قصص حب

قصص حب عربية بعنوان حب بضريبة غاليــــة

ولا أجمل من الحب عندما يكون في طاعة الله سبحانه وتعالى، الحب من أسمى الأشياء التي خلقها ربنا سبحانه وتعالى ووضعها في قلوبنا، ومثله مثل أي شيء غيره من خلق الآن يعظم حينما نستعمله بما أحله صاحب الشريعة.

لذا علينا أن نسير على النهج الصحيح لنفوز بالدارين ولنظفر بحب الحياة وشريكها باختيار صحيح لا يدعو للندم فيما بعد.

قصــــــة حب بضريبة غاليـــــة

يراودني سؤال على الدوام، دائما ما يجول بخاطري أن أسأله لكل من أعرفه ومن لا أعرفه أيضا: “هل دفعت يوما ضريبة إيمانك؟!”

أتدرون لا أسأل هذا السؤال ولا أرغب في سؤاله على الدوام لكل من أقابله إلا من تجربتي له، لقد دفعت ضريبة إيماني غالية وباهظة للغاية.

الآن أكتب قصتي من المستشفى والتي تقبع بداخلها خطيبتي وهي الآن بين الحياة والموت، وكل ذلك بسببي أنا!؛ قررت كتابة قصتي لتكون عبرة لكل من يتعظ بها قبل أن يفوت عليه الأوان…

من عامي الأول بالجامعة تعلق قلبي بفتاة، أحببتها حتى ظننت أن حبي لا يقارن بأي من كان، وأن كل الحب بالحياة قد وضعه الله سبحانه وتعالى بقلبي لأجلها، لقد عشت كل حياتي لأجلها ولأجل عيونها، فأصبح شغلي الشاغل أن أجعلها أسعد من كان بالحياة؛ تقدمت لخطبتها وللفوز بها لأكللها بالزواج وتكون لي لكل ما تبقى من حياتي، تمنيت لها طول الحياة وأن يأخذ ربي من سعادتي ويعطي لها ويأخذ منها أحزانها ويعطني إياها.

وكانت المفاجأة التي قصمت ظهري نصفين أن أهلها رفضوا ارتباطها بي، تعصب والدي علي للغاية وأقسم أن تكون زوجتي من اختياره وإلا سيعتبر نفسه أنه لم يرزق بابن من الأول ولن يذكرني ثانية لا في حياته ولا مماته، وبالفعل خطب لي فتاة كانت جميلة للغاية ولكنها لم تكن تشبه لي على الإطلاق، كانت تختلف عن شخصيتي لأبعد الحدود.

لا أستطيع أن أنكر على الإطلاق أنها كانت السبب الأول والأخير في حبي للصلاة وتعلق قلبي بالقرآن، لقد أيقظت بداخلي أحاسيس أكاد أكون قد نسيتها كليا في دائرة الحياة، لا أنكر عليها أنها على الطريق السديد ولكن كان كل تفكيرها في الآخرين، يا ترى بالغد سأتبرع بماذا ولمن؟!، يا ترى سأصلح بين من ومن؟!، وسأسمع وردي للقرآن في المكان كذا، لقد كان كل تفكيرها واهتمامها بالآخرين أين أنا وأين هي من حياتنا؟!

لم أكتشف أن شخصيتي تغيرت على يديها إلا عندما وجدت أن أصدقائي يبتعدون عن طريقي شيئا فشيئا، لم يعودوا يطيقون وجودي معهم وبرفقتهم لكوني أصبحت أصحح لهم مفاهيم خاطئة نشأنا عليها، لم يكونوا قادرين على سماع كلمة لقد حرم الله علينا ذلك!، عن نفسي كنت يوما مثلهم، ولكنهم ابتعدوا عني كليا ولم أستطع الأخذ بأيديهم.

وفي يوم من الأيام حدث شيء معي كان الفيصل في حياتي بأكملها، كنت في الشارع حينها وفجأة سمعت رجلا يقول لزوجته: “حسنا سأمنحكِ ما تريدين، سأطلقكِ ولكن لا تعودي لي نادمة”!

وجدت زوجته تنظر إليه وعيونها تملأها توهة غريبة، لم تنطق بحرف واحد على الإطلاق، تركته وذهبت بعيدا عنه، وجدت نفسي أتبعها تلقائيا وإذا بها تجلس على الأرض ممسكة هاتفها في يدها، وجدت نفسي أقترب منها وأنظر للهاتف، وإذا بها صور زوجها وعيونها تملأها الدموع وأخيرا انفجرت ببكاء مرير.

