قصص وعبر تلمس عاصرنا الأليم
إن عصرنا الحالي هو أسوأ العصور التي مرت على الأمة الإسلامية على مر العصور، وعلى الرغم من تاريخ أمتنا الإسلامية الطويل ومراحله العديدة إلا إننا وبكل أسى نعيش أسوأ مراحله على الإطلاق.
من المؤسف ألا تجد مكانا به مسلمين إلا وترى الظلم والاضطهاد لهم، علاوة على سفك دمائهم واستباحة أعراضهم، وبكل أسف وأسى بقية المسلمين من حولهم لا يملكون القدرة على مد يد العون إليهم ولا رد الظلم عنهم ولا حتى مجرد التفكير في الثأر للانتقام لهم.
لنا الله سبحانه وتعالى وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ عن أبي عبد السلام.. عن ثوبان قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها”، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟! قال: “بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»”، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟!، قال: “حب الدنيا، وكراهية الموت”.
القصــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص وعبر على الإطلاق…
روي أنه حينما مات أحد من خلفاء المسلمين اجتمع حكماء الورم مع بعضهم البعض، وكان الاجتماع هدفه الأساسي والوحيد استغلال الفرصة الراهنة حيث أن المسلمون سيشتغلون ببعضهم البعض ويختلفون فيما بينهم، وذلك يمكنهم من الإغارة على المسلمين والوثوب عليهم.
وكان من بينهم حكيم أبى الفكرة المطروحة كليا، وعندما سألوه عن سبب رفضه، فلم يرد على سؤلهم ولكنه أمر بإحضار كلبين عظيمين وقام وحرض بينهما فاشتبكا الكلبان مع بعضهما البعض بوحشية حتى سالت دمائهما، ومن ثم أمر بالإتيان بذئب وخروجه على الكلبين!
وما إن رأى الكلبان الذئب حتى تناسيا الخلاف الذي بينهما وتآلف قلبيهما وانقضا على الذئب فقتلاه!
فقال الحكيم لجمع الروم: “لايزال الهرج قائما بين المسلمين فيما بينهم البين ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم، فإذا ظهر تركوا العداوة بينهم وتآلفوا على عدوهم”.
وما كان من حكام الروم إلا أن سمعوا كلام الحكيم الذي بينهم وتركوا المسلمين.
ولكن يبقى السؤال المرير الذي يفطر قلوبنا، هل هذا حقا حال حكام مسلمي اليوم؟!
هل حقا صدق ظن الرومي وتحليله لهم؟!
ولكني ومن وجهة نظري لا أجزم ذلك، فكل حاكم كل ما يعنيه الكرسي وبقائه على الكرسي وحسب حتى وإن قدم الغالي والنفيس في سبيل ذلك، حتى وإن استعان بأعداء الدين الروم أنفسهم على المسلمين.
اقرأ أيضا: قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”
القصـــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــة:
من أجمل قصص وعبر على الإطلاق…
جاءنا في الخبر أنه عندما كان “صلاح الدين الأيوبي” صغيرا وكان ذات مرة يلعب في الشارع مع من مثله من الصبية الصغار، عندما لاحظه والده فأخذه من بين الصغار ورفعه بين يديه عاليا وقد كان طويل البنيان، وقال له والده: “ما تزوجت أمك وما أنجبتك لتعلب مع الصبية؛ ولكني تزوجت بأمك وأنجبتك لتحرر المسجد الأقصى”!
وفجأة تركه والده من بين يديه فسقط أرضا، ونظر إليه والده ورأى ألم السقوط على وجهه فسأله: “آلمك السقوط؟!”
فأجابه صلاح الدين: “نعم لقد آلمني”.
فسأله والده متعجبا: “ولماذا لم تصرخ؟!”
فأجباه ابنه قائلا: “ما كان لمحرر الأقصى أن يصرخ”!
اقرأ أيضا: قصص وعبر تليجرام 5 قصص من أجمل ما يكون!
القصــــــــــــــــــــــة الثالثــــــــة:
أقوى مبارزة شعرية على الإطلاق حيث تفننوا في وصف حالنا العربي الإسلامي ومدى الخنوع الذي وصلنا إليه ولاسيما في أيامنا الحالية هذه…
حينما غنت المطربة “فيروز”…
الآن الآن وليس غـــــــــــــدا
أجراس العـــــــــــودة فلتقرع.
