ومازلنا نستكمل القصة المليئة بالأحداث المثيرة والشيقة، قصة بإمكانها أن تجعل كل من يقرأها يشعر بالمحبة المتواجدة بين سطورها، ومن ثم يشعر بمدى الأسى والحزن الدفين المتواجد بين ثناياها، قصة على قدر المتعة أثناء قراءتها بقدر الأسى والحسرة بعد الانتهاء من قراءتها.
جريئـــــــــــــــــة (الجزء الرابع)
أحمد: “أغمضِ عينيكِ”.
فأغمضت عينيها ليقترب منها ويقبلها للمرة الثانية، ولكن بهذه المرة سمع تأوهاتها، فأصبح في غاية السعادة والفرح هذه الفتاة الجميلة هو أول رجل بكل حياتها، انصرف بعدما طبع قبلة على جبينها.
أيقنت “ياسمين” حينها أن جرأتها لم تجلب لها سوى المتاعب، بالكاد استجمعت قواها وشرعت في تجهيز نفسها للحفل، “ياسمين” من الشخصيات العاشقة للاهتمام بنفسها عن طريق انتقاء صيحات من الملابس على ذوقها والذي يشهد له الجميع بالرفعة والعلو، وانتقاء ماركات عالمية للماكياج، وأحدث الصيحات في المجوهرات، هي جوهرة نادرة وبقدرتها تستطيع صقل نفسها بنفسها أيضا.
حل المساء فكانت شبيهة بالأميرات، حينما دخلت عليها زوجة أبيها غرفتها لم تتمالك نفسها فصبت غضبها كله عليها، كادت أن تضربها لولا وصول “أحمد” بالوقت المناسب لتدعي أنها تحتضنها، “ياسمين” لم توضح له الأمر، وضعت يدها بيده بعدما قبل يدها وأثنى على شدة جمالها.
صعد السيارة فبدا عليها القلق والتوتر، ولكنه أمسك بيدها: “مما تخافين أيتها الجميلة؟!”
ياسمين: “إنني لأول مرة أدخل عالمكم أنتم الأثرياء، فيراودني شعور بالإخفاق وجلب الكثير من الإحراج لك”.
أحمد: “لا تخافي فأنا معكِ ولن أترككِ بمفردكِ مطلقا، ولكن على علمي أن والدكِ كان من عالم الأثرياء فلم لا تعتادين الأمر”.
ياسمين وقد ظهر على ملامحها الحزن: “لقد كانت زوجة أبي رائدة في إبعاده عني بشتى الطرق، وفجأة بعد وفاته صدمنا جميعا بتحويل كافة أمواله لملكيتي الخاصية وجعلها واصية ليست أكثر من ذلك؛ لقد قضى حياته كلها يرجو رضاها ويسعى لتحقيقه وعلى حسابي شخصيا، وبعد وفاته فوجئنا بوصيته الغريبة هذه وبأوراق تحويل الملكية”.
أحمد: “لا تحزني يا صغيرتي، فكما أخبرتكِ إنني معكِ فلا تبالي لأي شيء”.
اقتربت منه وارتمت في أحضانه، لقد كانت جرأتها بالنسبة إليه عبارة عن عفوية وتلقائية بالنسبة إليها، وهذا الأمر راق له كثيرا، ظلت بحضنه وهو سائق للسيارة على أقل سرعة حتى لا يحرم نفسه من هذا الإحساس الرائع واللا مثيل له على الإطلاق؛ وما إن وصلا حتى انهالت عليهما الأضواء والكاميرات من كل مكان، ترجل من السيارة وفتح الباب وأمسك بيدها حتى ترجلت، ومن ثم وضع يده بيدها وسارا والأضواء تسقط عليهما من كل ناحية.
شعر “أحمد” برعشة بيد “ياسمين” دلالة على خوفها، فقام بوضع يده على خصرها وجذبها إليه، وأكمل بها عدة الخطوات الباقية حتى أصبحا بالداخل؛ لاحظت “ياسمين” أن كل من بالحفل يتطلعون لمحادثة “أحمد”، فأتاها السؤال مجددا (من يكون؟!)، لقد كان الحفل مليئا بالوزراء والرؤساء وجميع فئات المجتمع العليا، وبدا على “أحمد” علامات الوقار والتريث لقد كان يخاطبهم بشكل لم يكن ليتعامل به معها من قبل، وبعد الحفل أيقنت لابد لها من سؤاله ومعرفة من هو حقيقيا!
جذبها نحوه وسمح لبعض الصحفيين تصويرهما وصرح لهما بخبر خطبتهما، اقترب منها وقلبها قبلة خفيفة أمام الجميع، لقد كان كلاهما مغطيا على جميع من بالحفل بما فيهما العروسين؛ وبعد انقضاء حفل الزفاف وأثناء توصيلها…
ياسمين: “يمكنني أن أسألك سؤالا؟!”
أحمد: “بكل تأكيد”.
ياسمين: “من أنت فعليا؟!”
أحمد: “لا عليكِ، أنا يا أيتها الجميلة رجل أعمال على نطاق واسع للغاية، بإمكانكِ أن تعتبري كل هذه المدينة التي تعيشين على أرضها أمتلك نصفها إن لم يقرب من ثلثيها، فعلى سبيل المثال الجامعة التي تدرسين بها أنا ملكها الحقيقي، أما عن ما رأيته بالحفل فمن الضروري أن يحدث ذلك لأنه لا يوجد شخص لا يريد الاستثمار معي، فالكل معي رابح لا محالة، ولا يوجد للخسارة سبيل بمنهجي”.
سادت عليها حالة مفزعة من الصمت والتفكير بعمق، أصدر صوتا بيده خفيف أمام وجهها لتنتبه إليه: “ياسمين اسألي كل ما تريدين معرفته ولا ترهقي نفسكِ بكثرة التفكير”.
ياسمين: “إن كنت كل ما ذكرته فلم وافقت على عرضي لك من البداية؟!…..”
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الأول
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الثاني
قصص رومانسية قصيرة جريئة بعنوان أحببتكَ ولا أدري الجزء الأول