اقتربت منها: “على فكرة هو أيضا يحبكِ”.

وجدتها تنتفض من مكانها وكأنها تكاد لا تصدق ما تسمع أذنيها وهي تمسح دموعها عن عينيها: “حقيقي؟!”

أكملت بكل ثقة بحديثي: “بعدما انصرفتِ من أمامه وجدته يقول لنفسه ضروري أشتري لها أكثر شيء تحبه وأصالحها به”، وتظاهرت بأنني أتذكر كلمتها: “إن أكثر شيء تحبيه…”

فأكملت من شدة فرحتها: “الورد… الورد الأحمر”!

أخذت تلوم نفسها بحديثها إليه، فهمت من ذلك أنها لا تنجب وأنه زوجها تحملها كثيرا؛ أخبرتها: “ألن تشتري له أكثر شيء يحبه وتسبيقه بذلك؟!، ذهبت مسرعة لفعل ذلك، أما عني فقد ركضت وقمت بشراء باقة من الورد الأحمر ولكني غلفتها جيدا لكيلا يراها أحد لتكتمل خطتي في الإصلاح بينهما؛ ذهبت لزوجها وأخبرته مثلما أخبرتها بأنها ذهبت لشراء أكثر شيء يحبه لتصالحه به.

فقال الرجل: “إنها تحب الورد الأحمر”، فأخرجت الورد وأعطيته إياه: “اعتبره هدية مني يا أخي العزيز”.

سألني: “هل أنت مالك محل للورود؟!”، لم أدري بماذا أجيبه! اكتفيت بهز رأسي، فطلب مني رقم هاتفي ليشتري مني الورود على الدوام فأعطيته إياه؛ قال الزوج: “لقد كنت أعلم جيدا وبداخلي يقين أن من تتحمل أن تقضي حياتها مع زوج عقيم ومتقلب المزاج ودائم العصبية، وهي من تصر على استمرارية الأسرة بالتأكيد هي ابنة أصول”.

نظرت إليه بتعجب واستغراب، لم أعد حينها أفهم من منهما العقيم الذي لا ينجب أهي أم هو؟!

اختبأت عن أعينهما وترقبت نتيجة جهودي ليطمئن قلبي، وبالفعل قدم كل منهما هديته للثاني وجدت سعادة في عينيهما لا يضاهيها سعادة في الحياة غير سعادة قلبي بهما، حينها أدركت العبارة التي كانت على الدوام تذكرها لي خطيبتي: “من يسعى لإدخال السرور على قلب مسلم فالله سبحانه وتعالى بجلالته يجعل في قلبه أضعاف أضعاف هذا السرور”.

كنت أصلي وأدعي لها على الدوام ليشفيها الله سبحانه وتعالى لنتعجل بعقد قراننا وزفافنا، وبالفعل استجاب الله سبحانه وتعالى لدعواتي، ويوم زفافي لم يقدم أصدقائي شعرت بالخذلان لقد كنت لهم نعم الصديق في كل مراحل الحياة، مجرد التزامي لا يعطي لهم الحق فيما فعلوه.

ومن أعظم ما حدث لي يوم زفافي جبر الله سبحانه وتعالى بي خاطري أنني وجدت نفس الرجل يأتي للعرس ومعه زوجته وعلى يديها طفل رضيع، اقترب الرجل مني قائلا: “إنك لا تدري أنني على علم بكل ما فعلته لأجلي ولأجل زوجتي، لقد رزقنا الله من فضله وقمنا بتسمية ابننا على اسمك”!

تعجبت من كرم الله سبحانه وتعالى معي ومن شدة عطائه العظيم، الآن إنني شريك لهذا الرجل في تجارة كبيرة تجمع بين بلدين عظيمين مصر والسعودية، وأصدقائي الآن يتمنون العمل لدينا؛ أما عن زوجتي التي لم أكن أرضى عنها في بداية الأمر هي من حفظتني القرآن الكريم، وابني الآن يلعب مع ابن شريكي، وحياتنا عامرة بحب الله سبحانه وتعالى.

يجب أن يكون مهر حافظة القرآن عناقيد من اللؤلؤ وتيجان من المرجان.

ونصيحتي في الختام….

“ادفع ضريبة إيمانك خسارتك لأناس كثيرين مزيفين لأن المكسب الحقيقي ستجده في انتظاره ومعه كنوز الدنيا بكل ما حيزت”.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص حب من اول نظرة

وأيضا… قصص حب عنيفة نهايتها مؤلمة

قصص حب ما قبل النوم

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى