديه السمكة العجيبة، جعل الملك ينظر إليها فاندهش من شدة جمالها، فأمر بإعطائه 4000 درهم في الحال، وكان هذا المبلغ من المال كبير للغاية.
وبعدما انصرف الصياد، قالت زوجة الملك والتي لم تكن راضية على الإطلاق عما فعله زوجها مع الصياد: “بئس ما فعلت أيها الملك”.
فسألها متعجبا: “ولم؟!”
فقالت زوجته: “إنك إن أعطيت هذا المبلغ الكبير من المال لأحد من خدمتك أو حشمك، فسيحتقر هذا المبلغ ويقول أعطاني الملك مثلما أعطى الصياد، وإن أعطيته أقل من هذا المبلغ فسيقول أعطاني الملك أقل مما أعطي الصياد”.
رد عليها الملك قائلا: “لقد صدقتِ يا زوجتي العزيزة، ولكنكِ نسيتِ أنني ملك لا يمكنني أن أتراجع عن كلمة أعطيتها أو هبة قد منحتها لأحد، ولقد أخذ الرجل المال بالفعل”.
فقالت له زوجته: “لا تقلق يا زوجي العزيز أنا أدبر لك هذا الأمر”.
فسألها الملك: “وكيف ذلك؟!”
أجابته زوجته بكل سهولة ويسر: “تستدعي الصياد يا زوجي العزيز وتسأله سؤالا واحدا، هذه السمكة ذكر أم أنثى؟!، فإن أجابك بأنها ذكر فأخبره بأنك كنت تريدها أنثى، وإن أجابك بأنها أنثى أخبره بأنك كنت تريدها ذكر، وبهذه الطريقة يمكنك أن ترد له سمكته وتستعيد مالك”.
فأحضر أحد رجال الملك الصياد مرة أخرى، وقد كان الصياد ذكيا للغاية، فسأله الملك فور وصوله: “أيها الصياد أخبرني هذه السمكة ذكر أم أنثى؟!”
فرد عليه الصياد وقد علت وجهه ابتسامة جميلة: “أيها الملك هذه السمكة خنثى!، لا هي ذكر ولا أنثى”.
فتعالت ضحكات الملك من إجابة الصياد، وأمر رجاله بإحضار 4000 درهم، أعطاهم للصياد.
فخرج الصياد “مالك” من قصر الملك ومعه ثمانية آلاف درهم، وعندما هم بالخروج من القصر سقط منه درهم واحد على الأرض، فجعل المال جميعه جانبا على الأرض وانحنى ليلتقط الدرهم الواحد.
كان الملك وزوجته ينظران إلى ما يفعل الصياد، وما إن خرج الصياد للخارج حتى قالت زوجة الملك للملك: “أيها الملك أرأيت خسة هذا الرجل؟! لقد أبى أن يترك درهم واحد سقط على الأرض، لقد ألقى عن ظهره ثمانية آلاف درهم من أجل درهم واحد، استصعب أن يأخذ هذا الدرهم أحد الغلمان من القصر”.
انزعج الملك كثيرا وقال: “والله لقد صدقتِ يا زوجتي العزيزة، وعلى الفور أمر أحد رجاله أن يعيد إليه الصياد من جديد، وما إن وصل الصياد الذكي حتى سأله الملك قائلا: “أيها الصياد ألا تملك ولو ذرة واحدة من المروءة، تترك المال كله وتنحني من أجل درهم واحد؟!”
ابتسم الصياد والذي كان يتسم بالذكاء الخارق وقال للملك: “أطال الله لنا في عمر الملك وبارك لنا فيه… يا مولاي إنني لم أنحني لألتقط الدرهم من على الأرض لأجل قيمته، وما فعلته ما كان إلا لأجل أن على أحد وجهي الدرهم صورة الملك!، يا مولاي إنني لم أرد أن تكون صورتك على الأرض”.
أعجب الملك كثيرا بكلام الصياد، فأمر له بأربعة آلاف درهم، ليصبح مع الصياد اثنتي عشرة آلاف من الدراهم.
كانت زوجه الملك في غاية الغضب والحزن على ما حدث، ولكن الملك كان راضيا، أما عن الصياد فقد كان في منتهى السعادة والرضا بما قسمه الله له.
عاد الصياد لمنزله وأول ما فعل قام بتسديد جميع ديونه، ووسع على والدته وزوجته وأولاده، واشتري لهم منزلا جديدا.
اقرأ أيضا: قصص أطفال هادفة بعنوان حكمة بالغة من جدي
وأيضا: قصص أطفال جديدة 2022 مكتوبة ومليئة بالإفادة
وقصص أطفال بالإنجليزية مترجمة بسيطة وسلسة