عندما نقع في الحب فنحن نتمنى دائما أن تكون نهايه قصة حبنا هذه سعيدة كما يحدث في روايات الف ليله وليله التي كانت تقصها علينا جدتنا ونحن صغار ،في هذا المقال نقدم لكم مجموعة من قصص الحب التي انتهت بنهاية سعيدة.
وما ذنبي ؟
كان خبر إصابتها بهذا الداء كالصاعقة علي رأس رحمه بطلة قصتنا فهي شابه في الثلاثين من عمرها لم تتزوج بعد وخبر إصابتها بهذا الداء الذي تعرف جيدا أنه يتسبب في إحداث تشوهات في وجهها وجسدها بالكامل بمثابة حكم بالإعدام علي رغبتها في أن تحب وتتزوج كباقي الفتيات.
ومع مرور الأيام وإذا بحالتها تتدهور مما أدي إلي احتجازها في المستشفي ،وكانت في غرفتها في المستشفي لا تكل ولا تمل من دعاء الله ان يشفيها ويرفع عنها البلاء ويعينها عليه وعلي تخطيه ،وكانت لا تقول سوي الحمد لله دائما وابدا ولا تتذمر من قضاء الله عليها ،ولكنها كانت تدعو اللي أيضا أن يرسل لها من يحبها بصدق من يري فيها شخصيتها الرائعه وأخلاقها الرفيعه ورقيها في كل تعاملاتها ،في هذه الأثناء وفي نفس القسم المحتجزه فيه رحمه ،كان هناك رجلا في الاربعين من عمره يدعي شريف لم يتزوج أيضا ويختلف مرضه عن مرض رحمه فمرضه أقل خطورة من مرض رحمه ولكنه كان وحيدا لا يزوره أحدا من أهله أو يطمئن عليه .
كان شريف يعلم أن زميلته في الغرفة المجاوره وحيده كذلك يزورها أهلها قليلا فقرر أن تنعقد بينهما صداقة عن طريق خطابات يرسلها لها بواسطه طبيب شاب يثق به ويحبه .
ومع مرور الوقت وكثرة الخطابات بينهما اشتد تعلقهما ببعضهما البعض وتحولت الصداقة إلي علاقة حب قويه لا ينقصها الا ان يرايا بعضهما البعض ،فرحمه كانت ترفض أن يزورها شريف في غرفتها كلما طلب منها ذلك و حذرت الطبيب من إخبار شريف بما أحدثه المرض في وجهها خشية أن يري ما أحدثه المرض في وجهها من تشوهات وهي كانت بحاجة إلي ألا تفقد ذلك الحب النقي .
إلي أن جاء اليوم الذي قرر فيه شريف أن يذهب إلي غرفة رحمه ليزورها غير مبال برفضها ، وعندما رآها ورأي وجهها احس بصدمه قويه وذهب إلي غرفته دون أن ينطق بكلمة واحدة وجلس فيها يبكي فقد ظن أن حبه انتهي عند هذا الحد وتوقف عن إرسال الخطابات لرحمه .
في هذه الأثناء كانت الصدمة أشد وطأة علي رحمه فقد كانت تعتقد أن الله استجاب لدعائها وأرسل لها الشخص الذي سوف يعوضها عن كل مارأته في حياتها ويحبها بصدق ويعاملها برحمه ويدرك أتم الإدراك أن مرضها ليس بذنبها وليس لها يد فيما ألم بها من بلاء عظيم ،فقد أحبت شريف بصدق ولم تكن تعتقد أنه مثل باقي الرجال أهم شئ بالنسبه له هو المظهر وفقط ،حاولت أن تتناسي ما حدث وتنشغل بشئ آخر فقد كانت تحب القراءه بشده فطلبت من والدها في إحدي الزيارات أن يأتي لها ببعض الكتب كي تقرأها وتنسي ماحدث، وبالفعل أحضر لها والدها ماطلبته من الكتب ،حاولت رحمه أن تقرأ ولكنها فشلت في التركيز أو في تحصيل أي معلومه من الكتب فقد كانت الصدمه كبيره وجرحت كرامتها بشده .
ولكنه مع مرور الأيام كان شريف يزداد حنينا لرحمه وخطاباتها وكلامها العذب ورقيها في إختيار الكلمات وشخصيتها الطاغيه التي كانت تظهر جلية في خطاباتها ،عندها تأكد من أنه أحب رحمه بحق حتي قبل أن يراها وأن شكلها ليس ذنبها فقد أخبره الطبيب عن طبيعة مرضها وأن مرضها هو الذي تسبب لها في هذه التشوهات وأنها حذرته من أن يخبره بمرضها كي لا يكرهها .
لهذا قرر شريف أن يصنع لها مفاجأه ويذهب لها في يوم زيارة أهلها ويطلب يدها من والدها ،في البداية أحست رحمه أن شريف يعطف عليها ويشفق علي حالتها وأن طلبه لخطبتها ماهو إلا إحساس بالذنب ورغبة منه في التعاطف معها ،ولكن بعد ماأخبرها الطبيب بكلام شريف عنها وكيف أنه كان يبكي ليل نهار خشية فراقها ،اعادت تفكيرها وقررت أن تمنحه فرصة كي يثبت نفسه لها ويثبت أنه يحبها بصدق وبلا أي دافع شفقة ، وبالفعل قبلت رحمه الزواج من شريف وعاشا مع بعضهما البعض وفي كل يوم كان يثبت لها أنه يحبها بصدق وأنه لا وجود للشفقة في هذه العلاقه ماهي إلا علاقة حب نقية ، وتحسنت حالتهما الصحيه كثيرا بفعل الدعم النفسي الذي وجده كل منهما في الآخر .