[the_ad id="40345"]
قصص حب

قصص حب بعنوان بقاء حب بالرغم من الفراق!

إن الحب الحقيقي كلما مر عليه الزمن ازداد عمقاً في نفوسنا، ربما لم يكن للحب الحقيقي أن يجمع بين المتشابهين، وربما جمع بين المختلفين دوما، كاثنين بينهما فارق بالعمر أو اثنين أحدهما له ماضٍ وآخر يحب لأول مرة؛ فالحب الحقيقي لا يتأثر بسوء المزاج، فمن يحبك يحبك في كل حالاته ولا يتصيد لك الأخطاء، تمر عليه أخطائك كالماء البارد في فصل الصيف شديد الحرارة.

القصــــــــــــــــــــــــــــــــة:

وجد نفسه غارقا في حبها دون إشارة مسبقة، سافر من بلده إلى بلادها ليحضر حفل زفاف صديقه المقرب، وهناك وقعت عيناه عليها فاختطفت قلبه من بين أضلعه؛ وجد نفسه يحدق بها غير مكترثا لكل الحضور، والجميع لاحظ حاله الذي تبدل فور وقع عينيه عليها.

بمجرد أن غابت عن نظره سأل عنها القاصي والداني حتى وصل إلى كل المعلومات اللازمة عنها، علم أنها بآخر سنوات الجامعة، لم يضع شيئا من وقته فاتصل على والديه وطلب منهما الإذن بارتباطه بفتاة وأعطى مواصفاتها فباركا له ارتباطه بها من شدة لهفته عليها ومن فرط مشاعره لها من خلال حديثه عنها ووصفه إياها.

وباليوم التالي من حفل الزفاف كان بمنزل والديها مريدا القرب منهما، وبالفعل وافقا عليه وتمت الخطبة في حضور الأهل والأحباب؛ وبعد عام واحد وحسب باتت الفتاة ملكة متوجة بمنزل الشاب بعدما توجها من النظرة الأولى ملكة على قلبه، كانت الحب الأول والأخير بالنسبة له.

من شدة حبه بزوجته كانت والدته تعاملها أفضل معاملة على الإطلاق، فكان ابنها وحيدا لها وقرة عينها فلم ترد به سوء، فكانت ترى أن سعادته تتلخص في إسعاد زوجته وحبيبته؛ كان كل شيء بأفضل حال، جاءتها والدتها في زيارة دامت لمدة شهر كامل وكان الزوج سعيدا بقدوم والدة زوجته وقد أحسن ضيافتها، وحينما عادت ما تركها تعود إلا وقد حملها بزيارة ضخمة وأوصلها حتى منزلها.

تعددت أساليب الزوج المتيم في تعبيره عن مدى حبه لزوجته، وسرعان ما شعر بسعادة تتسع الكون بما حوى حينما بشرته زوجته بحملها، وكان الخبر المفرح بعد شهرين من زواجهما، كانت الأمور جميعها تسير طبيعية وفي كل يوم كانت الفتاة تكتشف مدى حب زوجها وولعه بها.

كانت لا تجعلها والدته تفعل أي شيء بالمنزل معها، كل ما عليها فعله الاهتمام بمنزلها وحسب، وكل الأمور الأخرى تفعلها والدته فكانت تحب عمل المطبخ وتتفنن في الأصناف وتشارك زوجة ابنها بالآراء، كانت لا تهمشها ولكنها تريحها قدر المستطاع، أما الفتاة فكانت تحاول قدر الاستطاعة إعانتها على الأعمال المنزلية لكيلا تشعر بكثير من التعب والإرهاق، وكانت طبيعة العلاقة بينهما تسعد الشاب كثيرا، فهذه أمه التي يحبها كثيرا ويعشقها وهذه زوجته التي وقع في حبها وقد أحسن اختيارها.

