يسعدنا أن نحكي لكم اليوم في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية قصة دينية قصيرة جميلة ومعبرة بعنوان قصة عنقود العنب ننقلها لكم في هذا الموضوع بقلم : خالد خلاوي ونتمني لكم قراءة ممتعة ومفيدة ولقراءة المزيد من اجمل القصص الاسلامية لجميع الاعمار قوموا بزيارة قسم : قصص وعبر .. اترككم الآن مع احداث القصة ولا تنسوا ان تخبرونا رأيكم بها .
عنقود العنب
كل يوم جمعة نزور جدنا عدنان، في مزرعته الرائعة.. نستمتع بالتجول فيها ونأكل من ثمارها الطيبة وتلتف حول جدنا الحبيب يروي لنا أحلى الحكايات عن الحيوانات والنباتات وذات يوم كنت أتجول في المزرعة بصحبة الجد عدنان، وتوقفنا عند شجرة العنب وأخذ الجد يتفحص ثمارها، كانت عناقيد العنب تتدلى من الشجرة في تناسق رائع وترتيب جميل قلت، سبحان الله الخالق.. ما أروعها ولفت إلى جدي قائلا – جدي.. ما رأيك أن نقطف بعض العنب ليكون على مائدة الغداء اليوم؟ قال جدي وهو يشير إلى عنقود عنب، لم ينضج العنب بعد، ولاتزال حباته خضراء وصلبة، لا تصلح للأكل وواصل حديثه وهو يهم بالجلوس تحت الشجرة، اجلس يا احمد كي أروي لك حكاية عن العنب.
أسرعت بالجلوس وكلي شوق لسماع الحكاية.. قال جدي: الجلوس تحت شجرة العنب يذكرني بقصة الرسول صلي الله عليه وسلم عندما ذهب من مكة إلى الطائف ماشيا على قدميه، وهناك جلس إلى قبيلة بني ثقيف يدعوهم إلى الإيمان بالله ورسوله، فردوا عليه أسوأ رد، ولم يكتفوا بذلك بل سلطوا عليه في طريق عودته صبية صغارا ومعهم بعض السفهاء يطاردونه ويقذفونه بالحجارة، ولما ابتعد عنهم، لجأ إلى ظل شجرة عنب، وجلس تحتها في تعب وإعياء، ودعا الله عز وجل فيما يروى قائلا: «اللهم.. إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، اللهم يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي؛ ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك .
وكانت الشجرة تقع في أرض أخوين أحدهما اسمه عتبة، وأخوه اسمه شيبة، وكانا يقفان بالقرب منه ويسمعان كلماته، وإذا عتبة يطلب من خادمه عداس أن يقطف عنقود عنب من فوق الشجرة، ويضعه في طبق، ويقدمه إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم، ووضع عداس الطبق أمام الرسول .. فمد يده الكريمة وهو يقول: «باسم الله.. وتعجب عداس لهذه الكلمة التي لم يسمعها من أحد من قبل؛ وأبدى دهشته للرسول صلي الله عليه وسلم قائلا: هذا كلام لا يقوله أهل هذه البلاد فسأله الرسول صلي الله عليه وسلم : ومن أهل أي بلاد الله أنت؟
قال عداس: من أهل نينوى، فرد الرسول صلي الله عليه وسلم من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟ فسأله عداس مستعجبا وما يدريك من يونس بن متى ؟ فأجاب الرسول ، كان نبيا، وأنا نبي.. فانحنى عداس، على رأس الرسول صلي الله عليه وسلم ويده وهو يقبله ويهتف: – نبي.. نعم، نبي فلا يمكن أن يحتمل أحد ما تلقى إلا في سبيل الحق ودين الحق وأعلن عداس دخوله في الإسلام وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .