قصص حب بعنوان صمود رغم كل الآلام
من خلال تجارب الكثيرين تمكنا من إدراك أن الهزيمة الكاملة هي وحدها الطريق والذي يعد الوحيد، والتي تجعلنا قادرين على أن نخطو خطوتنا الأولى نحو التحرر والقوة، كما أن تقبلنا للضعف الشخصي يتحوّل في النهاية ليكون صخرةً صلدة أو أساساً متيناً، يمكن أن تشيّد عليها حياة سعيدة هادفة.
يمكن للمرء منا أن يكتسب قوته الخاصة الصلبة التي تمكنه من الاستمرار في حياة مليئة بالتحديات والعقبات، فإياك وتجاوز التحديات والصعوبات دون الاستفادة من كل ما جاء بها.
القصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
قصة فتاة من صغرها تخلى عنها والديها بأن انفصل كل منهما عن الآخر وتركوها لجدتها تقوم على تربيتها والاهتمام بها، وجدت الفتاة اهتماما بالغا وحبا غير مشروط من جدتها والتي باتت الشخص الوحيد في حياتها، لذا قررت التضحية بإكمال دراستها للعمل وإعالة جدتها والتي باتت كبيرة بالسن ونفسها.
كانت تجد في عملها، وكل ما تفكر فيه جني الكثير من المال على قدر المستطاع، وبالفعل استطاعت أن تحسن من أحوالهما المادية كثيرا.
صدمة العمر:
وبينما كانت تعمل في يوم ما شعرت بصداع شديد يضرب رأسها، ومع تكرار الأمر اضطرت للذهاب للفحص، وحينها شعرت بصدمة تفوق كل ما مرت به طوال حياتها من آلام.
لقد اكتشفت الفتاة أنها تعاني من ورم بالدماغ وفي مرحلة متأخرة، لم تدري ما الذي تفعله حينها، اضطربت اضطرابا كبيرا وأخيرا استجمعت قواها فأخفت الأمر بأكمله عن جدتها، جعلت مالها جميعه بين يدي جدتها ولم تأخذ إلا اليسير منه الذي سيمكنها من الحياة ريثما تنتهي.
وبالفعل انتقلت لمشفى على أمل أن تتعايش الأيام المتبقية من عمرها في هدوء تام، أخبرت جدتها بأنها استقالت من عملها لتنال فرصة عمل أفضل ولكن خارج البلاد، صدقتها جدتها.
سطوع نور من وسط الظلام:
وجدت الفتاة غرفة للتأجير ومكثت بها، كانت لا تعزم على العلاج من الأساس وأن تمكث الأيام المتبقية مع نفسها تحتضر في صمت؛ ولكن ليس كل ما نخطط له يسير وفق هوانا، فالفتاة تفاجأت بشاب يريد التقرب منها وعلى الرغم من إبدائها رفضا قاطعا للأمر إلا إنها وجدته يعمل بالسكن نفسه ويساعد كل من به.
كان ما يزيد آلامها أن والدها ووالدتها لم يسألا عنها، على الدوام كانت تبكي على حالها وما آلت إليه حالتها، والشاب يراقبها من بعيد ويحزن على حزنها، يريد أن يفعل لأجلها أي شيء، يرغب رغبة عارمة أن يفعل أي شيء في الحياة مقابل أن يرى ابتسامة واحدة مرسومة على شفتيها.
كانت الفتاة تشعر برغبته في القرب منها ولكنها أبت أن تعطيه فرصة لأنها على يقين بأن أيامها باتت بالحياة معدودة، لقد رفضت إجراء العملية الجراحية بدماغها لاستئصال الورم لتضائل نسبة نجاحها.
ولم يحركها شيء إلا عندما كانت تتحدث لجدتها مكالمة فيديو وسقطت جدتها على الأرض أمام عينيها، صرخت الفتاة وباتت تذرف الدموع الغزيرة، هرع إليها الشاب ليغيثها، أحضر دراجته الهوائية وأوصلها خلفه لمنزل جدتها، وما إن وصل للمنزل حتى حمل الجدة وهرع بها للمستشفى.
