قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج13
ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج13
التقت “منى” بالموظفين بالعمل، وبرئيس القسم والذي بدا لها من وجهة نظرها بأنه رجل حاسم للغاية، ولكنه ليس بالسيء على أي من الأحوال، ولكنها قالت في قرارة نفسها: “لم أعد أثق على الإطلاق في ذلك النوع من البشر”، وتقصد بذلك جنس الرجال!
وبينما كانت تجول داخل ذهنها إذا بالباب يطرق، إنه نائب الرئيس، وكيف لها أن تنسى أن تلتقي بنائب رئيسها بالعمل؟!
منى في نفسها: “إنه نائب الرئيس كيف لي ألا ألتقي به؟!، لقد تأخر، يا الله من المحتمل أنني سأعتمد على حظي من الآن فصاعدا، إنه هو!.. عمر لقد تأخرت كثيرا، وربما أنا من تأخرت هذه المرة”.
الموظف بالشركة: “عمر باشا إنها منى السكرتيرة الجديدة هنا”.
عمر: “كيف حالك أستاذة منى؟!”
منى بأعصاب هادئة للغاية: “أهلا بك”، وأدارت إليه ظهرها وانصرفت لمكتبها، ولكنها كانت تشعر بنظراته الثاقبة وهي تخترقها خرقاً.
منى في نفسها: “لا حرج عليك يا عمر، فإني مقدرة تماما حجم مفاجئتك من رؤيتي”.
عمر هم خلفها: “منى!”
منى: “أيمكنني أن أساعدك بأي شيء يا أستاذ؟!”
عمر: “أريد منكِ توضيحا عما يحدث هنا، كيف عملتِ بالشركة هنا؟! ومنذ متى وأنتِ تبحثين عن فرصة عمل؟!، والأهم من كل ذلك لم لم تعلمينني بالأمر؟!”
منى بعصبية: “ولماذا أخبرك بكل ذلك؟!”
عمر وقد احمرت عيناه: “من المفترض أنني زوجكِ يا أستاذة، أم نسيتِ ذلك يا زوجتي العزيزة؟!”
منى باستفزاز: “لا يا زوجي العزيز، إنني لست بزوجتك إنني أم الأولاد، أم الأولاد وحسب!”
عمر: “لست أفهم عليكِ شيئا، أتردين لي الصاع صاعين يا منى؟!”
منى بهدوء: “أتدري يا عمر، إنني سأخلعك”.
عمر: “ما الذي تتفوهين به؟!، مالك يا منى؟!”
منى: “مالي وكل عمري وقلبي وأجمل سنوات عمري ضاعوا عليك”!
عمر: “منى..”
منى: “انتظر قليلا، لا توجد هنا منى، فقد كان منها ونفذ؛ إنني هنا الأستاذة منى سكرتيرة المدير ولست سكرتيرتك الخاصة يا أستاذ عمر، ولو سمحت دعني أنجز أعمالي الآن”.
عمر: “أتسمحين لي بقول واحد ولا شيء بعده، لقد أصبحتِ جميلة للغاية”.
منى بحدة: “نعم؟!”
عمر: “منذ متى وأصبحتِ جميلة بهذه الطريقة المبهرة؟!”
منى: “من يوم أن ابتعدت عنك!”
عمر: “أتعلمين لن أرد عليكِ، فجمالكِ صرفني عن كل شيء”.
منى في نفسها: “ما أقبحك يا عمر ويا لشدة وقاحتك، أألآن تراني جميلة؟!
لم أتخيل يوما أنني سأتحدث معك بكل هذه الوقاحة، ومع كل وقاحتي تراني جميلة؟!، تراني جميلة لمجرد أن غطت الألوان الكاذبة وجهي؟!، أتفضل الألوان يا عمر أكثر من الطبيعي، إذاً لن أدعك ترى لونا بكل الحياة إلا لون واحد وهو اللون الأسود”.
مر على عمل “منى” بالشركة ثلاثة أسابيع، وقد كانت بكل يوم تتجاهل عمر على قدر استطاعتها، وبكل يوم يزداد تجاهلها له أكثر من اليوم الذي يسبقه، لقد شعر وكأنه سيفقد عقله وصوابه من تجاهلها له؛ كما أنها زادت عليه آلامه وتوجعه بأن حظرته من كامل وسائل الاتصال الخاصة بها، وقامت بتغيير رقم هاتفها الخاص، كاد أن يفقد برجا من عقله أما عنها فلم تكن لتبالي بحاله من الأساس.
وبيوم من الأيام اتصل عليها مديرها بالعمل على الهاتف واستعجل قدومها لمكتبه..
منى في نفسها: “أعلم جيدا أنني قد تأخرت في إنجاز بعض الأعمال، أرجو من الله ألا يعنفني، لأنه إن حدث ذلك لن أصمت حتى وإن كان في كلامي فصلي من العمل وبشكل نهائي، زمن الصمت قد مضى بلا رجعة”!
وما إن وصلت لمكتب مديرها، كانت قد أعدت بعض الأوراق، وكانت على أتم استعداد لتجهيز البقية، ولكنها أيضا لم تبدي أي أسباب لتأخيرها عليه في تسليمها..
منى: “أعلم أنني تأخرت عن تسليم بعض الأوراق، هذه بعضا منها و…”
قاطعها مديرها قائلا: “منى تتزوجين بي؟!”
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) الجزء التاسع
ولا تنسى الجزء الثامن: قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء الثامن
وأيضا: قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء السابع