هؤلاء الذين ابتدعوا أساطيرا حول عالم الجن والشياطين سواء كانت حقيقة أم مجرد افتراءات، هل فكروا يوما أن هذه الأساطير ستتحول إلى حقيقة وقد كانت مجرد عدم؟!
أحيانا لا يكون من الجيد العبث مع أشياء نجهلها كليا، والحكيم من يحكم عقله ولا يبحث عن المتاعب ويجلبها لنفسه بهدف التسلية الاستمتاع ليس إلا.
من قصص جن بئر برهوت:
اسطورة بئر برهوت الجـــزء الثاني
ومن شدة ضيق “خالد” من أفعال ابن عمه جعله يتوعده بأنه بإمكانه الذهاب إلى بئر برهوت في الليل المظلم دون خوف ولا حتى تحرك شعرة واحدة من شعر رأسه…
لاحظ “خالد” تغير في ملامح وجه “علي” وكأن الموضوع لا يحتمل الدعابة والاستهزاء به، ولكن “خالد” أكد عليه إلزام كليهما بالذهاب وقتما يتاح الزمن لهما، وأن يكون كل منهما على استعداد لهذا اليوم والذي سيذهبان به إلى بئر الجن.
كان “علي” متردد في الذهاب مع ابن عمه “خالد” ولكنه يخشى من رد الاستهزاء له من قبله، بينما كان “خالد” متذكرا لكلام والدته معه عن البئر وأن لا وجود للشياطين والمردة بهذا البئر، لذلك كان منبع ثقته بنفسه كلام والدته وتأثيره عليه؛ وبعد مرور عدة أيام جاءت اللحظة الحاسمة حيث ذهب كل من بالمنزل إلى عرس أحد أٌقاربهم، ولم يتبق بالمنزل سوى “خالد و علي” حيث أخذا من المذاكرة حجة لبقائهما بالمنزل للذهاب إلى الوادي الملعون بعد رحيل الجميع.
تجهز كل منهما ولكن “علي” جلب معه سلاح والده حتى يكون على أتم استعداد لملاقاة الأفاعي وخلافها من زواحف ضارة شهد للوادي بوجودها به، أخذا حذرهما في الخروج حتى لا يراهما أحد، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يجده حيث أن أحد جيرانهم رآهم وبيد “علي” السلاح فأخذ ينادي عليهما ولكنهما لم يجيباه وركضا بأقصى سرعة تجاه الوادي.
وما هي إلا دقائق معدودات حتى وصلا إلى الوادي، كان بيد “خالد” كشافا ليضيء لهما الطريق، وقد كان الطريق يغلبه الغبار الأصفر والجفاف، أول ما دخلا للوادي كانا يسمعان صوت آذان العشاء من على بعد، فاقترب “علي” من خالد وقال: “اسمعني يا ابن العم، أريدك أن ندخل سويا ونتفقد المكان، ونخرج منه قبل إقامة الصلاة، اتفقنا”.
وافقه “خالد” على كل ما قاله، تفقدا كل منهما البئر، ويا له من بئر عميق وذا فهوة عظيمة، لا ترى نهايته من بدايته وكأن لا بداية له؛ أخذ الحمام يطير بكثرة، فارتجف “علي” وطلب من “خالد” أن يذكر الله كثيرا في سره لربما هذا الحمام ليس بحمام وإنما هو جن وقد تضايق من وجودهما بمكانه، أخبره “خالد”: “من الطبيعي أن يتضايق الحمام من وجودنا نحن الأغراب مكان عشه”.
بعث اطمئنان وهدوء “خالد” الراحة إلى قلب “علي” وخاصة هو نفسه من يستهزئ به دوما، وانتهزها فرصة وأراد أن يخبره بنصيحة ضرورية: “خالد أريد أن أعلمك بشيء هام وضروري للغاية، انتبه دوما أثناء حديثك مع أي شخص هنا، أن تتكلم باللكنة الأصلية لجنوب اليمن ولا تتفوه بكلمة واحدة غريبة عن لكنتنا الأصلية حتى لا يشك بأمرك أحد ما من هنا، فيتغيرون معك في المعاملة لأنه ومن بعد انتهاء الحرب أصبح كل الأهل هنا لا يثقون بالغرباء”.
شعر “علي” بالراحة والطمأنينة فخطرت بباله فكرة، وهي أن يجرب إطلاق رصاصة من السلاح الذي يحمله بيده داخل البئر وينتظرا كلاهما ماذا يحدث، وبالفعل وافقه “خالد” وتعمد “علي” فعل ما نوى عليه، وبمجرد أن أطلق الرصاصة حتى خرج غبار كثيف من البئر وارتجف كل منهما فطاح السلاح من يد “علي” وسقط بالبئر، ومن بعدها وكأن شيئا ما أمسك بعلي وأسقطه بداخل البئر، صرخ صرخة يكاد صداها أيقظ كل من بالعالم من حولنا.
سارعت وبيدي الكشاف مناديا عليه، ولكنني حمدا لله وجدته متعلقا بإحدى حواف البئر، مددت يدي إليه لأساعده، حاولت جاهدا ولكنني لم أستطع فالمسافة كانت بعيدة بعض الشيء، انزلقت يده وسقط من جديد، وعلت أصوات صرخاته المتقطعة…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
جن بئر برهوت سجن المردة والشياطين والحقيقة ورائه الجزء الأول
قصص جن حقيقية طويلة “مملكة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الأول
قصص جن حقيقية طويلة “مملكـــة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الثاني
قصص جن حقيقية طويلة “مملكـة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الثالث
قصص جن حقيقية طويلة “مملكــــــــــة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الرابع
قصص جن حقيقية طويلة “مملكــة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الخامس والأخير
أين بقية الأجزاء أستاذة منى؟؟
لماذا لا يوجد مدونة خاصة بكِ على الفيسبوك؟؟
اتمنى الرد