قصص أطفال بعنوان الشاطر حسن والأميرة الحسناء
في عالم القصص تبرز قصص الأطفال بوضوح جلي لكونها من أكثر النوعيات فاعلية في التأثير على سمات صغارنا، من المؤسف أن نجد والدين لا يحببان صغارهما في القراءة، تحت أمة اقرأ، وأول آية بقرآننا الكريم كانت اقرأ.
قصص الأطفال دائما نجدها قصصا ممتعة تحوي العديد من القيم الفضلى التي نرجو تعليمها لأبنائنا.
القصــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
من أجمل قصص الأطفال على الإطلاق…
قصص من التراث القديم، قصة “الشاطر حسن” وأحداثها تدور حول شاب يدعى “حسن” كان يقتات من الصيد ويكسب رزقه يوما بيوم مما يصطاده من البحر الواسع، وبيوم من الأيام بينما كان يصطاد الأسماك لمح فتاة غاية في الجمال كانت تجلس على شاطئ البحر، كانت فائقة الجمال وترتدي من الملابس الأنيقة التي تزيد من جمالها ومظهرها الخارجي، عجز الشاطر حسن عن إبعاد نظره عنها لشدة جمالها، كان يشعر بانجذاب غريب تجاهها لدرجة أنه لم يحيد ببصره عنها.
كانت الفتاة الجميلة تجلس وكثير من الرجال يحيطون بها لحمايتها، بات الشاطر حسن يراها كل يوم أثناء عمله، بل كان يتعمد الصيد من نفس المكان بكل يوم ليتمكن من رؤيتها، كان كلما وقعت عينيه عليها شعر بسعادة شديدة تفوق الوصف والخيال، كان يشعر وكأنه أسعد شخص بكل الكون وما حوى, ومع مرور الوقت شعر الشاطر حسن بأن الفتاة الجميلة باتت جزءا كبيرا من حياته بل باتت كل حياته، كان يراقبها بالساعات الطوال حتى رحيلها بمجرد إنهائه لصيده، وبيوم من الأيام فقدها فقضى اليوم بأكمله على أمل أن تظهر أمام عينيه ولكنها لم تأتي، فما كان منه إلا أن جلس في المكان المعتادة أن تجلس فيه واعتاد على رؤيتها فيه وباتت الدموع تذرف من عينيه لشدة اشتياقه لها.
وباليوم التالي بكر في الذهاب لصيده لينهي عمله قبل مجيئها ليتفرغ في التأمل فيها والنظر إليها، ولكنها أيضا لم تأتي بذلك اليوم فشعر الشاطر حسن بالحزن الشديد يأكل جزءًا من قلبه، شعر وكأن الحياة قد ضاقت به ذرعا، فكان يشعر بالسعادة التي تغمر قلبه بمجرد رؤيتها، فكانت رؤيتها تنسيه كل هموم الحياة وكل ما يقاسيه خلال يومه الشاق، لقد كان الشاطر حسن يعيش حياة محفوفة بالمخاطر بالإضافة إلى الفقر المدقع، لم يشعر بالسعادة حتى رأى وجهها الملائكي.
وبيوم من الأيام بينما كان جالسا بمكانها، يتذكر ملامح وجهها وهدوئها وبراءة عينيها إذا به يسمع صوت رجل يأتيه من الخلف ويناديه باسمه “حسن” فزع الشاطر حسن من ذاك الصوت والتفت إليه، فأخبره الرجل الذي كان ينادي باسمه بأن الملك يريد أن يقابله بالقصر، صدم الشاطر حسن صدمة عمره وهنا أيقن أن هناك صلة وطيدة بين الفتاة الحسناء وبين الملك والقصر الذي سيكون به اللقاء.
وما كان من الشاطر حسن إلا أن يلبي الدعوة، وبالفعل ذهب ملبيا لتبدأ قصة الشاطر حسن والحسناء!
