قصص حب حزينة بعنوان استنزاف رصيد المحبة!
في فترة من الزمن كنت أتعجب كثيرا من نهاية بعض العلاقات فجأة ودون سابق إنذار وبعد مرور عقود من الزمان عليها، فعلى سبيل المثال هناك حالات زوجية تنتهي العلاقة بين الزوجين بعد انقضاء عشرون عاما وربما ثلاثون وربما أكثر من ذلك، كنت حينها أقول لنفسي لماذا ينفصلون بعد كل هذه السنوات الطوال؟!، ولماذا لم ينفصلوا من بداية الزواج طالما النتيجة واحدة فلما اضطروا للعيش سويا وتحمل المعاناة طالما في النهاية يختارون الانفصال وهدم العلاقة؟!
كما أنه هناك أصدقاء يختارون بأنفسهم قطع علاقة الصداقة بينهم بعد فترة طويلة للغاية من الزمن، وكل من حولهم يعجزون عن إعادة العلاقة بينهم وبين بعضهم البعض أبدا؛ جميعنا يلاحظ ومن الممكن أنه جرب قطع العلاقات سواء كانوا أقاربا أو أصدقاءً وربما إخوانا أو حتى أزواجا، فترى ما هو السبب؟!
لقد توصلت لحقيقة أن كل علاقة بحياتنا ترتكز بصفة أساسية وكلية على شيء اسمه الرصيد، فعلاقتنا بالناس غالبا تكون مرهونة برصيد تحدده مدى معزة الشخص في قلوبنا، وكلما كان التعامل فيما بيننا يتسم بالرقي ويزينه الاحترام وتغلفه المحبة كلما ازداد الرصيد، والعكس صحيح فكلما كان التعامل سيئا ويتسم بكونه غير لائقا فإن الرصيد ينقص ويتضاءل حتى الاختفاء كليا!
وهناك البعض منا ما إن يجدون من الطرف الآخر إحساسا بالحب الزائد والتقدير والاحترام نجد منهم تماديا بتصرفات غير لائقة واستنزافا لرصيد محبتهم بالقلوب، ويعتقدون حينها أن رصيدهم يجبر الطرف الآخر على التسامح والتغافل بصورة ممتدة لا نهاية لها؛ وبالطبع تستمر العلاقة حتى ينتهي الرصيد كاملا ويتم استنزافه ليصبح صفرا، ونفقد قدرتنا على التحمل والاستمرار وبالتالي تنتهي العلاقة!
وهناك حالات استثنائية تقرر إعادة شحن الرصيد فتضطر للمسامحة والغفران لكل الأخطاء والملابسات، كحال الزوج مع زوجته والزوجة مع زوجها بهدف الحفاظ على البيت والأبناء؛ وكحال الإخوة والأقارب بهدف الحفاظ على صلة الأرحام، وكحال بعض الأصدقاء بهدف الحفاظ على العشرة.
لذا حافظوا على علاقاتكم ولا تعتقدوا أن المدة الزمنية بطولها أو قصرها هي سببا كافيا لاستمرار أي علاقة؛ زيدوا من رصيدكم عند من تحبون بالمودة والرحمة وحسن الخلق والبذل والعطاء.
القصــــــــة:
من قصص حب حزينة بها الكثير من العبرة والعظة…
تزوجت بابن عمها والذي كان يفوقها تعليما وجاها ووجهة اجتماعية وأيضا مالا، وعلى الرغم من أنه كان حلم حياتها الوحيد للوصول إليه، تفانت واستطاعت الوصول إليه والزواج به إلا إنها خسرته وللأبد وعلى الرغم من كونها لاتزال على ذمته.
