إن الكذب من العادات المكتسبة القبيحة والتي نهانا عنها رسول الله، فالدين الإسلامي وجميع الأديان الأخرى تحث على الصدق وتجنب الكذب.
والكاذب وإن كان طفلا لا يثق به الناس مهما حاول جاهدا إثبات صحة ما يقوله، لذلك علينا تربية أبنائنا منذ صغر سنهم على الصدق وإن كان فيه المهالك.
كذبة أبريل
كان الطفل ينتظر صديقه بالدراسة بمنزله، وعندما جاءه صديقه ليدرسا سويا استقبله أحسن استقبال..
الطفل صاحب المنزل: “أهلا بك لقد أنرت منزلنا”.
الطفل الآخر: “لا وقت للترحيب، هيا سريعا لنبدأ المذاكرة ونستغل كل ثانية من وقتنا قبل عودتي للمنزل”.
الطفل الأول: “دعني في البداية أحضر لك شيئا لتشربه”.
الطفل الآخر: “لا وقت للضيافة أيضا”.
الطفل الأول: “ولكن تناول شيئا يسيرا من الطعام، لقد أعدت لنا والدتي شطيرتي، تناول شطيرتك في البداية وبعدها نبدأ المذاكرة”.
الطفل الآخر: “حسنا، ولكن شطيرة واحدة وحسب”.
وما إن تناولا الطفلان شطيرتيهما صديقه استحسن مذاق شطيرته وأعجب بجمال طعمها..
صديق الطفل: “يا لها من شطيرة جميلة للغاية وشهية”.
الطفل: “أأعجبتك حقا؟!”
صديقه: “حقا أعجبتني كثيرا لدرجة أنني أريدها ألا تنتهي”.
الطفل: “حسنا سأجعل والدتي تعد لنا منها الآن، وأعدك بكل مرة تأتي فيها لزيارتي سأجعلها تحضر لنا منها الكثير”.
وما إن أنهى جملته حتى شرع في الصراخ، لقد كان يصرخ بشكل جعل صديقه يقلق عليه..
صديق الطفل: “ما بك يا صديقي، لا تجعلني أقلق عليك”.
الطفل: “إن بطني تؤلمني كثيرا، أشعر وكأنها تتمزق من الداخل”.
صديقه: “ماذا حل بك؟!، لقد كنت بصحة جيدة”.
الطفل: “من الواضح أنني أخطأت وأكلت شطيرتك بدلا من شطيرتي”.
صعق صديقه قائلا: “وماذا من المفترض أن يكون بشطيرتي؟!”
الطفل: “لقد أردت أن أصنع بك مقلباً، فوضعت الصابون السائل في شطيرتك، ولكني أخذتها عوضا عنك عن طريق الخطأ، أرجوك أن تنادي والدتي من حديقة المنزل فمعدتي تتقطع من الداخل”.
وبالفعل ركض صديقه لحديقة منزله وجاء بوالدة صديقه والتي صعقت عندما وجدت ابنها الوحيد في هذه الحالة التي يرثى لها، اتصلت بسيارة الإسعاف على الفور…
وبينما حمل الطفل على السرير المحمول بين يدي المسعفين، قال لصديقه: “لم أرد بك سوءاً، وكل ما أردته صنع مقلب كذبة أبريل بك”.
لم تفهم الأم الحوار الدائر بينهما، ولكنها تعجبت من حديثهما، ومن ألم ابنها وحزنها على حاله لم تستفسر عن الأمر.
فقال له صديقه: “أتمنى لك شفاءً عاجلا على الرغم مما فعلته به وما كنت تنوي عليه”.
وبعدما تم إجراء اللازم لإسعافه وإنقاذ حياته، اعترف الطفل لوالدته بما فعله بصديقه، هلعت الأم مما سمعت من ابنها فقالت: “أما علمت أن الصابون السائل ضار بالمعدة والأمعاء حيث أن به مواد كاوية؟!”.
الابن: “أمي لم أكن أعلم، وما أردت أذيته، كل ما أردته أن نمرح سويا ليس أكثر من ذلك”.
فقالت له والدته: “لقد انقلبت عليك الآية، وذقت من نفس الكأس الذي أردت أن تسقي منه صديقك الصادق الحريص على مصلحتك الشخصية، فعلا من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، علاوة على الكذب والذي لن أسامحك عليه، ألم أعلمك يا بني حديث سيد الخلق صلَّ الله عليه وسلم (أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا ، وببيتِ في وسطِ الجنةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا ، وببيتٍ في أعلى الجنةِ لمَن حَسُنَ خُلُقُه) صدق رسول الله صلَّ الله عليه وسلم تسليما كثيرا”.
الابن: “عليه الصلاة والسلام، ولكن ماذا أفعل يا أمي في كذبة أبريل؟!”
الأم: “يا بني إن كذبة أبريك هذه عادة قبيحة، وقد جاءتنا من الغرب، فكثير منا يقلدهم التقليد الأعمى دون وعي ولا إدراك منهم”.
الطفل: “صدقتِ يا أمي، لقد أدركت أن ما فعلته كان خطئا فادحا، ولن أكرر ما فعلته أبداً”.
الأم: “أحسنت يا بني، ولكن يبقى علينا أن نعتذر عن أفعالنا لصديقك”.
الابن: “لكِ كل ما تريديه يا أمي”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
4 قصص أطفال للنوم جديدة وجميلة للغاية
قصص أطفال جديدة 2021 بعنوان البحيرة والأمنيات السحرية
قصص أطفال بالفرنسية مترجمة Trois perroquets jaloux الثلاثة ببغاوات شديدي الغيرة
3 قصص أطفال مكتوبة لتعليم القراءة بعنوان بشرى ومواقف تعليمية بالحياة