وما إن وطئت قدماه القصر علم أن الفتاة الحسناء في حالة صحية مزرية يرثى لها، أعلموه بأن الأميرة أرادت رؤيته وتكرر سؤاله عنه مرارا وتكرارا، لذا أرسل والدها الملك في طلبه، هنا اكتملت الخيوط أمامه فعلم الشاطر حسن أن الملك والد الفتاة الحسناء وأنها أميرة، علم أنه لولا مرض الأميرة الشديد وطلبها وإصرارها على رؤيته لما أرسل والدها الملك في طلبه، ولكنه أيضا شعر بغصة بقلبه لعمله بسوء حالتها الصحية.
أما عن الأميرة الجميلة فما إن وقعت عينيها على الشاطر حسن شعرت ببعض التحسن، وكانت نصيحة الطبيب لها أن تذهب إلى البحر وتمتع عينيها وقلبها بهوائه المنعش، على الفور أخذها الشاطر حسن للبحر الذي اشتاق إليها، أخذها معه في رحلة للصيد، كانت رحلة صغيرة لكيلا تتأذى أميرته الجميلة، أما عن الأميرة فقد شعرت بسعادة غامرة، باتت تتعافى شيئا فشيئا بعد الفرحة التي حلت بقلبها.
ومرت الأيام واعترفت الفتاة الجميلة لوالدها الملك بأنها وقعت في حب الصياد (الشاطر حسن)، اعترض والدها على الأمر لأن الصياد ليس بمناسب لمن مثلها لا اجتماعيا ولا ماديا ولا من أي ناحية من نواحي الحياة، ولن يقبل عاقل بما تقوله!
كيف لشاب فقير معدم يتزوج بمن مثلها؟!، أميرة ذات جمال ومال وحسب وجاه وسلطان، ولكن ابنته الوحيدة أصرت على موقفها، فما كان من والدها إلا أن يتحايل بطرقه ليقنعها بعكس ما أرادت، فأرسل في طلب الشاطر حسن وأخبره بما حدث بينه وبين وابنته، وأنه مستعد لزواجه بابنته على شرط واحد أن يحضر لابنته جوهرة نفسية.
ولكن كيف للشاطر حسن المعدم أن يأتيه بجوهرة نفيسة مثلما أراد؟!، حزن الشاطر حسن كثيرا وفطر قلبه، وعلى الرغم من ذلك إلا إنه باليوم التالي ذهب لصيده، وطوال اليوم لم يخرج بصيد إلا سمكة واحدة، رضي برزقه وعاد لمنزله وكان غاية في الحزن.
وكان يشعر بالجوع الشديد، الأمر الذي دفعه إلى تناول هذه السمكة، وما إن شرع في تنظيف السمكة حتى وجد بداخل أحشائها جوهرة كبيرة للغاية، حملها بين يديه وركض للملك وأعطاها إياه، فما كان من الملك إلا أن وافق على زواج ابنته الأميرة بالشاطر حسن، وعاشا في سعادة بالغة.
الدروس المستفادة من قصة “الشاطر حسن”:
على الإنسان أن يسعى في طلب الزرق ولا يدخِّرُ جُهْدًا في ذلك، وأن الله تعالى يوسع في أرزاق بعض عبادة ويقْتُرُ الرزق على بعضهم الآخر حتى يختبر صبرهم على ابتلاء الله لهم في رزقهم.
ومن الفوائد أيضا من قصة “الشاطر حسن” أهمية أن يضع الإنسان مسألة الحالة الاجتماعية والإمكانيات المادية في الاعتبار عند اختيار شريك الحياة، فما فعله والد الأميرة كان منطقيًّا إلى حد ما بسبب وجود فجوة ضخمة بين الحالة المادية التي كانت تعيشها ابنته، وبين الحالة المادية التي كان يعيشها الشاطر حسن والتي لم تكن إلا ظروف مادية قاسية.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص الأطفال لصغارك من خلال:
قصص اطفال قبل النوم مكتوبة بالعامية امتع القصص المسلية للصغار
وأيضا/ قصص اطفال مكتوبة قصيرة مضحكة من اروع ما ستقرأ
قصص اطفال رائعة طويلة نتعلم منها دروسا وعبرا مفيدة في الحياة