في البداية كانت علاقة زواجها كحال علاقات زوجية كثيرة بزماننا، يحترم كل منهما الآخر غير أنها كانت لا تترك فرصة إلا وانتقصت من محبته لها، على الدوام تخبر جميه أهله وأهلها أنه لا يكن لها أي حب مثلما تفعل، كان زوجها يتغاضى عن أفعالها هذه ويعتبرها لكثرة حبها له وأنها تريد منه نوعا خاصا من المحبة، ولكنه على مدار الأيام والسنوات اكتشف أن كل ما يهمها شكلها أمام الناس وأنها تريد أن تتفاخر بحب زوجها لها أمام الجميع لتنال إعجابهم.
أما على المستوى الشخصي فقد كان لا يجد منها إلا تغافلا تاما، لا تهتم بشئون بيتها لا بنظافة ولا بتلبية احتياجاته، كان يحاول أن ينصحها على الدوام ويدلها على الرشاد ولكنها كانت تجد من كلماته ونصحه انتقاصا لها، فكانت تحمل نفسها وتذهب لبيت والدها تقضي الشهور الطوال ظنا منها أنها تؤدبه على فعلته، وفي كل فعلة كانت تستنفذ من رصيدها بقلبه.
يحاول إعادة شحن رصيدها بهدف البقاء على منزله وأسرته وابنه الصغير فيذهب لمنزل والدها ويكتفي بطلب إعادتها لمنزلها، فوالدها (عمه من الأساس) وإخوتها يجعلون عليه شروطا قاسيا فيقبل بها، وأما عنها فتعود أكثر قساوة من الأول، وبهذا كان الحال بينهما، كلما أمرها بشيء في الظاهر تفعله ولكنها في الباطن لا تزيد الأمر إلا سوءً، لم يستطع يوما أن يفهم سلوكها تعمدا منها أم دون قصد ونشأت على هذه السلوكيات التي ينفر منها أي زوج.
كان على الدوام يراعي أنها ابنة عمه، وأن حياتها ستتجمد بالكامل في حال انفصاله عنها علاوة على حال ابنه الذي سيعاني الأمرين في حال انفصال والديه.
مرت خمسة أعوام على حياتهما ووجد أنه لا أمل في تغيرها نهائيا، وأول قرار اتخذه أنه لا يريد أبناءً آخرين منها ولاسيما أنها لا تعتني بابنها الوحيد والذي بلغ من العمر أربعة أعوام، فكان يوميا بعد عودته من العمل يجلس بجانب صغيره ويعلمه ويراجع معه، وجد نفسه في أيام يضطر لغسل ملابسه بطريقة جيدة وكيها ليذهب بها للعمل، كان يأكل من طعامها اضطرارا ولكنه أحيانا كثيرة يذهب لوالدته يأكل لديها، وجد نفسه يتغاضى عن كثير من الأخطاء ولكنها على العكس من شعورها بالامتنان لزوجها والمحاولة من تغيير نفسها تحمله أخطائها وتنقص من شأنه على الدوام.
وجد نفسه وصل لمرحلة متأخرة لا يمكنه التحمل أكثر من ذلك، وفي إحدى الأيام كعادتها خرجت لمنزل والدها، ولكنها حصدت ندما بالغا حينما أبى أن يذهب لإرجاعها وأبى ذهاب أحد غيره، بل أرسل لوالديها يريد الخروج من علاقتهما السامة بمعروف مثلما دخلا من قبل خمسة سنوات، وعكس المتوقع لم تشعر بأي ندم على أفعالها بل حملته كل شيء وأوقعت أسباب فشل علاقتهما على عاتقه,
زوجها لم يكن متوقع منها شيئا آخر، تحدى جميع أهله وسار في إجراءات الطلاق ليشعر بارتياح من علاقة سامة كلفته أشياء جميلة كثيرة بحياته.
لو كنت مكانه ماذا كنت بفاعل؟!
ولو كنتِ صديقة لها بماذا أنتِ ناصحة لها؟!
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب بعنوان صمود رغم كل الآلام
وأيضا: قصص حب وقسوة قصة احببتك ولكن كان للايام رأي آخر
قصص حب نهايتها الفراق بعنوان ويأتيك الغدر من أقرب ما لديك