قصص وعبر حقيقية للتائبين قصة شاب يكتبها في رسالة ويبعث بها للشيخ خالد الراشد
قصص وعبر حقيقية للتائبين
يا من يراني على ذنبي ودوما يمهلني، جد علي بعفوك إن الذنب قد أشقاني، فإنك تعلم يقينا كم ظلمت نفسي ظلما كثيرا، وأعلم يقينا أنه لا يغفر الذنوب إلاك يا الله، فاغفر لعبد ضعيف أعياه الهوى، وارحم يا الله فإنك أهل لذلك.
قصة توبة شاب
كتب شاب قصة توبته في رسالة وأرسل بها إلى الشيخ “خالد الراشد”، ليتعظ الجميع منها ولا يسلك غيره نهجه حتى لا يصيبه ندم شديد مثلما أصابه، وربما يضيع ويفوت به الأوان…
قضيت سنوات من عمري في الضياع والمعاناة من كل شيء، لم أجد متعة في أي شيء مهما بحثت وجربت كل جديد، أبلغ من العمر سبعة وعشرين عاما، قبل ذلك لم أصادق إلا أصدقاء سوء زينوا لي حب الدنيا وحب شهواتها، لا أتذكر يوما واحدا سجدنا به سجدة واحدة لخالقنا، أعياني وأوجع قلبي نهجهم، كنت في البداية مثلهم لا أختلف عنهم في أي شيء إلا كوني من عائلة فقيرة عنهم بكثير، ولكن على الرغم من كل ذلك إلا أنني دائما ما كنت أتحمل عنهم مصاريف سهراتنا.
لقد كنا دائما مغيبين بسبب الخمور التي كنا نشربها على الدوام، حياتنا عبارة عن سهر وخمور ومحادثة النساء، نسهر ليلا وننام نهارا، صادقتهم وتفننوا في ارتكاب كل المعاصي، كل ما يخطر على قلب بشر وشيطان؛ وما إن أنهينا كل ما يمكننا فعله ببلادنا سافرنا لبلاد الخارج حيث كل شيء مباح حتى أمام أعين الناس، تلذذنا بكل شيء وتفننا فيه، كنا أساتذة في أمور النصب والاحتيال من أجل الحصول على الأموال التي تكفي سهراتنا اللامتناهية.
تكبدت عائلتي بالديون من تصرفاتي، وما إن نفدت كل حيلي وتوقفت عن إغداق المال عليهم تركوني ورحلوا، ولكني لم أستطع ترك الطباع التي تعلمتها وأتقنتها عنهم، صادقت غيرهم لا يختلفون عنهم في أي شيء؛ سافرنا إلى إحدى البلاد الآسيوية لفعل كل ما يحلو لنا، وبعد وصولنا بيومين اثنين وجدت صديق من أصدقائي الجدد يخبرني شيئا في غاية الأهمية: “لقد راودني حلم، لقد رأيت أن كل هذه البلاد تحترق بالنيران، ونحن كنا معهم، سأرحل على متن طائرة اليوم”، لم يستطع أي منا إقناعه فقد كانت تسيطر عليه حالة من الرعب والذعر، وجدت نفسي أرغب في العودة معه وترك العالم المليء بالفسق والفجور.
ولأول مرة بعد سنوات طوال عدت منزلنا، لأجد أهلي غارقين في الديون التي سببتها لهم، الأموال التي اقترضتها وسرقتها من أجل إمتاع أصدقائي الذين تخلوا عني فور انقطاعي عن تقديم المال لهم، بكيت كثيرا أول ما جاءت عيني بعين أمي، أسرعت وغمرتني بحضنها الدافئ حينها ولأول مرة أشعر بالأمان التام، أطعمتني وسقتني وجعلتني أنام حتى رحلت، ولكنني أتذكر ذلك اليوم جيدا ادعيت النوم ولكن الحزن الذي أوجع قلبي واعتسره عسرا لم يجعل النوم يعرف لي طريق، جلست مع نفسي وأخذت أفكر طويلا بكل السنوات التي أضعتها من عمري، وبما قدمت يداي وجنته أسرتي وخاصة والدتي التي لا تستحق مني ذلك.
وفي آذان الفجر وجدتها تطرق علي الباب ولم أكن نمت من الأساس، فتحت الباب ودخلت وكانت تحمل بيدها شريطا لأحد المشايخ الكبار، سمعته باهتمام شديد، وجدت وكأن كل كلمة به موجهة لي تماما، وكأن الشيخ يحدثني شخصيا، عاهدت الله سبحانه وتعالى ألا أعصيه ثانية، وطلبت منه أن يعينني على أمري وأن يقبل توبتي، وأن يحول بيني وبين المعاصي.
لقد كانت والدتي بكل ليلة تصلي وتتضرع لخالقها أن يردني إليها ويهديني الصراط المستقيم، واستجاب الله سبحانه وتعالى وردني إليه وإليها ردا جميلا، ومنذ ذلك اليوم انصلح حالي، وأصبحت انتقل من حال أفضل لأفضل منه، حصلت على وظيفة لم أكن لأحلم بمثلها يوما، وحاباني الله سبحانه وتعالى فتاة صالحة تقدمت لخطبتها والزواج بها، وقد عوضني الله سبحانه وتعالى عن كل شيء، سددت أسرتي كل الديون، وساعدوني على إيجاد طريقي بالحياة وتقديم رسالتي التي خلقني الله من أجلها، مهما عبرت بالكلمات عما أشعر به حاليا من راحة نفسية وطمأنينة وسكينة لن أستطيع توصيل ما بداخلي، ولكن الحياة مع الله ما أعظمها وأحلاها من حياة.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
3 قصص وعبر مؤثرة قصيرة خذها حرزا من الدنيا لآخرتك
قصص وعبر إسلامية طويلة شاب أضاع حياته مقابل عشر دقائق مضت من عمره
قصص وعبر حقيقية للبنات موجعة للقلوب