ومازلنا نستكمل القصة المليئة بالأحداث المثيرة والشيقة، قصة بإمكانها أن تجعل كل من يقرأها يشعر بالمحبة المتواجدة بين سطورها، ومن ثم يشعر بمدى الأسى والحزن الدفين المتواجد بين ثناياها، قصة على قدر المتعة أثناء قراءتها بقدر الأسى والحسرة بعد الانتهاء من قراءتها.
جريئـــــة (الجزء الثالث)
نظرت للهاتف وليست لديها همة بالإجابة عليه، تمتمت ببعض الكلمات، “يا لسخافته، أوقت هذا يصلح للاتصال به؟!”.
كان يقف خلفها دون أن تشعر، وفجأة نادى عليها باسمها، لتلتفت خلفها فتجده بابتسامة خفيفة يكرر ما قيل عنه: “سخيف… والوقت لا يسمح لي…”.
نظرت إليه بابتسامة تتوسل إليه أن يسامحها، أمسك بيدها للذهاب معه ولكنها بدلا من الذهاب معه أرغمته بأسلوبها الخاص على الجلوس معها والاستمتاع، لم تستطع مقاومة رغبتها في أكل كل الحلويات الموضوعة أمامها، طلبت لأجله فنجانا من القهوة الساخنة على حسب رغبته.
كانت تأكل بطريقة طفولية وكان لا يفعل شيئا سوى النظر إليها، ومن كثرة التدقيق بملامحها لم يدري إلا وقد وضع يده على شفتيها ينظف عنهما بإصبعه ما التصق بهما من حلويات، ومن ثم يضع إصبعه بفمه؛ عندما رأت منه ذلك اقتربت منه وقد وضعت بين شفتيها قطعة من الحلويات، وضعتها بفمه ومن ثم قبلته.
صاحب المكن علا صوته عليها يزجرها ولكن “أحمد” نهض وتوجه إليه على الفور، ظنت “ياسمين” أنه سيبرحه ضربا، ولكنه وقف معه بضعة دقائق متحدثا معه؛ ومن ثم أخذ بيد “ياسمين” وذهب بها للمعيدة التي كانت سببا في حزنها، جعل “ياسمين” تقف على مقربة منه دون أن تتاح لها الفرصة لتسمع حديثهما، حذرها بينها وبينه ألا تحزنها مرة أخرى وألا تأتي عليها.
كانت “ياسمين” تتابع كل ذلك وتقف في صمت رهيب، ولكن السؤال الذي حيرها فعليا (من يكون؟!)….
أحمد: “هيا بنا لأوصلكِ للمنزل”.
ياسمين: “بالفعل إنني في أشد الحاجة لتوصيلة فسائقي اليوم في عطلة بسبب ولادة زوجته”.
أحمد: “أعلم ذلك”.
ياسمين: “كما علمت المعيدة التي ضايقتني أيضا”.
نظر إليها نظرة سحرت بها، واقترب منها ليهمس في أذنها قائلا: “إن لم أعلم كل صغيرة وكبيرة عن زوجتي المستقبلية فكيف سأستحق قلبكِ الصغير؟!”
لاحظت توجه كافة الأنظار إليه، وكيف لا تتوجه الأنظار لشخص مثله؟!، يكفي شكله الوسيم وبنيته الخاطفة للأنظار علاوة على ملابسه الفخمة وسيارته الفريدة من نوعها؛ فقامت بوضع يدها بيده وسارت به وسط كل الحشود باستعراض، وعيون الفتيات تكاد أن تنطق وتتوسل أن يؤتها الله سبحانه وتعالى من فضله كما وهبها.
وما إن وصل بها للمنزل…
أحمد: “اليوم هناك حفل زفاف لأحد الوزراء، هلا تأتين بصحبتي، وسيكون الحدث مناسبا للغاية لإعلان خبر خطبتنا”.
ياسمين: “بكل سرور”.
وقبل أن تترجل من السيارة لاحظت زوجة أبيها ترقبها من النافذة…
ياسمين: “أحمد يمكنك النزول للحظة واحدة؟!”
أحمد اعتقد أنها تحتاج منه شيئا ما، ترجل على الفور، اقتربت منه ووضعت قبلة على شفتيه، وكعادتها ليست خبيرة بالمغزى الحقيقي، وفي هذه اللحظة يدير “أحمد” الدفة ويمسك بها ليصبح المتحكم، فيعطيها قلبة شعر إثرها بأنها فقدت السيطرة واختل توازنها.
أمسكت بيده وشدت عليها بكامل قوتها لدرجة أنها تركت علامة واضحة بها، أراد أن يخفف عنها من حدتها فضمها لصدره ولكنها فقدت السيطرة بالكامل، لم تدري بنفسها إلا وهي بين أحضانه ويحملها بين ذراعيه ويضعها بسريرها بغرفة نومها…
ياسمين وقد وضعت يدها على رأسها وبتهتهة شديدة: “أنا… ماذا بي؟! ما الذي أصابني؟!”
بابتسامة خفيفة للغاية: “لا تسألي هكذا، السؤال يكون ما الذي فعلته بي أيتها الشقية الجريئة العفوية؟!”
ياسمين: “لا أفهم منك شيء”.
أحمد: “ليس بأمر مهم ولا ضروري أن تفهمي شيء، يكفي أنني فهمت كل شيء حبيبتي”.
ياسمين: “حبيبتك؟!”
أحمد: “سأترككِ لتستعدي للحفل، سأصحبكِ من هنا الساعة العاشرة مساءا”.
ياسمين: “بكل تأكيد”.
كانت مستلقية على السرير وفعليا لا تملك القدرة لتحريك جسدها، فاقترب منها ليزيد معاناتها معاناة…
أحمد: “أردت أن أجرب شيء مرة أخرى”.
ياسمين ولا تفهم شيء: “ما الذي أردت تجربته؟!”
أحمد: “أغمضِ عينيكِ”.
فأغمضت عينيها ليقترب منها ويقبلها للمرة الثانية، ولكن بهذه المرة سمع تأوهاتها، فأصبح في غاية السعادة والفرح هذه الفتاة الجميلة هو أول رجل بكل حياتها، انصرف بعدما طبع قبلة على جبينها.
أيقنت “ياسمين” حينها أن جرأتها لم تجلب لها سوى المتاعب….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الأول
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الثاني
قصص رومانسية قصيرة جريئة بعنوان أحببتكَ ولا أدري الجزء الأول