نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص قصيرة تنمية بشرية قصص جميلة جدا ومفيدة، فالحياة مليئة بالدروس والعبر وأن تعمل على تطوير ذاتك فإن ذلك يمثل أهم عناصر الاستمرار في النجاح وهذا أهم الدروس، كما يمكن اعتبار هذا النوع من التطوير للذات كنوع من الاستثمار الذي تجني عوائده عند اتمام النجاح، وقد أصبح تطوير العنصر البشري في العصر الحديث يمثل واحد من عناصر الاستثمار التي يتم الاهتمام بها ويتم اخذها في الحسبان عند اتمام أو التجهيز لمؤسسات الاعمال.
قصة عن الأهداف
تحكي قصتنا عن هذا الصياد المحظوظ والذي لم يكن يعاني في عملية الصيد إذ أن شباكه دائمًا ما تخرج غنية بالأسماك، إلا أن رفاقه لاحظوا شيئَا غريبًا فقد لاحظوا أنه يقوم بفرز اسماكه فيختار منها الصغير ويأخذه أما الكبير فيقوم بإعادته للماء مما أشعل قلوبهم أكثر عليه، فهبوا فيه ينهروه كيف به يرمي الأسماك الكبيرة ويأخذ الصغيرة رغم أنه يفترض أن يقوم بالعكس، وهنا كانت الاجابة الصادمة إذ قال لهم بأنه يمتلك مقلاة صغيرة.
هل جربت كحال هذا الصياد أن ترمي بالأحلام الكبيرة وتكتفي بتلك الاحلام البسيطة اعتقادًا منك أن قدراتك لا تسمح بأكثر من ذلك؟، للأسف هذا حال أغلب الناس دائمًا ما يقللون من امكانياتهم مما يدفعهم إلى التمسك بتلك الاهداف أو الاحلام الصغيرة والتي من السهل تحقيقها والبعد عن الاحلام والأهداف الكبيرة بسب المعتقد الخاطئ عن قدراتهم وإمكانياتهم.
ابحث واسعى دائمًا لتطوير قدراتك وإمكانياتك إن كنت تعتقد بقلة تلك الإمكانيات وافرد جناحيك وحلق في سماء الاحلام والآمال واسعى لتحقيقها بكل الامكانيات وتخل عن تلك الفكرة عن الامكانيات والقدرات الضعيفة، تطلع دائمًا إلى الأعلى والأفضل ولكن لا تكتفي فقط بالتطلع والحلم إذ يتطلب تحقيق الحلم العمل للوصول إليه، وأولى خطوات تحقيق الأحلام والأهداف هى تطوير الذات وتنمية القدرات.
وفي الناس قدرها وحقها
يحكى أن هناك شجرة تفاح كبيرة ومثمرة نشأت بينها وبين طفل صغير صداقة قوية وكان الطفل دائم اللعب معها كما يتمتع بثمارها، ولكن دوام الحال من المحال إذ بدأ الطفل يكبر وغاب عن الشجرة مما أحزنها إلى أنه عاد إليها وكم كانت فرحة بعودته وطلبت منه اللعب معها، ولكنه أخبرها أنه كبر على اللعب وأنه بحاجة إلى المال وكحال الرفيق الطيب عرضت عليه الشجرة أن يأخذ ثمارها ليبيعها حتى يحصل على المال ففعل وفرح كثيرًا إلا أنه ذهب وغاب سنوات طويلة عن الشجرة، وفي إحدى الأيام عاد إليها مرة أخرى وفرحت الشجرة بعودته مرة اخرى وطلبت منه أن يعود للعب معها ولكنه رفض وقال بأنه أصبح رجلًا ولا يلعب كما الأطفال ولكنها لاحظته مهمومًا فجعلته يحدثها فأخبرها أنه بحاجة لمنزل حتى يؤوي أسرته فقالت خذ أغصاني وابني منها المنزل ففرح وأخذها وبنى المنزل، ثم غاب ثانية لفترة كبيرة وعاد لها مهمومًا يبثها همه وأنه بحاجة إلى مركب ليسافر بعيدًا فأخبرته أنه يمكن أن يأخذ جذعها فيبني به المركب ليسافر ففعل وغادر، وغاب الكثير من السنوات وعاد وهو كهلًا إلى شجرة التفاح ولكنها كانت تبكي وتخبره أنها لم يعد لديها ما تعطيه إياه لا ثمار ولا فروع ولا جذع، ولكنه أخبرها أنه ليس بحاجة لشئ منها وإنما هو فقط بحاجة لمكان يستريح به، وهنا اخبرته بأن ما تبقي منها يمكن أن يصلح كمكان ليستريح به وبالفعل جلس الرجل على بقايا جذع شجرة التفاح وكان المكان مناسبًا له مما أسعد الشجرة كثيرًا.
جاءت تلك الحكاية بشكل أساسي لإيضاح كم يبذل الوالدين في سبيل الأبناء، ولكن هى بشكل عام تعبر عن الكثير من انواع العلاقات التي تقوم على التضحية والتي يجب على الجميع أن يفوا حق هؤلاء، لذا يجب أن تقوم دائمًا برد جميل هؤلاء الناس ويأتي على رأس القائمة الوالدين لذا دائمًا كن بارًا بوالديك ووفيهم حقهم وهذا امرًا إلهيًا إذ أنت مأمورًا ببر بوالديك من فوق سبع سموات إذ قال عز وجل ” وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ “