قصص جن بعنوان انتقام مروع للقصاص!
إن عالم الجن والشياطين عالم غيبي، عالم لا نراه ولا نسمعه وعلى الرغم من كونه عالما غيبيا إلا أن الكثيرين أطلقوا العنان لمخيلاتهم في تصويره، فمنهم من صوره على أنه عالم الرعب والأهوال، وهناك الكثيرون من أجحدوا بوجوده من الأساس.
قال “ابن عبد البر” : (الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان منزلون على مراتب، فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا: جني؛ فإن أرادوا أنه ممن يسكن مع الناس قالوا: عامر والجمع عمّار وعوامر، فإن كان ممن يعرض للصبية قالوا: أرواح؛ فإن خبث وتعزم فهو شيطان، فإن زاد على ذلك فهو مارد فإن زاد على ذلك وقوي أمره، قالوا: عفريت، والجمع: عفاريت والله أعلم بالصواب “.
فالخلاصة أن عالم الجن عالم موجود لا يمكننا إنكاره ولا الجحود به، لذا علينا ألا نستهين بمن يروننا من حيث لا نروهم.
القصــة:
بيوم من الأيام أراد شاب في الثلاثين من عمره أن ينعم بكوب من القهوة اللذيذة بشرفة منزله، وإذ فجأة يلاحظ مجموعة من القطط السوداء أسفل منزله يجتمعون بشكل هادئ للغاية، أخذ يراقبهم من بعيد وينظر إلى تصرفاتهم والتي كانت غريبة بعض الشيء، ولكن فجأة نشب بينهم شجار واشتد فاغتاظ الشاب من صوتهم المرتفع، فأراد التفريق بينهم ورحيلهم لينعم بالهدوء الذي أراده، وإذا به يجلب إناء مملوء بماء مغلي وقام بإلقائه على القطط بالشارع في الحال، وتعمد سقوطه كاملا عليهم!
وبالفعل تمكن من إصابة قطة واحدة من بينهم، والتي سقطت على الأرض في الحال بعد أن صدرت عنها صرخة مدوية، ركض بقية القطط عنها إلا قط واحد ظل بجانبها يحركها يمينا ويسارا ويطمئن عليها ولكنها خذلته بأن فارقت الحياة!
يصاب الشاب بالذهول حينما يرى القط الذي مكث بجانب القطة وهو يرفع رأسه تجاهه وينظر لأعلى حتى تصل عينيه لعيني الشاب، والذي كان حينها ترتسم على وجهه ابتسامة الانتصار على القطط بتفريقهم وإصابة أحدهم، تعجب حينما رأى دموعا تنزل من عيني القط ولكنه لم يأبه لذلك ففي النهاية هم مجرد حيوانات ضالة بالشوارع.
دخل الشاب لغرفة نومه لينال قسطا من النوم والراحة، وإذا به يرى بمنامه مجموعة من الأناس يحملون نعشا لشخص متوفى، والصدمة الطامة له حينما رأى المتوفى نفس القطة التي قتلها، ذهبوا بها للمقابر، ومن ثم عادوا لمنزل الشاب والذي كان نفسه ونفس هيئته التي كان يقف بها في الشرفة، رأى من شرفته رجلا يرتدي ملابسا ناصعة البياض وذا لحية بيضاء أيضا اقترب من شخص يبكي بحرقة على القطة التي تم دفنها وأخذ يواسيه، وفجأة أمر الرجل ذا الملابس البيضاء أربعة من الرجال بالصعود لمنزل الشاب والإمساك به!
