قصص وعبر

قصص وعبر لن تندم على قراءتها!

إن القصة ما هي إلا حكاية تتخذ هيئة أشخاص وأحداث تتحرك، وهي نوعا من نوعين إما حقيقية وإما من نسج الخيال. ووسيلة القصص من أهم الوسائل في حياة الإنسان، فلا يمكننا أن ننكر أن النفس البشرية تميل بطبعها إلى سماع القصة، ويرجع ذلك لأسباب عديدة ومتنوعة منها: نجد في القصة انفعال لمشاعر النفس بالمواقف حين يتخيل الإنسان منا نفسه داخل أحداث القصة نفسها.

نجد أن الإنسان يميل للمشاركة الوجدانية بطبعه لأبطال القصة، مما يثير ذلك داخل نفسه من مشاعر وأحاسيس. دوما تأنس النفوس البشرية بالاقتداء، فنجد أن القارئ سواء كان أو المستمع يجد نفسه يقتدي بأبطال قصته فالكلام النظري إذا دعم بقصة أحبه القارئ والمستمع على حد سواء.

القصــــــــــــــــــة الأولى:

بيوم من الأيام شكى رجل لزوجته من سوء حفظه للقرآن الكريم ، فأقسمت له زوجته أنه لو حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال سنة واحدة لتزوجنه بنفسها زوجة ثانية!

وما كان من زوجها إلا أنه حفظ القرآن كاملاً في ستة أشهر  وحسب، وحينما أبلغها بالأمر وحمل لها البشرى فاجأته بأنها صامت ثلاثة أيام تكفيرا عن قسمها.

أبيات من الشعر تحكي قصة هذين الزوجين…

شكا رجلٌ لزوجتِه همومًا

فقالَ لها أرى في الحفظِ عُسرا

فقالتْ يا حبيبي خُذْ حلولي

وقدْ حاكتْ له في الليلِ أمرا

إذا حفظَ الحبيبُ كتابَ ربّي

فزوجتُهُ تزوّجُهُ بأُخرى!

ولمّا حقّقَ المطلوبَ منهُ

وجاءَ لها وفي الكفّينِ بشرى

حفظتُ كتابَ ربّي يا حياتي

فقالتْ زادَكَ الرّحمنُ قدرا

وقد أقسمتُ لو أتممتَ حفظًا

سأخطُبُ حرّةً حسناءَ بِكرا

ولكنّي رأيتُ الصومَ يعلو

على النسوانِ إيمانًا وطهرا

فصمتُ ثلاثةً تكفيرَ ذنبٍ

وأسألُ خالقي يعطيكَ أجرا

فهذا يا حبيبي بعضُ حبي

وبعضُ محبّتي تأتيكَ مكرا

واقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من الحياة واقعية من خلال: قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”

القصـــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــة:

من قصص وعبر بها الكثير من الفائدة والموعظة…

قالت العرب قديما إن أعذب الشعر أكذبه!، ومن أكذب ما قيل في الشعر، قال “المتنبي”: (بعيني رأيت الذئب يحلب نملة ويشرب منها رائق اللبن)!

إن نظرنا للكلمات وتفكرنا في معانيها نجدها خارج المألوف كليا، ولا يقبلها أي عقل على الإطلاق، كان لهذا البيت قصة…

بيوم من الأيام مر “المتنبي” على بائعة سمن فقيرة معدمة، كانت تبيع رطل السمن بعشرة دراهم، فأتاها رجل غني فاشترى منها عشرة أرطال من السمن، وأبى أن يدفع لها سوى عشرة دراهم، وأخذ السمن عنوة ومضى!

فأخذت المرأة تبكي وتندب حظها وتنادي عليه ولكنه لم يستجب لها، فنادى المتنبي عليه ولكن بلا فائدة أو جدوى، فأنشد المتنبي بيت الشعر.. (بعيني رأيت الذئب يحلب نملة ويشرب منها رائق اللبن)!

واقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من الحياة واقعية من خلال: قصص وعبر قصيرة تويتر قصة الشاب الصالح وتاجر المخدرات وقصة المزارع الكسول

القصـــــــــــــــــــة الثالثـــــــــــــة:

من أجمل قصص وعبر على الإطلاق…

كتب “ابن خلدون” في المقدمة..

لقد أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة والغلظة، بينما أكل الأتراك الخيل فأخذوا منها القوة والشراسة؟

أما عن الإفرنج فقد أكلوا الخنازير فأخذوا منها الدياثة، وأكل الزنوج القرود فأخذوا منها حب الطرب.

وقال “ابن القيم” رحه الله تعالى في هذا الباب: (كل من ألف ضربا من ضروب الحيوانات اكتسب من خلقه وطبعه، فإن تغذى على لحمه كان الشبه أقوى).

بكل تأكيد تتساءل عن حالنا في أيامنا هذه، فبكل أسى لقد أكثرنا من أكل الدجاج البيضاء، أكلناها فأكثرنا البقبقة والصياح فتكالبت علينا الأمم، فأخذنا من الدجاج الكسل والمذلة وطأطأة الرأس وعدم التحليق بأعلى السماء، والثرثرة والصياح على الدوام.

واقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من الحياة واقعية من خلال: قصص وعبر بعنوان ومن عرف الله لم يبق له رغبة فيما سواه

القصـــــــــــــــــة الرابعـــــــــــــــــــة:

تعتبر أيضا من أجمل قصص وعبر على الإطلاق…

وصف “ابن بطوطة” المسلمين بإفريقيا السوداء وذلك قبل أن يصل إليهم الأوروبيين بهمجيتهم وتوحشهم فقال…

من أجمل ما اتصفوا به قلة الظلم فتجدهم أبعد الناس عنه، وسلطانهم لا يسامح أحدا ولا يعفو عنه في شيء منه، مما يتميزون به دونا عن غيرهم شمول الأمن ببلادهم، فلا يخاف المسافر فيها ولا المقيم بها من سارق ولا حتى غاصب.

لا يتعرضون لمال من يغادر الحياة من البيض ببلادهم ولو كانت قناطير مقنطرة من الذهب والفضة، ولكنهم يتركونها بين يدي من هم ثقة من البيض مثله حتى يأخذها مستحقها.

يواظبون على الصلوات ويلتزمون بأدائها في الجماعات، ويضربون أبنائهم عليها؛ وإن كان اليوم جمعة ولم يبكر امرأ منهم إلى المسجد ما وجد مكانا يصلي فيه من كثرة الازدحام وكثرة عدد المصلين؛ ومن عاداتهم أن يبعث كل امرئ منهم غلامه بسجادة صلاته، فيبسطها له بالمسجد ريثما يصل إليه، وسجاداتهم يصنعونها من سعف شجر يشبه النخل غير ألا ثمر له، ومن عاداتهم يوم الجمعة أن لباسهم فيها البيض الحسان، ومن لم يملك منهم إلا قميصا خرقا غسله ونظفه وصلى به الصلاة.

ومن أهم اهتماماتهم عنايتهم الشديدة وحرصهم على حفظ القرآن الكريم، فيجعلون القيود لأبنائهم إن قصروا يوما في الحفظ، ولا يفكون عنهم القيود حتى يحفظون.

فدخلت بيوم العيد على القاضي فوجدت أبنائه مقيدون، فطلبت منهم أن يسرحهم ويفك قيودهم فقال لي: “لا أفعل حتى يحفظوا القرآن”؛ ورأيت يوما شابا حسن الصورة عليه ثياب فاخرة ولكن رجله مقيدة، فسألت من كان بجانبي بحيرة وتعجب: “أقتل أحدا؟!”، ففهم ما أردته وضحك وقال: “إنما قيد ليحفظ القرآن الكريم كاملا”.

واقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من الحياة واقعية من خلال: قصص وعبر قيمة من الحياة

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى