إذا لم تكن رجلا قادرا على تحمل المسئولية، فلا تقترب على قلبها ولا تزرع بداخله محبتك.
مخطئ من قال وزعم أن التجاهل أكثر شيء يجذب المرأة تجاه الرجل، فالمرأة لا تنجذب ولا تعشق إلا رجل يكن لها الاهتمام ويحتويها قلبا وقالبا ويتسم بتحمل المسئولية كاملة، وأكثر ما تحتقره المرأة بأي الرجل تجاهلها.
من قصص واقعية شاب وفتاة:
أحببت عميـــــــــــاء الجزء الأول
تعثرت قدميها وسقطت من على المدرج، سمعت صوت ضحكات عالية، استاءت حالتها ونزلت الدموع من عينيها، حاولت أن تعثر على أوراقها التي سقطت منها، كما أنها أخذت وقتا طويلا في محاولة منها للعثور على عصاها التي تتكأ عليها، لقد كانت عمياء!
ذهل الشاب واحتقر نفسها عندما وجدها تحمل عبء إيجاد أشيائها، أيقن أنها عمياء، اقترب منها واعتذر حيث أنه لم يكن يضحك عليها، وأقسم أنه كان يتحدث مع صديق له على وسائل التواصل الاجتماعي…
الفتاة: “لا عليك، لم يحدث شيء ذاو أهمية لدرجة يجعلك تعتذر مني”.
الشاب: “اعذريني فعلا، أقسم بمن أحل القسم أنني لم أقصد الضحك، أعلم أنها كانت ضحكتي في وقت غير ملائم”.
الفتاة: “اطمئن لم أتضايق، لا عليك”.
الشاب: “اثبتِ أنكِ لستِ متضايقة مني”.
الفتاة تحاول أن تكظم غيظها: ” وكيف ذلك، صدقا لست متضايقة، يمكنك الرحيل”، كانت تخشى أن تسير أمامه من جديد.
الشاب رفع ما سقط منها، وأمسك بعصاها وجعلها بيدها…
الشاب: “يمكنكِ قبول مساعدتي إن لم تكوني متضايقة كما أخبرتني”.
الفتاة: “بالفعل إنني جديدة بالجامعة، لقد انتقلنا للتو ولا أملك خلفية عن معالم الطرق والسير بالجامعة بعد”.
أمسك بالعصا بطريقة تمنعه من لمس يده بيدها، ورويدا رويدا ساعدها بالطريق حتى جلست في انتظار والدها الذي تأخر قليلا عنها، بعدما جلست لم يذهب الشاب في طريقه لكنه جلس بمكان يقرب منها خشية أن يضايقها أحد، لقد كان يشعر بالذنب العظيم تجاهها، كان كلما فكر في كيفية تعثرها أول ما سمعت ضحكته…
الشاب في نفسه: “سبحان الخالق، أبدع فصورها في أجمل صورة وهيئة، ولكن سبحانك ربي فالجمال لا يكتمل”.
وبعد قليل من الوقت جاء والدها ليأخذها، وأثناء سيرها مع والدها سمعها تقص عليه ما حدث من موقف بينها وبين غريب، وكيف لهذا الغريب في البداية أوجع قلبها بالخطأ، ومن ثم ساعدها…
والدها: “كم مرة يتوجب علي أن أخبركِ ألا تسيئ الظن فيمن حولكِ، والحمد لله يا ابنتي الدنيا مازالت بها بصيص أمل بوجود الخير بها”.
تكررت الصدفة بينهما من جديد، كانت الفتاة في جامعتها تجلس وحيدة، واستنتج الشاب أنها في انتظار والدها كعادتها، تشجع واقترب منها…
الشاب: “أتتذكريني؟!”.
الفتاة: “أعتقد أنني سمعت الصوت من قبل”.
الشاب: “أتتذكرين الشاب الذي ساعدكِ بالوصول هنا؟”
الفتاة: “نعم تذكرتك، كيف حالك؟”
الشاب: “إنني بخير، هل يمكنني أن أسألكِ سؤالا؟!”
الفتاة: “بالتأكيد يمكنك”.
الشاب: “إنكِ دوما تحملين كتابا وأوراق، هل أنتِ طالبة هنا وتدرسين؟”
الفتاة: “إنني بجامعة الهندسة هنا، أولى سنواتي بها”.
الشاب: “وكيف تدرسين وأنتِ … اعذريني”
الفتاة: “لم لم تكمل الكلمة؟، عمياء”.
الشاب: “آسف ولكنني لا أقصد شيئا سيئا أقسم بالله”.
الفتاة: “صديقاتي يصورن لي المحاضرات، وبالمنزل والدي يساعدني على المذاكرة، وبهذه الطريقة تمكنت من الوصول للجامعة هنا”.
الشاب بتردد: “سؤال أخير ولكن من الممكن أن يسبب لكِ الكثير من الإحراج، يمكنني؟!”.
الفتاة: “اسأل”.
الشاب: “هل ولدتِ هكذا أم أنه…”، وقبل أن يكمل تغير حال الفتاة كاملا واستاءت كثيرا ولكنها أجابت عن سؤاله بالرغم من الدموع التي كانت واضحة في عينيها: “إنها حادثة، كان عمري حينها عشرة أعوام، كنت ألعب في حديقة منزلنا عندما كان والدي يرحل بسيارته، وقد اصطدم بي دون أن يلاحظ ذلك، إثرها فقدت نور عيني، والدتي لم تتحمل ما حدث معي ففارقت الحياة من كثرة حزنها، ومن يومها أصبح والدي عيني التي أرى بها ويدي التي أمسك بها ورجلي التي أبطش بها، لقد ودع كل شيء بالحياة من أجلى، وكرس نفسه لخدمتي وجعلي لا أحتاج أحدا ولا شيئا”.
الشاب: “آسف للمرة الثانية، ولكني كاد الفضول يقتلني من لحظة رأيتكِ بأول مرة”.
الفتاة: “لا عليك”.
اقرأ أيضا:
قصص واقعية في الاستغفار “وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”
قصص واقعية عن الحسد مؤثرة وحقيقية على لسان صاحبتها الجزء الأول
قصص واقعية عن الحسد مؤثرة وحقيقية على لسان صاحبتها الجزء الثاني والأخير
احلى موقع