وبالفعل صعدوا لمنزله وأمسكوا به وقاموا بربطه في سريره، وإذ فجأة بقط ضخم يصيبه بمخالب يده ضربة أوجعته بطريقة لم يرى مثيلا لها من قبل، سالت الدماء من كتفه، فبات يصرخ بشدة من شدة الوجع والآلام التي يجدها، استيقظ من نومه ولم يكن يستطيع الحراك نهائيا، فوضع يده على كتفه فوجد أثر الضربة فعليا وكان الدم يسيل في الحقيقة أيضا، ذهب وأحضر ضمادا ليجعله على الجرح في محاولة منه لتوقف النزيف، ولكن فجأة بينما كان في طريق عودته لغرفة نومه وجد السرير مشتعلا بالنيران والحجرة بأكملها، حاول أن يطفأ النار ولكن دون فائدة، فحاول مغادرة المنزل ولكن الباب كان موصدا بإحكام، فبات يصرخ مستنجدا ولكن دون جدوى فلا مجيب، دخل للشرفة يريد أن يستغلها في نجاته بحياته وإذ فجأة يشعر بضربة أصابته من كيان شعر به دون أن يراه أسقطته طريحا على الأرض!
وبينما كان ملقى على الأرض سمع آذان الفجر فانطفأت النيران من تلقاء نفسها!، أما عن الشاب ففقد وعيه كاملا ولم يستعده إلا قبيل الظهر فهرع لصديق قريب إليه، وقص عليه ما حدث معه تفصيليا، وإذا بصديقه يعنفه على ما فعل بالقطط، وقال له: “لابد وأنهم من عشائر الجن، ينبغي علينا الذهاب للشيخ ولكن قبل ذلك يلزمنا الذهاب للمشفى لتقطيب جرحك”.
لم يصدق الطبيب ما رأت عينيه، لقد كان جرح الشاب باللون الأسود وتسيل منه دماء باللون الأسود تحدث عن تعجبه من الجرح الذي لم يرى مثله من قبل ولن يرى أيضا، وعلى الرغم من ذلك فعل ما أملاه عليه ضميره، ومن بعدها ذهبا للشيخ وقصا عليه ما حدث، فقال الشيخ وقد تلون وجهه: “بئس الفعل ما فعلت، لقد قتلت نفسا من الجن بغير وجه حق، وأرى أن أقربائها سيقتصون منك، عليك ألا تبات اليوم بمنزلك ريثما يأتي الغد وأذهب معك لمنزلك ونرى ماذا نحن بفاعلين للحفاظ على حياتك”.
ذهب الشاب لمنزل صديقه ليبات به، وبينما كان صديقه يقيم من الليل ما تيسر له سمع صرخات صديقه والذي عجز عن النوم طويلا وبالكاد استطاع أن يغفو، وما إن وصل للحجرة واستطاع فتح الباب الموصد بغرابة وجد صديقه في حالة مفجعة للقلوب، لقد كان ملقى على السرير قاطع للأنفاس مفتوحة عينيه يحلق بهما للسقف، ولاحظ خروج أربعة قطط من نافذة الحجرة!
اتصل الصديق برجال الشرطة وجاءوا للمعاينة، وبعد تشريح الجثة وجدوا أن سبب الوفاة سكتة قلبية حادة، وآثار المخالب أرجعوها لحيوان مفترس عجزوا عن تمييزه، دفنوه بالمقابر.
وبعد عدة أيام قليلة ذهب أهل الشاب لزيارته بالمقابر فوجدوا القبر مفتوحا وجثمانه غير موجود، ولم يجدوا سوى الكفن وعليه آثار مخالب لحيوان مفترس وكان ممزقا بالكامل!
قص صديق الشاب على أهله ما حدث مع ابنهم قبل وفاته بيوم واحد وحسب، وكيف أنه دفع حياته كاملة ثمنا لمجرد سكبه لقليل من الماء المغلي على قطط غريبة بالشارع، وكيف اقتص الجن بأقسى طريقة ممكنة.
اقرأ أيضا في عالم الجن والشياطين:
قصص رعب بالإنجليزي بعنوان “رفيقة الجن” جميع الأجزاء كاملة
وأيضا: قصص جن بعنوان سكان تحت الأرض! (حدثت بالفعل)