ومازلنا نستكمل أحداث القصة المليئة بالأحداث المتقدة، قصة حب نشأت في غضون الحرب لتلهب قلبين بريئين بنيرانها الوهاجة، قصة تجسد أجمل وأسمى معاني الحب بكل الوجود.
حبيتك بالحرب الجزء الرابع
وردها اتصال جنت من كثرة الفرحة لقد كانت عائلتها….
سوزان: “كيف حالكِ يا حبيبتي؟، والله لا أقوى على الحياة دونكم، لقد اشتقت إليكم كثيرا، لقد قلقت عليكم كثيرا”.
والدتها: “وكيف حالكِ يا ابنتي، كوني قوية ولا تضعفي، لقد وصلنا للتو ولا شيء ينغص علينا سلامتنا سوى عدم وجودكِ معنا”.
سوزان: “وكيف حال والدي وأخواتي؟”
والدتها: “الجميع بخير ويسلمون عليكِ، لكانت فرحتنا أصبحت كبيرة للغاية لو كنتِ معنا يا عزيزتي”.
سوزان: “أمي لا تقلقي علي فالجميع هنا يخفف عني حزني وشدة اشتياقي، الجميع يعاملونني أحسن معاملة، وأما عن عمتي فهي تعاملني مثل دلع وأكثر منها أيضا، اطمئني ولا تحزني”.
والدتها: “أعطها الهاتف حتى أتحدث معها وأطمئنها علينا”.
سوزان: “لكِ ما أردتِ يا أمي”.
سوزان: “عمتي هذه أمي وتريد أن تتحدث معكِ”.
أخذت عمتها من يدها الهاتف: “هل وصلتم بخير وسلامة؟، لقد قلقنا عليكم كثيرا يشهد الله”.
والدة سوزان: “اطمئني يا حبيبتي، وبارك الله لكِ على كل ما فعلته معنا”.
أحلام: “أستحلفكِ بالله ألا تتفوهي بمثل هذه الكلمات من جديد، سوزان هي ابنتي قبل أن تكون ابنة أخي، ويعلم الله كم أحبها كحالكم جميعا”.
والدة سوزان: “هل ترغبين في شيء؟!”
أحلام: “توخوا الحذر بالغربة، واهتمي جيدا بأولادكِ وزوجكِ، ولا تحملي هم سوزان إنها داخل عيني الاثنين”.
والدة سوزان: “يعجز لساني عن كيفية شكركِ والامتنان إليكِ”.
أحلام: “ها نحن ذا عدنا للكلام الذي لا أريد سماعه من جديد”.
والدة سوزان: “لا تؤاخذيني”.
أحلام: “سلامي للجميع”.
والدة سوزان: “بكل تأكيد”.
كانت “سوزان” تشعر بكثير من المشاعر المختلطة، كانت سعيدة لسماعها صوت والدتها الحنون، ولكنها كانت تشعر بغصة بقلبها لافتقداها لهم جميعا وللحنين والشوق لأيامها معهم، لم تكن قادرة على استيعاب بعدها عنهم، وأنها صبحت بمكان لا يتواجدون به، لقد كانت عائلتهم عائلة مترابطة بكل شيء، يفعل كل شيء سويا، ينامون سويا يستيقظون سويا، يأكلون يشربون وحتى أنهم يصارعون للبقاء على قيد الحياة سويا، لقد سمعوا واجتازوا سويا صوت القصف الذي يرهب القلوب، وعندما خسروا أختهم بسبب الصاروخ كانت مأساة تقاسموها أيضا سويا.
لم تدري إلا والدموع تتساقط على خدها، لذلك أسرعت بالدخول لغرفتها وهناك أخرجت كامل مشاعرها بالحزن تجاه ما يحدث معها، وبعدها غاصت بنوم عميق، دخلت عليها الغرفة “دلع” لتوقظها لتتناول معهم الطعام فوجدتها نائمة في سبات عميق، فلم ترد أن تنغص عليها راحتها، فقالت بنفسها: “سأدعها تنام بسلام، وأنتظرها ريثما تستيقظ ونأكل سويا”.
وفي الصباح الباكر لليوم التالي، الفتيات نائمات لأنهن سهرن طوال الليل، وأحلام تضع طعام الإفطار لابنها “مهند” قبل ذهابه للعمل، وبينما يتناول طعامه إذا بهاتف المنزل يرن…
أحلام بصوت منخفض نسبيا: “ترى من المتصل بمثل هذا وقت؟!”
وما إن اقتربت من الهاتف حتى وجدته رقم ابنها “علاء” المسافر خارج البلاد: “إنه علاء حبيب قلبي!”
أحلام: “كيف حالك يا قلب أمك، هل أنت على ما يرام أم حدث معك شيء، بالتأكيد حدث معك شيء وإلا ما كنت لتتصل بنا بمثل هذا الوقت”.
علاء بضحك: “أمي ماذا بكِ؟!، اسمعيني الأول، أمي لديكِ عندي خبر سيجعلكِ في غاية السعادة والفرحة”.
أحلام بتأهب شديد: “وما هو يا بني العزيز؟!”
علاء: “أمي إنني عائد لأرض الوطن اليوم”.
أحلام: “علاء بني لا تتلاعب بمشاعري أرجوك يا حبيبي”.
علاء: “أقسم بالله أنني أقول صدقا، إن طائرتي ستصل اليوم الساعة التاسعة مساءا”.
أحلام: “صدقا صدقا؟!”
علاء: “صدقا يا أمي، أريدكِ أن تقومي بإعداد كل الأكلات التي أحبها، فكم اشتقت للطعام من تحت يديكِ حبيبتي الغالية”.
أحلام: “لك كل ما تريد يا حبيبي الغالي، والساعة التاسعة ستجدنا جميعا في انتظارك بالمطار”.
علاء: “أمي لا أريدكم أن ترهقوا نفسكم بالمجيء، وأساسا أنا لا أحب الاستقبال بالمطار، انتظروني في المنزل وأنا بمشيئة الله قادم إليكم بشوق السنين”.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان حبيتك بالحرب الجزء الأول
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثاني
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثالث