قصص الأنبياء للأطفال بطريقة مبسطة وسهلة
إن قصص الأنبياء ما هي إلا قصص مصادرها القرآن الكريم وأيضا السنة النبوية الشريفة، قصص تعلمنا الحكمة والموعظة والتدبر، والأجمل على الإطلاق أنها تعمل على إرشاد صغارنا إلى ما فيه خير وصلاح في الحياة الدنيا وكل الفلاح في الحياة الآخرة.
إن مما يحفظ علينا أبنائنا ويطمئن قلوبنا عليهم حفظهم للقرآن الكريم، وأول ما نفعله معهم أن نربط أحداث كل قصة من قصص الأنبياء نذكرها لهم بما جاء فيها من آيات من القرآن الكريم ولاسيما عندما تكون من قصار السور ليتمكن صغارنا من حفظها.
من قصص الأنبياء للأطفال:
أولا/ قصـــــــــة نبي الله صالح عليه السلام:
بعث الله سبحانه وتعالى نبيه “صالح” إلى قبيلة تدعى (ثمود)، وكانت إحدى قبائل العرب، وكان قوم ثمود قد من الله عليهم بمظاهر الحضارة والعمران فبرعوا في ذلك، وتعالت نفوسهم فأنكروا نعم الله سبحانه وتعالى عليهم وكان أول ما فعلوه أن جحدوا بأنعمه كافة وأشركوا به.
دعا نبينا “صالح” عليه السلام قومه لعبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأوثان التي لا تملك ضرر ولا نفع، ولكنهم ازدادوا في الاستكبار وأنكروا على الله سبحانه وتعالى الوحدانية، وجعلوا من نبيه “صالح” محل سخرية للجميع، وآخر شيء أنهم طلبوا من النبي “صالح” أن يأتهم بمعجزة على سبيل الاستهزاء!
وبالفعل أتاهم نبي الله “صالح” بمعجزة الناقة وبلغهم بما بلغه به ربه سبحانه وتعالى، وأمرهم بأن يبتعدوا عن ناقة الله وألا يمسوها بسوء وحذرهم من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى.
ولكنهم عصوا كل أوامره وقتلوا الناقة فأتاهم العذاب بغتة من الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى في سورة الشمس: (وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا، وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا، وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا، وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰهَا، وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا، وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا، وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا، فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا، قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا، وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا، كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِطَغۡوَىٰهَآ، إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا، فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقۡيَٰهَا، فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمۡدَمَ عَلَيۡهِمۡ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمۡ فَسَوَّىٰهَا، وَلَا يَخَافُ عُقۡبَٰهَا).
واقرأ بالتفصيل: قصة سيدنا صالح عليه السلام للأطفال وكيف عاقب الله قوم ثمود
ثانيا/ قصــــــة نبي الله يوسف عليه السلام:
بدأت قصة سيدنا “يوسف” عليه السلام برؤيا بمنامه، قصها على والده نبي الله “يعقوب” عليه السلام فطلب منه ألا يخبر بها أحدا ولاسيما من إخوته.
وما خشي منه سيدنا “يعقوب” عليه السلام تحقق إذ كاد إخوة يوسف له فكادوا يقتلونه ويتخلصوا منه نهائيا من شدة غيرتهم منه، ولكن اقترح أحدهم أن يلقوا به في البئر وبذلك يتخلصوا منه أيضا.
وبالفعل كادوا له وجعلوه بالبئر حتى مر بعض الرجال واتخذوا منه تجارة رابحة، أما إخوته فعادوا لوالدهم نبينا “يعقوب” عليه السلام يتباكون على أخيهم الصغير الذي أكله الذئب في حين غفلة منهم!
واشتراه عزيز مصر وكانت له زوجة فاهتمت بسيدنا “يوسف” عليه السلام وعندما اشتد عوده وقعت في حبه بطريقة جعلتها همت أن تقع به، ولكن نبي الله أبى ذلك؛ وعندما كشف أمرها أمام الجميع لم يجد زوجها إلا أن يزج بسيدنا “يوسف” عليه السلام بالسجن ولاسيما بعد أن شهد أحد من أهلها بأن يوسف برئ مما تتهمه به.
وألقي بيوسف عليه السلام بالسجن بضع سنين، كان يدعو الله دائما، فاستجاب الله سبحانه وتعالى وجعله عزيز مصر برؤيا فسرها للملك حينها، ومرت الأيام وجاء إخوة يوسف لمصر بفعل المجاعة، عرفهم سيدنا “يوسف” عليه السلام ولكنهم لم يتعرفوا عليه.
جعلهم يأتون إليه بأخيه، وجعل السقاية في رحله فضيع إخوة “يوسف” أخيهم الثاني مثلما فعلوا بيوسف من سنوات مضت، ومن شدة حزن سيدنا “يعقوب” عليه السلام فقد بصره على ابنيه ولاسيما “يوسف” والذي لم ينساه مطلقا.
عندما علم سيدنا “يوسف” بالأمر أعطى لإخوته قميصه وجعلهم يلقون به على وجه أبيهم فارتد بصيرا، وجاءوا جميعا لمصر وخروا ليوسف سجدا.
وكانت هذه تأويل رؤيا سيدنا “يوسف” عليه السلام بأن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له.
واقرأ أيضا من قصص الأنبياء للأطفال: قصص الأنبياء للأطفال سيدنا محمد سيد المرسلين كافة
ثالثا/ قصـــــــــــــة نبي الله يونس عليه السلام:
لقد بعث الله سبحانه وتعالى نبيه “يونس بن متى” إلى قومه ليدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له، كان يدعوهم ولكنهم لم يستمعوا له وكفروا بكل ما جاء به من رسالات من ربه وجحدوا بها.
فخرج من بينهم سيدنا “يونس” عليه السلام حيث شعر ألا أمل فيهم، وتوجه لقوم على وشك التحرك بسفينة فلحق بهم، وبعرض البحر اشتدت العواصف وما كان من أصحاب السفينة إلا أن يخففوا الأحمال عنها رغبة في النجاة.
وبالفعل تخلوا عن كل ممتلكاتهم الثمينة والنفيسة ولكن ليس بعد، فقاموا بعمل قرعة لاختيار أحدهم لإلقائه بالبحر، ودونا عن الجميع يأتي اسم نبي الله “يونس” فأعادوا الكرة، ومجددا اسم نبي الله “يونس”، أعادوها ثلاثة مرات وعندما جاءوا للمرة الرابعة ألقى سيدنا “يونس” عليه السلام بنفسه بالبحر.
فالتقمه الحوت بأمر من ربه سبحانه وتعالى، ولبث في بطن الحوت في ظلمات ثلاث، ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، وسمع أصوات عجيبة فتعجب منها فأرسل الله إليه أنها تسبيح لمخلوقاته.
فقرر سيدنا “يونس” عليه السلام أن يكون من المسبحين فلازال يردد قائلا: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فأنجاه الله سبحانه وتعالى من بطن الحوت، فلفظه الحوت على جزيرة فأنبت الله سبحانه وتعالى شجرة من يقطين يتقوى عليه نبيه؛ وعندما عاد لقومه وجدهم جميعا قد آمنوا بالله وبدعوته عليه السلام.
واقرأ أيضا: قصص الأنبياء قصة سيدنا يونس عليه السلام والدروس المستفادة منها