فرد عليها الشاعر “نزار قباني” قائلا:
من أين العـــــــــــودة فيــــروز
والعــــــــــــودة تحتاج لمدفع
عفـــــــــــــــوا فيـروز ومعـــــذرة
أجــراس العـــــــــــــودة لن تقرع
خـــــــازوق دق بأســـفلنا
من شـــــــــــرم الشيـخ إلـــى سعسع
وإذا بالشاعر الفلسطيني “تميم البرغوثي” يرد عليهما قائلا:
عفــــــــــــــوا فيـروز ونـــزار
فالحــــــال الآن هـــــــــو الأفـظع
إن كان زمــــانكما بشــــــــــــع
فزمـــــان زعـامتنا أبشــــــــع
أوغـــــــــــــاد تلهو بأمتنـــــا
وبلحم الأطفـــــــال الرضـع
والمـــــــــوقع يحتــــــــاج لشعـــــب
والشعــــــــب يحتــــــاج لمدفـع
والشعــــــــــب الأعزل مسكـــــــــين
من أين سيأتيــــــــك بمــــــــدفع؟!
فرد الشعر العراقي على كل من المغنية فيروز والشاعر نزار قباني والشاعر تميم البرغوثي قائلا:
عفــــــــــــــــــوا فيــــروز ونـــزار
عفـــــــــــــــوا لمقامكمــــــــا الأرفع
عفوا تميـــم البرغــــــــــــوثي
إن كنت سأقـــــــــــول الأفــظع
لا الآن الآن وليـــــــــس غدا
أجــــــراس التاريـــــخ تقــــــــرع
بغــــــــــــداد لحقـــت بالقــــــدس
والكل علـــى مرأى ومسمـــــــــــع
والشـعب العـربي ذليــل
ما عـــــــاد يبحث عن مدفـــع
يبحث عن دولار أخضــــــــــــر
يدخل ملهـــى العروبــــة أســـرع
فرد عليهم جميعا الشاعر السوداني “قيس عبد الرحمن عمر” قائـــــــــــــلا….
عفــــــــــــــوا لأدبــــــاء أمتنـــــا
فالحــــــــال تدهور للأبشـــــــــع
فالثـــــــــورة ما عــــــادت تكفي
فالسفـــــلة منهـــا تستنفــــــع
والغيــــــــــرة ما عــــادت تجذبنـــــــــا
النخـــــــــوة ماتـــت في المنبـــــــع
لا شيء عــــــــــــاد ليربطـــــــــنا
لا ديــــــــن بات يوحدنــــــــا
لا عــــــــــــرق عـــــــــاد فيتــــــــــرفع
عفـــــــــــــــــوا أدبــاء زمـــاني
فلا قــــــــــلم قد بــــات يوحــد أمتنـــــا
والحـــال الآن هـــــــــو الأبشـــــــع
فجاء رد الشاعرة والسودانيــــــــــة أيضا “سناء عبدالعظيم” قائـــــــــلة….
عفــــــــــــــــــوا فيروز ونزار
عفــــــــــــــــــوا لمقامكما الأرفع
عفــــــــــــــــــــوا لتميم وعراقي
إني بكلامـــــــــــــــــك لم أقنع
عفـــــــــــــــــــوا لأخينا ســــ وداني
من أيـــد شــــــــــــعراء أربــع
النخـــــــــــــــــــــــــــوة لازالت فينا
شـــــــــــــيبا شبانا أو رضـــــــع
سنـعــــــــــود نعــــــــــود كما كنا
وستــــــــــرف أمتنا الأشـــرع
وتســـــــــــير سفينة أمــــــــــتنا
وتـــخوض الموج ولن تصــــرع
ونقــــــــــــــــــود الناس كما كنا
في عهـــــــد محـمد لم نجـزع فيـــــروز انتظري عـــــــــودتنا
كادت أجراســــك أن تقـــرع
قباني صـــــبرا قبــاني
المـــــدفع يحتاج لمصنــع
والمصنع أوشـــــك أن يبنــى
والخيــــــر بأمتنا ينبــــــــع
عفـــــوا لتمـــــــــيم البرغوثي
فالشعــــــــب محــــال أن يقــنع
مهــــلا لعراقـــــي شاعرنــــا
أجــــــــــراس التاريخ ستقــــرع
وتعـــــــــود القدس وبغــــــــداد
ونصلي فـــي الأقصـــــى ونركــــــــع
لن نرضى أبـــــــدا بالــــــــذل
وقريبـــــــا للشـــــام سنرجــــع
سنعــــــــــــود لنــهج محمـــــــدنا
ولــــــــنهج صحابته الأرفــــــــــــــع
ويعود المجد لأمتنــــــــــــــا
ونــــقود الدنيــــــا نتربـــــع
فــــالله وعــــــــــدنا بالنصر
إنا للنصر نتطلع
سيعــــــــــــود العـــز لأمتنـــا
ولغيــر الله لن نخضـــع
اقرأ أيضا: 5 قصص وعبر دينية غاية في الروعة