ونستكمل قصة الباب من كتاب الف ليلة وليلة ، ونعرف اليوم ماذا فعل الفتي بعد موت الشيوخ وكان الباب أمامه منذ سنوات
الغلام والباب ج2
ذهب الفتى و فتح الباب بعد قسر الاقفال التي كانت عليه، رأي الشاب ممرا ضيقا فاخذ يمشي به لمدة ثلاث سعات الي ان راءي شيء عجيب لقد قاده الممر الي شاطيء المحيط فسار يمشي علي الشاطىء منبهرا و يلاتفت ليمينه و يساره ، و فجاءه ظهر عقاب كبير الحجم من السماء و أخذ الفتي، و طار به الي جزيرة في وسط المحيط و تركه و ذهب، مرت الايام و الفتي علي تلك الجزيرة و في يوم من الأيام و هو جالس علي الشاطىء ، رأي مركب يتجه ناحيته فتعلق الشاب بفكرة ان هذه المركب أمل نجاته، و لما وصل رأي الفتي المركب مصنوع من العاج و الابنوس و مجدفيه من العود، و يوجد بداخله صناديق من ذهب، و عشر جواري و عندما راؤه اسرعوا ينحنون و يقبلون يده ثم قالوا له: انت الملك العريس، ثم تقدمت إليه إحداهن و كانت فائقة الجمال ، ذي شعرا وهاج كاسنابل القمح الذهبية و كانت تحمل في يدها تاج لونه كالون شعرها .
الجزء الاول
قصة الغلام من كتاب ألف ليلة وليلة
و كان التاج مرسع بالجواهر الثمينة فالبسته اياه و أخذت يده و وجهت الي القارب فركب معهن و سرنا به، ظن الشاب انه في حلم، و لما وصل الي بر رأي عساكر مسلحين يملؤن البر و قدم أحدهم اليه خمس أحصنة لها اسرج من ذهب، فاءخذ جوادا منهم و ركبه و حين فعل ذلك دقت الطبول دقات عالية و نظم العساكر انفسهم فبدأ كانهم في موكب، فصاروا الي ان وصلوا الي مرج اخضر فيه قصر كبير و من حوله يوجد نهر و أشجار و ازهار و طيور تحلق، لم تمر ثواني علي وصلوهم و ظهر جيش اخر في مقابلهم و قد مليء المرج ، و كان في مقدمتهم شخص ملثم يرتدي ملابس فخمة يبدوا كملكهم، اتجه الي ناحيته و سلم علي الشاب فرد السلام باءحترام، قال له الملك: انت ضيفي اليوم و قاده الي داخل القصر، اجلسه علي كرسي من ذهب و جلس الملك بجواره ثم نزع الملك اللثام عن وجهه فظهرت امراء فائقة الجمال.
لدرجة أن الشاب ذهل و لم ينطق بحرف لعددة دقائق، فقطعت الصمت قائلة: اعلم ايها الملك اني ملكة هذه الارض و كل من راءيتهم من جنود هم نساء فالنساء هنا يشغلون المناصب الرفيعة و يعينون كاجنود أما الرجال عندنا يعملون في الحقول و البناء و باقي الصناعات المختلفة، و كان الشاب يستمع الي كل كلمة متعجبا، و لما انهيت كلامها امرت باستدعاء الوزير ، و كانت امراءة عجوز ذات هيبة فاخبرتها بامر في صوتا منخفض ثم امرتها ان تحضر القاضي و الشهود، فكرت قليلا ثم قالت: اترضي ان أكون زوجة لك، قام الشاب و ركع علي ركبتيه و كاد ان يقبل قدمها و لكنها منعته و قال: يا سيدتي كيف ذلك انا اقل من الخدم الذين يخدمونك، قالت: اتري كل الخدم و الجنود و المال و هذه المملكة، قال: نعم، قالت: جميعها تحت تصرفك تعطي و تأخذ ما تريد…و اكملت قاءلة اتري ذلك الباب هناك لا تقترب منه ، أن فعلت ستندم في و قت لا ينفعك الندم بشيء. دخلت الوزيرة بعد ان انهيت آخر كلمة من كلامها و كاءنها كانت تنتظر خلف الباب .
لتدخل في هذه اللحظة، دخلت الوزيرة و معها القاضية و الشهود و كانوا جميعا عجائز ذي وقار و هيبة و شعرهن علي جانب اكتافهم، فامرتهم الملكة ان يعقدن عقد الزواج، فتم الزواج و أقيمت الولاءم و الاحتفالات و جمعت العساكر و اكلوا و شربوا، عاش الشاب لتسع سنوات عيشة الرفاهية فكان أي شيء يريده يحصل عليه، في يوم من الأيام تزكر الشاب أمر الباب و قال لنفسه لابد أن به نعمة أفضل من التي بها فقام و فتحه، فوجد العقاب الذي حملة سابقا واقفا عند الباب ويقول له:لا مرحبا بوجه ليس عنده قناعه، فلما سمعه يقول هذا ارتعب و حاول الهرب لكنه اخذه وحمله من جديد و اخذه الي شاطيء الذي جاء منه مرت الايام و لم يأتيه أحد فادرك انه أضاع النعمة من يديه و تزكر حاله في مملكته فسار يبكي و ينحب، و في يوم من الأيام و هو جالس حزين علي الشاطي سمع صوت انسان لا يراه يقول” هيهات هيهات ان يرجع الياك ما فات ” فتاءكد الشاب انه لن يحصل علي هذه النعم من جديد فرجع الدار و هو يبكي و بنحب و جلس في أحد المجالس و استمر في البكاء و قد عرف اخيرا سر بكاء الشيوخ، مرت السنين و هو علي هذا الحال الي ان توفي و دفنه احد الخدم خلف الدار بجانب أصدقائه