قصص أطفال

3 قصص عن الصدق للأطفال مع الله سبحانه وتعالى

يمثل الصدق أفضل الأخلاق الحسنة الحميدة ومن أهم الخصال التي يجب على الجميع التحلي بها، فالصدق أكثر ما يميز الإنسان المسلم عن غيره، إذ أن الإنسان المسلم يصدق القول دوما ولا يكذب، ويقول الحقيقة على الدوام دون خوف أو تردد.

كل إنسان منا يطمح أن يكون أبنائه على الأخلاق الحميدة والخصال الحسنة، وأهم خلق على الدوام نسعى لغرسه في نفوس أبنائنا خلق الصدق، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) متفق عليه.

قصص عن الصدق للأطفال:

من أجمل قصص عن الصدق للأطفال من كتاب (خلق المؤمن) وتحديدا من باب الصدق بالكتاب نفسه…

القصة حول “عبد القادر الجيلاني” وهو علامة إسلامية معروف، كان طفلا حينها وقد خرج من مكة المكرمة للعراق وتحديدا بغداد طلبا للعمل، وكانت والدته قد أعطته مبلغا قدره أربعين دينارا، وطلبت منه أن يعاهدها على الصدق طيلة رحلته وطيلة حياته.

انطلق الطفل “عبد القادر الجيلاني” في رحلة طلبه للعلم على يد شيوخ الإسلام ببغداد حينها، وعندما وصلت القافلة التي كان بها “عبد القادر ا لجيلاني” لمنطقة تسمى (همدان) اعترض طريقهم مجموعة من قطاع الطرق اللصوص، نهبوا كل الأموال والبضائع التي كانت بالقافلة، وعندما مر أحد القطاع على الطفل سأله: “ما معك يا فتى؟!”

فأجابه عبد القادر الجيلاني بكل صدق: “معي أربعين دينارا”، نظر إليه قاطع الطريق ساخرا ظنا منه بأنه يمازحه وتركه، وأتاه قاطع للطريق غريه فسأله نفس السؤال كعادتهم، فأجابهم الطفل الصادق بنفس الإجابة، تحيروا وتعجبوا من أمره بدرجة جعلتهم يحملونه لأميرهم.

فسأله أمير المجموعة نفس السؤال عندما أعلموه رجاله بأمره، فأجاب الطفل البريء بنفس إجابته، فسأله الأمير قائلا: “ما حملك على الصدق؟! ألا تخاف أن نفعل بك شيئا لنأخذ أموالك؟!” فقال الطفل الصادق: “قبل رحيلي لبغداد عاهدتني أمي على الصدق فصدقتكم قولا خشية أن أخون عهدي”.

بكى الأمير وقال: “أخشيت أن تخون عهدك مع أمك ونحن كل يوم نخون عهدنا مع الله؟!، أشهدك لقد تبت إلى الله سبحانه وتعالى”، فأمر رجاله بإعادة الأموال وكل شيء منهوب لأصحابه، فتاب كل الرجال من قطاع الطريق لتوبة أميرهم، وكان صدق طفل صغير بسبب حسن تربية أمه له سببا في توبتهم جميعا.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: قصص عن الصدق مع الله ومع النفس روعة قصة كعب بن مالك فى غزوة تبوك

القصـــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــة:

كان هناك ولد صغير اعتاد الكذب على والدته والتي كانت تمنعه عن اللعب في الشرع، وترغب في أن يكون منتبها للغاية في استذكار دروسه، فكانت تأبى على الدوام خروجه وتظل معه تساعده في الدراسة. فكان في كل يوم يكذب عليها ويخبرها بأنه يذهب للدراسة مع صديقه، وعوضا عن ذلك يلعب مع صديقه حتى يتعب من شدة اللعب؛ فكان في كل يوم دراسي يتدهور مستواه التعليمي.

وفي يوم من الأيام قرر معلم الصف أن يكلف تلاميذه باختبار مفاجئ ليتابع مستواهم التعليمي، فكانت صدمة بالنسبة للولد والذي اعتادت والدته على مراجعة درجاته العلمية، وللأسف الشديد لم يستطع حل أي من المسائل المطروحة عليه كعادته من قبل، وكان ذلك سببا في حزن معلمه على مستواه.

ومن جديد كذب الولد على أمه بأنه لم يخض أي اختبارات للشهر، كانت والدته تصدقه وتثق فيه حتى جاء اليوم الذي تقابلت فيه مع معلمته بالفصل صدفة، والتي بدورها سألتها عما إذا كان ابنها يعاني من ظروف قاسية طرأت عليه بالمنزل؟!

ومن خلال حديثها مع المعلمة أيقنت أن ابنها يكذب عليها ومن فترة زمنية ليست بقريبة، غضبت الأم كثيرا من فعلة ابنها، ولكنها تعاملت مع الموقف بحكمة فائقة؛ أعلمته بأنها ستجري له اختبارات شهرية بنفسها إذ أنها تشعر بأن معلميه مقصرين في هذه الناحية.

وبالفعل أجرت له الاختبارات وفوجئت بمستواه المتدني، اعترف لها ابنها بأنه كان يكذب عليها بذهابه لصديقه للدراسة وأنهما كانا يلعبان، ندم كثيرا على مستواه الذي فقده ووعدها بأنه سيتغير للأفضل وأنه في حاجة ماسة لمساعدتها.

اقرأ أيضا: قصص أطفال تربوية هادفة قصص عن فضائل الصدق والأمانة مفيدة ومثمرة في تعليم الأطفال

القصــــــــــــــــة الثالثــــــــة:

في يوم من الأيام ذهب طفل صغير ليشتري زجاجة من الحليب كما طلبت منه والدته، أعطته والدته بعض التعليمات والتي كان أهمها أن يأتي مسرعا للمنزل وألا يلعب بالشارع لكيلا تنكسر زجاجة الحليب.

وبالفعل اشترى الحليب وبينما كان عائدا لمنزله وجد أصدقائه بالشارع يلعبون، وعلى الرغم من إفلاحه بالكاد من منع نفسه من الذهاب إليهم، إلا إنهم أتوا إليه وأقنعوه باللعب معهم، وما خشيته والدته حدث بالفعل، لقد انكسرت زجاجة الحليب!

كانوا يلعبون كرة القدم بالشارع، وخلال اللعب كان الطفل قد أمنها جانبا على الطريق إلا إن الكرة قد اصطدمت بها بقوة فانكسرت الزجاجة وفقد الحليب بكامله بداخلها، صعق الطفل مما حدث، فتجمع أصدقائه من حوله وألفوا له قصة يخبرها لوالدته كيلا تعاقبه على فعلته.

أرادوه أن يكذب على والدته ويخبرها أنه بينما كان مارا بالشارع اصطدمت الكرة من أحد الأطفال الذين يلعبون بالشارع وجاءت بالزجاجة فانكسرت وانسكب من بين يديه الحليب.

ذهب للمنزل وأخبر والدته الصدق، أخبرها بأنه لم يستمع لتعليماتها وأنه فضل اللعب مع أصدقائه على ذلك، وأنه ترك زجاجة الحليب جانبا وارتطمت بها الكرة أثناء لعبه فكسرها، أخبرها بأن أصدقائه طلبوا منه الكذب عليها لكيلا تعاقبه. اقتربت منه والدته وضمته لحضنها وسامحته لقوله الصدق وعدم اتباع أصدقائه والكذب عليها.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى