نحكي لكم اليوم في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية قصة جديدة رائعة من القصص التي وردت في القرآن الكريم وتحمل معاني وعبر ومواعظ جميلة ومفيدة جداً، استمتعوا معنا الآن بقراءتها من موضوع قصص من القران طالوت وجالوت مكتوبة بشكل مبسط وجميل ليناسب جميع الاعمار وللمزيد تابعونا يومياً عبر قسم : قصص وعبر .
قصة طالوت وجالوت
وردت قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة، حيث كان طالوت وجالوت ملكين من بني اسرائيل الذين كانوا يؤمنون بالتوراة، وكانت قوتهم الحقيقية تكمن في ايمانهم بالله عز وجل حيث قامت حياتهم علي العدل والاحسان والاستقامة، فأهداهم الله سبحانه وتعالي تابوت ورثوه عن اجدادهم وكان هذا التابوت له في نفوس بني اسرائيل قيمة عظيمة حتي أنهم في ايام الحرب كانوا يشعرون بالقوة والحماس والسكينة عندما يرونه .
ولكن بعد أن زادت قوة بني اسرائيل تمردوا وابتعدوا عن طريق الحق وعصوا الله سبحانه وتعالي وكذبوا الانبياء وطغوا في الارض، فأرسل الله عز وجل لهم اقواماً آخرين استولوا علي التابوت وقتلوهم، وكان القليل من بني اسرائيل فقط من حفظة القرآن فضعف شأنهم واصبحوا اذلاء بسبب ضعفهم وقلة عددهم، فعادوا الي رشدهم وتجنبوا المعاصي والذنوب واطاعوا الله سبحانه وتعالي فأرسل الله لهم طالوت ملكاً صالحاً عادلاً .
طلب بنو اسرائيل من نبياً لهم اسمه صموئيل أن يختار عليهم ملكاً صالحاً قوياً يحكم بينهم بالعدل ويكون لهم دولة قوية وجيش قوي حتي يستردوا التابوت، فأخبرهم النبي صموئيل ان الله عز وجل قد اختار عليهم طالوت ملكاً، وكان طالوت رجلاً بسيطاً اهداه الله سبحانه وتعالي الحكمة والقوة والعلم، وكان بنو اسرائيل ينتظرون ان يكون ملكاً رجلاً من الاغنياء من اصحاب الجاه والمال، قال تعالي في كتابه العزيز : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) سورة البقرة .
الحرب بين جيشي طالوت وجالوت
كان جالوت عدو لبني اسرائيل، وقد علم طالوت أنه يجهز لقتالهم، فقام طالوت بتكوين جيشاً من 8000 جندي وامر جنوده ألا يقربوا نهراً سوف يمرون عليه في طريقهم، وهو نهر الاردن، وحذر الجميع من الشرب من هذا النهر، ولكن عندما اقترب الجنود من النهر لم يتحملوا العطش فشرب معظم الجيش من النهر فأخبرهم طالوت انهم لن يخوضوا الحرب معه، ولم يتبقي من جيش طالوت سوي 314 جندي فقط. فشعر الجنود أنهم فئة قليلة وطلبوا العون من الله عز وجل، قال تعالي في كتابه العزيز : “(248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ “ صدق الله العظيم .
هزيمة جيش جالوت
عندما التقي الجيشين خرج جالوت من بين جنوده وطلب أن يقابله جندي من جيش طالوت يبارزة فخاف الجنود ولم يخرج منهم احداً لأنهم يعلموا ان جالوت قوي ولن يتمكنوا من مبارزته، فتدخل طالوت واعلن انه من يبارز جالوت ويقتله سوف يتزوج من ابنته ويكون قائد للجيش، فخرج من بين جيش طالوت سيدنا داود عليه السلام وقد كان شاب صغير السن، فتعجب الجنود من ثقته بنفسه فكيف له أن يبارز جالوت القوي، إلا ان داود توكل علي الله سبحانه وتعالي وكان واثقاً في قدرته علي تحقيق نصره، فتمكن من مبارزة جالوت وقتله وانتهت المعركة بانتصار جيش طالوت وهزيمة جيش جالوت، واصبح داود ملكاً لبني اسرائيل وقائداً لجيش طالوت .. قال تعالي : “(250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ(251)}” صدق الله العظيم .