مكث بجانبها والفتاة ترقب حال جدتها، ولم تشعر بالراحة إلا عندما استعادت الجدة وعيها، شعرت الفتاة وأخيرا بالأمان الذي كان طوال حياتها بمثابة حلم جميل، وسرعان ما تداركت الوضع أن حلمها أتاها بوقتها الضائع.
اقرأ أيضا: قصص حب واقعية مؤلمة قصيرة قصة حسن ومرام نهاية الحب الاليمة
حب رغم الآلام:
أبى الشاب أن يترك الفتاة إلا أن تقبله وتقبل حبه، وبالفعل وجدت الفتاة نفسها قد وقعت في حبه ولكنها كانت تكابر ولا تريد أن تريه من ذلك شيئا لكيلا يتمسك بها ويحزن قلبه عن رحيلها عنه القريب.
وكانت المفاجأة عندما صارحها الشاب بأنها أنقذت حياته عندما كان صغيرا، كان في حادث سير مع والدته، توفيت والدته في الحال ولكنه كان بالمقعد الخلفي فبات عالقا بالسيارة من الخلف، وعلى الرغم من صغر سن الفتاة حينها إلا إنها تمكنت من إنقاذه قبل اشتعال النيران بالسيارة.
كان يبحث عنها طوال حياته، وعندما ذهب برفقتها لمنزل جدتها ورأى صورتها وهي صغيرة علم بأنها الفتاة التي مكث طوال عمره يبحث عنها.
أعلمته الفتاة بطبيعة مرضها، واتخذت عليه عهدا بألا يخبر جدتها بالأمر، أصر الشاب على بدأها لرحلة علاجها، كان شابا ثريا فقام بعرض كافة فحوصاتها بالخارج، واكتشف طريقا للعلاج طويلا ولكنه بنتائج فعالة أفضل من إجراء العملية الجراحية.
استأذن من جدتها وأخبرها بأنه مدير حفيدتها بالعمل، وسافرا في رحلة للعمل ظاهريا أما باطنها فكانت لعلاج الفتاة، لم يتركها الشاب ولا للحظة واحدة، دام معها بالخارج لمدة ثلاثة أعوام، كانت تطمئن على جدتها والذي وظف لها الشاب ممرضة تكون في خدمتها والاهتمام بها.
اقرأ أيضا: قصص حب وقسوة قصة احببتك ولكن كان للايام رأي آخر
زواج وتحقيق للأحلام:
وبعد انقضاء مدة علاجها والتي عانت كثيرا خلالها لدرجة أنها فقدت جزءًا من ذاكرتها واستعادته، عادا للبلاد وأقاما حفل زفاف جميل للغاية اجتمع فيه الجميع.
وكانت فرحة الفتاة عارمة بوالدها حينما أتاها يذرف الدموع من عينيه، أعلمها والدها بالحقيقة التي كان يخفيها عنها منذ أن أخذها من يدها وأعطاها لوالدته.
كانت والدتها تعاني كثيرا من نفس مرض الفتاة، أبت أن تراها ابنتها على هذه الحالة، ولم تلبث كثيرا حتى فارقت الحياة، اتخذت عهدا على زوجها بألا يخبر طفلتهما ويحزن قلبها، أما عن والدها فقد ترك الحياة بأكمله خلفه إثر رحيل زوجته وحبيبة عمره.
طلب من ابنته أن يسامحها على كل ما فعله بها، احتضنته ابنته وأخبرته بأنها شعرت بآلام مضاعفة للحقيقة التي كانت ستؤلمها.
عاشت الفتاة في سعادة مع زوجها والذي أحبها بصدق وكرس حياتها بأكملها لإسعادها وإرضائها.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص الحب من خلال: قصص حب بعنوان الحب يذلل الصعاب