ومازلنا نستكمل قصتنا الشيقة والممتعة والمثيرة، والتي بها الكثير من الأحداث التي تجذب الأذهان وتمتعها، قصة تجسد أجمل معاني الحب والتضحية من أجل بقاء الحب، كما أنها تجسد دور الحب في التغلب والتصدي لحسد الآخرين والأحقاد.
“الطبيب العاشق المجنون” الجزء الرابع عشر
وقبل أن تكمل الفتاة جملتها كان قد أمسكها من رقبتها، وما هي إلا لحظات حتى أيقن الشاب أن حبيبته كانت عذراء!
لم يتحمل ما فعله بها، كره نفسه كثيرا لمعاملته لها بهذه الطريقة فبعد أن كانت ملكته المتوجة على عرش قلبه أصبح يعاملها كعاهرة رخيصة بكل ذل وهوان، بعدما كان يحافظ عليها حتى من نفسه ولا يجرؤ على التفكير مجرد التفكير بها إلا بعد الزواج منها، أعماه غضبه فأفقدها عذريتها في لمح البصر.
وبكل مرة يرق قلبه لها يتذكر خيانتها، لقد كان ما رآه منها يسيطر على عقله كليا، كانت تتوجع وتتألم والدماء منها تنزف ولكنه على الرغم من كل ذلك لم يتركها بما تعاني منه فحسب، بل أمسك بذراعها وشد عليه لتتألم أكثر فأكثر …
الطبيب الشاب: “سأزيدكِ ألما وسأجعلكِ تتمنين الموت بكل ثانية ولا تجديه”.
الفتاة بصوت يدل على قلب مجروح: “إنني فعلا أدعو الله أن يأخذني إليه بأقرب وقت”.
رمقها بنظرة مليئة بالغضب، وكأنه يقول في نفسه: “كيف تدعين على نفسكِ بالموت، إنني لا أحتمل فكرة الابتعاد عنكِ، فكيف يحق لكِ أن تدعين على نفسكِ بالرحيل عن كل الحياة، أرجوكِ لا تتركيني”.
الفتاة بمكانها لا تقوى على الوقوف وكان ينظر إليها ولا يعيرها أي انتباه، كان يتقن كيف يكون قاسي القلب حتى مع الإنسانة الوحيدة التي أحبها وملكها عليه أمره؛ وأثناء إحدى محاولاتها للنهوض من مكانها لترتدي أي ملابس سقطت على أرضية الحمام.
الطبيب بقلق عليها وخوف شديدين اقترب منها بسرعة، علم بكونه طبيبا لقد أغمي عليها، حملها بين ذراعيه وجعلها بالبانيو المليء بالمياه الساخنة، ومن ثم جفف جسدها ليحملها بين ذراعيه ويذهب بها لغرفة النوم، فيضعها على السرير برقة.
ألبسها أفضل ثيابها والتي كانا يحبانها كلاهما، ضمد جراحها، وأعد لها طعاما جعله بجانب السرير لتأكل منه فور استيقاظها؛ اطمئن عليها ولكنه لم يتحمل أن يرى نظرات عينيها، لم يقوى على مواجهتها فور استيقاظها بعد كل ما فعله بها.
انطلق هائما على وجهه بسيارته، تائها بشوارع المدينة ولا يعلم أين ستكون وجهته؛ وفجأة تذكر صديق قريب على قلبه، كان صديقه الوحيد ولكن قبل أن يعتزل كل الحياة ليقرر أن يعيش وحيدا ويحتضن أحزانه؛ بالفعل لقد بنى لنفسه قصرا مليئا بأحزانه، لم يعد لديه ثقة بأحد بعد كل ما عاناه بسبب والدته قاسية القلب؛ قطع صلته بكل العالم.
ولكن الفتاة أذابت حالة الجمود وجردته من مشاعر القسوة، وأعادت بخفة ظلها وبراءتها لقلبه الحب والمودة من جديد، ولكن بخيانتها له صار كالثور الهائج الذي لا يقوى أحد على ترويضه؛ وأمام عينيها كالأسد الشامخ الذي يأبى أن تظهر عليه علامات الانكسار، فيحاول جاهدا إخفاء الألم الذي يشعر به خلف ضربه لها وإهانتها، وإيلامها بكل الطرق.
لقد كانت الفتاة ملجأه الوحيد الذي كان يجد به الأمان والراحة، لقد استطاعت أن تذيب البرودة بقصره ولكنها أذابت برودة قلبه قبلها؛ والآن يريد أن يبوح بكل ما بداخله ولا يعرف أين المفر …
بمنزل صديق طفولته والذي لم يراه منذ سنوات طوال ….
الطبيب يدق جرس الباب، ولكن يتضح على ملامحه البكاء الشديد والضيق وكأنه بورطة كبيرة لا مخرج منها.
صديقه: “من الطارق؟!”، لقد كان الوقت متأخرا للغاية، فالساعة قد تجاوزت منتصف الليل، وليس من المعهود زيارة أحد لآخر بمثل هذا الوقت.
الطبيب: “إنني صديقك”.
صديقه يفتح باب المنزل ليرى شابا طويلا مفتول العضلات، ولكنه يبدو عليه البكاء المرير والذي لا يتناسب كليا مع الهيبة التي تبدو عليه.
تعرف عليه ولكن الطبيب الشاب ألقى بنفسه داخل حضن صديقه وأجهش بالبكاء، شعر صديقه أن هناك خطبا كبيرا به، أدخله المنزل وجلسا ليتحدثا سويا …
صديقه: “لقد بحثت عنك طويلا ولكنني لم أعثر على مكان لك، ولطالما سألت عنك وعن أحوالك كل أصدقائنا، ولكن ولا أحد منهم أعطاني ولو معلومة واحدة توصلني إليك”.
الطبيب الشاب بتردد شديد …
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص حب قصيرة رومانسية بعنوان حب بعيد المنال
قصص حب قصيرة خليجية بعنوان آخر لقاء
قصص حب انتهت بالموت بعنوان ألم يكن اختيارنا ؟!