اعتدنا على أخذ العبر من قصص من سبقونا أو ممن يعاصرون حياتنا، ففي أخذ العبرة من كل قصة نجاة كبيرة من ابتلاءات عظيمة، يمكننا تجاوز كل ذلك بالتمعن بالهدف من كل قصة تقع بطريق حياتنا.
القصــــــة الأولى
رجل أتاه الله من ملكه الكثير والكثير، كان يحتل قمة الثراء، ولا يوجد بكل بلاده من هو أغنى منه.
كان يغدق بالنعم الكثيرة على أهله، والده وإخوته وزوجته وأبنائه، وكانت له أم طريحة الفراش لا يراها قط.
وذات يوم كان يجلس على عرش مملكته، يرقب أعماله من سفن بالميناء وعمال وإلى آخره، أتاه رجل صلاح ليدعوه للعمل إلى آخرته حيث أنها التي ستنفعه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ولكن الرجل الثري امتنع، أخبره أنه لا حاجة إليه للصلاة فهو يملك كل شيء، يملك كل ما يتمناه أي إنسان وأكثر، يملك أسرة محبة له والأموال الطائلة.
عرض عليه الرجل الصالح فكرة تثبت صدق ما يقول، وافق الرجل الثري على فكرته؛ قام بوضعه داخل تابوت وجاء بأربعة من الرجال حملوا التابوت، وذهبوا به لأهله ومعهم الرجل الصالح.
كانوا مجتمعين جميعا، أخبرهم الرجل الصالح، لقد توفي إثر حادث مرير تعرض إليه، جميعهم بكوا عليه أِد البكاء،، كان الرجل الثري بالتابوت يسمع كل شيء.
قال أحد إخوته: “نريد أن نراه”.
فأجاب الرجل الصالح: “لن يتمكن أحد من رؤيته، فهو الآن داخل التابوت ومعه ثعبان عملاق حيث أنه كان تاركا للصلاة، ولم يقبل على صلاته ودعائه طوال حياته ولا مرة واحدة؛ ولكن يمكنكم مساعدته، فبإمكان أحدكم إن لمس قدميه يعطيه البعض من أيام عمره المتبقية”.
الجميع أبوا أن يعطوه ولا يوما واحدا من عمره، لا إخوته ولا أبيه ولا حتى زوجته وأبنائه؛ تذكر الرجل الثري كلام الرجل الصالح عندما أخبره أن مالك وأهلك لن يدخلوا معك القرب، وإنما عملك الصالح فقط من سيؤنسك بالقرب وينير لك إياه.
الجميع تنكروا له على الرغم من معاملته الحسنة لكل منهم، بقيت واحدة أمه، جاءت على عجل شديد، وطلبت من الرجل الصالح أن تؤتي ابنها كل ما تبقى من عمره حتى يعود للحياة ويعمل الكثير من الصالحات ليلقى ربه سبحانه وتعالى راضيا عنه.
خرج الرجل الثري من تابوته والدموع تتساقط من عينيه، خر على الأرض يقبل قدمي والدته التي منذ أن رقدت بالفراش نسي أمرها تماما، انتبه لصلاته وعمل الصالحات، ولم يعد ينفق كل وقته وأمواله على عائلته وأسرته حيث أنهم لو يكونوا على قدر الظن الذي كان يضعه بهم؛ لقد خذله الجميع إلا والدته التي في الأساس خذلها هو من قبل.
شكر الثري الرجل الصالح على أجمل نصيحة قدمها له فادته بحياته قبل مماته، فأصبح يأخذ من الحياة ما يزود به رحلته للآخرة.
اقرأ أيضا: 3 قصص وعبر نهاية الظالمين حقيقية مؤلمة
وأيضا: قصص وعبر وحكم يوتيوب لن تندم مطلقا على قراءتها!
القصــــــة الثانيــــة:
امرأ لم تفوت فرصة قط إلا ونكدت على حياة زوجة ابنها الوحيد، كان ابنها بالسجن بسبب ديون أخذها من البنك في زواج أخته الكبرى، لم يوفق في السداد فحكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف.
ولأن أهل الزوجة لم يكونوا على علم بما حدث لزوج ابنتهم، ولم تخبرهم ابنتهم بذلك أيضا كانت والدة زوجها تثقل عليها الحمل لأنها على يقين بأنها لن تذهب لأهلها ولا العيش معهم.
كانت تقسو عليها في المعاملة دوما لدرجة أن الزوجة دوما ما كانت تذرف الدموع، لم تستطع الإفلات من والدة زوجها ولا ابنتها الصغرى.
كانت تعمل وتأخذا منها أموالها رغما عن أنفها وعنوة أيضا، مرت العام والنصف عليها بهذا الشكل، بكل يوم تتألم ولا تجد الفرصة لمسح دموعها عن وجهها حتى.
وبيوم من الأيام كانت ابنتها تنظف الشرفة فسقطت من الدور الخامس، لم تفارق الحياة بل ظلت بها لتعاني شر ما صنعت من ظلم لزوجة أخيها دون سبب.
كانت في غيبوبة احتاجت إلى سبعة عمليات جراحية، وحتى بعد إجراء كل العمليات نسبتها في الشفاء قليلة جدا؛ توسلت والدة الابنة لزوجة ابنها أن تصفح وتعفو عن كل ما بدر منها هي وابنتيها تجاهها، كادت أن تقبل على يديها ولكن زوجة ابنها كانت صالحة سالت الدموع من عينيها واحتضنتها بشدة، وقفت بجوارهم جميعا حتى أنها قامت ببيع ذهبها لتعطي زوجها الأموال اللازمة للعمليات.
اقرأ أيضا: قصص وعبر للعقول الراقية بعنوان دائما يكون الجزاء من جنس العمل
قصص جميله ومفيده جدآ
شكرا لكم لقد استفدت من هذه القصص الجميلة
روعة لقد استفدت كثيرا