استأذنت زوجها بالذهاب لوالديها لتقر برؤيتهما، فأذن لها وأوصلها بنفسه على الرغم من انشغاله في أعماله، تركها تجلس لديهما أسبوع كامل وقد اتفقا الزوجان على ذلك، وحينما انتهى الأسبوع اتصلت زوجته عليه لتستأذنه بالبقاء لمدة شهر لتحضر حفل زفاف ابنة عمها، أعملها زوجها بأن تعود وقبل حفل الزفاف بأسبوع سيوصلها ثانية بنفسه، كانت على مقربة من موعد ولادتها ولكنها أبت العودة إليه.

وباليوم التالي على التوالي اتصلت عليه والدته تخبره بأن ابنتها لا تريده بعد الآن!

وقع عليه الخبر كالصاعقة، كيف يعقل هذا؟!، وما الذي فعله لكل هذا؟!

سافر إليها في الحال وعلى الرغم من إرهاقه وتعبه بسبب عمله الدؤوب إلا إنه آثر ألا يترك زوجته تشعر بالضيق تجاهه، أراد أن يسألها عن موقفها مما أخبرته إياه والدتها، وما الداعي لمثل هذا القرار، أراد أن يتحقق بنفسه وأن يعود بزوجته لمنزلهما، وليته ما فعل!

فور وصوله وجد زوجته وكأنها استبدلت بأخرى لم يعهدها من قبل، كانت تتحدث إليه بنبرة حادة وكأنه قطع لها وعدا وخذلها فيه، أراد أن يشهد عليهما أحدا ولكنه وجد الكل في صف زوجته ورموه باطلا بأنه بفضل أهله على ابنتهم وما بجوفها!

لم يفرط الزوج في أهله ورد غيبتهم، أمسك بيد زوجته وأعلمها بأن تنطق حقا، ولكنها سرعان ما انهمرت الدموع من يعينها وكأنها تخفي عليه شيئا ما، أراد أن يتحقق منها عما أصابها في الأيام القليلة الماضية، أراد أن يضمها لحضنه ولكن حالت أمها دون ذلك.

تعجب من زوجته ومن مدى تأثير أمها عليها وعلى شخصيتها، فعاد مسكور الخاطر، لا يدري ماذا يفعل في أمره؛ شعرت أمه بحاله وأخبرته بأن زوجته لا تؤتمن فكأنها وجهان لعملة واحدة تتغير كيفما تشاء ووقتما تشاء، وأنها ما أرادت أن تغيره تجاهها، كانت ترى سعادتها في سعادته فما أرادت أن تعكر صفو حياته، ولكن حينما يصل الأمر لقهره لا سمح الله توجب عليها إخباره بكل شيء.

أرسلت زوجته أهلها في أخذ كل شيء من زوجها، فأعاطهم كل شيء دون أدنى اعتراض، أخذوا أثاث منزله قبل أن يلتقطوا شيئا من أشياء ابنتهم، بل أمر الشاب بتجهيز الطعام والضيافة كاملة ولم يعاملهم بسوء أخلاقهم.

وضعت زوجته ابنة، سافر ليحضر ولادتها ودفع كال الرسوم واشترى الملابس لصغيرته وترك لمن كانت زوجته المال الوفير، وعلى الرغم من طلبها الانفصال النهائي عنه لبى لها رغبتها ولكنه اهتم بابنته أفضل اهتمام.

تزوجت فور انتهاء شهور العدة، وبقي الشاب الجريح لا يدري فيما أخطأ لكل هذا…

أتدرون ما السبب الذي أخطأ فيه؟!

هل أخطأ حينما أحبها أكثر من نفسه وأعطاها قدرا تتمناه أي امرأة؟!

اقرأ أيضا مزيدا من قصص حب من خلال:

قصص حب حقيقية بعنوان “يا مالكة قلبي”

وأيضا/ قصص حب حزينة بعنوان جروح غائرة لا تلتئم بالقلوب!

قصص حب حزينة بعنوان انجبرت على الزواج!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى