إن قصة “يأجوج ومأجوج” هي قصة تحدث عنها القرآن الكريم في سورة البقرة، الكهف، والأنبياء؛ كما ذكر نبينا الكريم الكثير من الأحاديث حولها؛ إذ أن قصة “يأجوج ومأجوج” قصة أقوامٍ ظلموا وبطشوا في الأرض؛ حتى أرسل الله إليهم ذي القرنين؛ لقد تزايد الناس في وصفهم كثيرا، فمنهم من قال إنهم طوال كشجرة الأرز، ومنهم من يفترش بأذن ويتغطى بالثانية، وكثيرا من الأقاويل التي تدور حولهم ليس لها بالحقيقة أي صلة، وفيما يلي ذكر قصتهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية.
ذكر القرآن لقصة “يأجوج ومأجوج”:
لقد ذكرهم الله تعالى في قوله: “حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولاً * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا”، وتبين هذه الآيات أن “يأجوج ومأجوج” أهل فساد، قوة، وشر؛ فلا يصدهم عن ظلم من حولهم لقوتهم وجبروتهم، حتى جاءهم الملك الصالح “ذو القرنين”، فطلبوا منه أن يجعل فيما بينهم سدا، فأجابهم “ذو القرنين” وجعل بينهم سدا؛ فحصرهم بهذا السد، ورحم البلاد من ظلمهم وشرهم، وإن بقاء قوم “يأجوج ومأجوج” محصورين؛ فهذا ليومٍ معلوم إذ قال تعالى: ” فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء”، ولقد تبين أنهم سريعي الخروج، وهم كثرة قال تعالى: “حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون” .
ما ورد بالسنة النبوية عن “يأجوج ومأجوج”:
ولقد أوضحت الأحاديث النبوية أكثر فأكثر عن قوم “يأجوج ومأجوج”، فقد بينت كثير من الأمور الغامضة حولهم، فبينت تلك الأحاديث أن لديهم نظاما وقائدا يحتكمون إليه في أمورهم، وأن السد الذي بناه “ذو القرنين” هو الذي يمنع طموحهم في غزو الأرض وإفسادها؛ ففي كل صباح يذهبون إليه لهدمه حتى إذا أوشكوا على إنهاءه يؤخرون الحفر إلى اليوم التالي، فيأتون في اليوم التالي وقد أعاده الله أقوي من قبل، فيحفرون مرة أخرى حتى يقول لهم أميرهم فلنأتي ونكمل ما تبقى إن شاء الله، فيأتون في اليوم التالي فيجدونه مثلما تركوه، ويكملوه ويخرجون إلى الناس؛ ويشربون الأنهار، ويشرب أولهم بحيرة طبرية فيأتي آخرهم، ويقول كان هنا ماء، فتتحصن الناس منهم، وعندما يزداد غرورهم يرمون برماحهم في السماء فتعود ملطخة بالدماء، فيقولوا قهرنا أهل الأرض والسماء، ويمنع الله نبينا عيسى عن قتالهم حتى يرسل إليهم دودا يخرج من خلف رؤوسهم فيقتلهم.
صفات قوم “يأجوج ومأجوج”:
وقد بينت بعض الأحاديث صفاتهم؛ فهم عارضي الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور، وجوههم مدورة كالتروس؛ وأوضحت بعض الروايات أن المسلمون سيوقدون من رماحهم وأقواسهم سبع سنين، وهذا يدل على كثرة عددهم، وقال عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً”.