[the_ad id="40345"]
قصص وعبر

قصص وعبر بعنوان كوب من القهوة

من أقيم أنواع القصص قصص وعبر، هذه النوعية من القصص ذات قيمة فعالة وأثر فعال على حياتنا. علينا دوما أن نأخذ بنهج من سبقونا، ونوقن دوما أن هذه الحياة في غاية القصر، لذا علينا قبل انقضاء أعمارنا تحقيق ما يبلغنا غايتنا بالدار الآخرة.

القصــــــــــــــــة:

قصة من أفضل قصص وعبر على الإطلاق….

يحكى أنه في يوم من الأيام قرر أصدقاء الجامعة الالتقاء ببعضهم البعض، كانت قد مضت سنوات طوال على تفرقهم فمنذ سنوات الجامعة نادرا ما التقى أحدهم بالآخر بسبب ضغوطات الحياة، واتفقوا جميعا على مكان اللقاء وهو منزل أستاذهم الجامعي والذي كان قد تقاعد من سنوات مضت؛ كانوا جميعهم يكنون له كل احترام وتقدير وحب نظرا لما قدمه لهم على مدار سنوات تعليمهم على يديه، وبعد انقضاء سنوات التعليم وتخرجهم كان لا يتأخر عن نصحهم وإرشادهم للمضي قدما بالحياة وتحقيق نجاح وراء نجاح وانتصار وراء انتصار.

كان كل واحد من الأصدقاء قد استطاع بناء نجاحه الخاص بحياته الشخصية واستطاع الوصول إلى مكانة مرموقة، قرروا استذكار الأيام الخوالي والاجتماع ببعضهم البعض والاطمئنان على أستاذهم الفاضل.

وها قد جاء موعد اللقاء وبعد تبادل أجمل عبارات التحية، شرع كل منهم في سرد لمحات عن حياته وجميعهم تطرقوا للحديث عن مصاعب الحياة وكم الضغوطات التي يتعرض لها على مدار اليوم وعن مدى استمرارها وتجددها ولكن بأشكال مختلفة، شرع كل منهم يتذمر للآخر ويشكو عن مدى التوتر الذي يلاقيه بسبب المشاكل التي لا تنتهي، غاب عنهم أستاذهم لقليل من الوقت بعدما استأذن ودخل إلى إحدى الغرف بمنزله.

وبعد مدة قليلة من الزمن عاد إليهم وكان يحمل إبريقا مليئا بالقهوة الساخنة مع عدد من الأكواب والتي كانت مختلفة عن بعضها البعض، مختلفة في الشكل والحجم واللون، كان من الأكواب ما هو متميز عن البقية بكونه فاخرا براقا سارا للناظرين خاطفا لأبصارهم، ومنها من كان أقل من العادي أكواب زجاجية عادية للغاية، وبعضها كان أكوابا بلاستيكية؛ وبكل تأكيد العيون تلمع عند النظر إلى الشيء الجميل على عكس ازدراءها للشيء القبيح، وهذا تحديدا ما لاحظه الأستاذ على طلابه.

شرع أستاذهم في الحديث معهم فغفلوا لحظيا عن مقارنة الأكواب بأبصارهم، وطلب منهم المعلم أن يستمتعوا بشرب القهوة الساخنة التي أعدها لهم خصيصا بنفسه، كما أنه طلب منهم أن يصبوا القهوة لأنفسهم بأنفسهم في الأكواب التي أمامهم، وبالفعل شرع كل منهم في الإمساك بالكوب الذي أمامه حتى وإن كان غير راضيا عن شكله، وفعلوا ما فعلوه نظرا للحرج الذي سيقعون فيه إن استبدل أحدهم الكوب الذي أمامه بكوب أعجبه ولكنه بعيدا كل البعد عنه.

كان يلاحظ الأستاذ نظرة عدم الرضا في عيون بعض طلابه، أما من كان نصيبه الأكواب الجميلة كان سعيدا للغاية وكانت تظهر على ملامحه علامات الفرح والشعور بالانتصار والتميز على الآخرين!

كان الأستاذ يلاحظ كل حركة ونظرة في صمت تام، يريد أن يستشف الصورة كاملة، ساد الصمت لقليل من الوقت ولم يقطع الصمت الطويل إلا حديث الأستاذ قائلا: “أتعلمون أن هذه المجموعة من أكواب القهوة هذه الرائعة قد أهديت لي من خارج البلاد، آثرت أن أضيفكم بها، وعلى الرغم من أن عددها قليل للغاية مقارنة بعددنا وترددي في إخراجها إلا إنني آثرت إخراجها وتقديمها لكم، والأكواب الأقل من العادية في العادة قل ما نستخدمها لأنفسنا بالمنزل فزوجتي تسعى دوما وراء كل جديد ولاسيما لضيوفنا وخاصة الأعزاء، ترون أنه من الطبيعي أن يريد كل منا الأفضل لنفسه، والأفضل على الإطلاق، ونسعى جاهدين للحصول على الأفضل وهذا السبب الذي يجعلنا دائما في قلق وتوتر وفي صراع لا يتوقف عند حد، أريد أن أعلمكم شيئا وحيدا، إن ما ستتناولونه هو القهوة، القهوة وحسب وليس الكوب الذي ستتناولون من خلاله القهوة، جميعكم أردتم الكوب الأجمل من بينهم على الإطلاق لنفسه، فهل غير الكوب الأفضل والأجمل على الإطلاق طعم القهوة التي بداخله؟!

إن الأكواب الجميلة باهظة الثمن فريدة الشكل لا قيمة لها إن كان بداخلها قهوة سيئة المذاق، وهل لاحظتم نظرة كل منكم إلى الكوب الذى بيد صديقه الآخر؟!

دعونا نتخيل أن الحياة هي القهوة، وبالتالي فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية في الحياة نعتبرها هذه الأكواب، فكل منهم مجرد أدوات وسائل لتحقيق الغايات، ولكننا نصر على الأدوات ونسعى لأجلها لا للغايات.

ولذلك فإنكم حينما تركزون على الأكواب وحسب، الفنجان فإنكم حينها تهتمون بالأدوات وحسب، اتركوا كل هذا القلق والتوتر الذي يشغلكم عن التفكير في الهدف والغاية الحقيقية من تواجدكم بهذه الحياة، وتذكروا قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة الذاريات: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ، فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ، فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ).

ومن أقوال بعض الحكماء: (عجبا للبشر… ينفقون صحتهم في جمع المال، فإذا جمعوه أنفقوه في استعادة الصحة التي ضيعوها لأجله؛ ويفكرون في المستقبل بقلق وينسون الحاضر فلا استمتعوا بالحاضر ولا هم عاشوا المستقبل؛ وينظرون إلى ما عند غيرهم ولا يلتفتون لما عندهم فلا هم حصلوا على ما عند غيرهم ولا هم استمتعوا بما في أيديهم؛ خلقوا للعبادة وخلقت لهم الدنيا ليستعينوا بها على العبادة، فانشغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له)!

وللمزيد من قصص وعبر يمكننا أخذ الفائدة منها من خلال:

قصص وعبر بعنوان ذكاء وفطنة وحكم عادل أساس في الملك

وأيضا/ قصص وعبر بعنوان التاجر الدمشقي ودعوة أم!

قصص وعبر تعم بالحكمة والموعظة من أجمل ما ستقرأ يوما

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى