لاقى المسلمين الاوائل الكثير من العذاب من اجل رفع رايات الاسلام عاليه ، لترفرف فوق البلدان وتعرضوا لاقوى انواع العذاب من المشركين والكفار ، وهاجر منهم يلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من هاجر الى الحبشة ، واقدم لكم اليوم في موقع قصص واقعية قصة هجرة المسلمين إلى الحبشة .
هجرة المسلمين إلى الحبشة
فلما كان مساء ذات ليلة مظلمة ، ولم يظهر فيها القمر واختفت النجوم ، اجتمع بعض المسلمين وتهيئوا للسفر الى الحبشة ، ومضوا في طريقهم وهم على ابلهم ، ومعهم بعض امتعتهم متجهين الى الحبشة ، كان من بين هؤلاء المهاجرين عثمان ابن عفان وزوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصل المسلمون إلى ساحل البحر الذي يفصل بين الحجاز والحبشة ، وكان اسمه بحر القلزم ” البحر الاحمر ” ، تجمع المسلمون على شاطىء البحر ، جاءت سفينتان كبيرتان ركب المسلمون في السفينتان ، وعبرت بهما البحر من جهة جدة حتى شاطىء الحبشة من الناحية الاخرى ، نزل المهاجرون الى الحبشة .
اقرأ ايضا من السيرة النبوية للأطفال قصة غزوة بدر الكبرى وأحداثها من قصص الأطفال عن السيرة النبوية
علمت قريش بهجرة بعض المسلمين إلى الحبشة ، فخافوا أن ينتشر الاسلام والدين فيها ويكثر اعدادهم ، بعث رجال قريش بسفيرين الى ملك الحبشة ، وكان عمرو ابن العاص وعبد الله بن ربيعه ، ومعهما الكثير من الهدايا لقساوسة الحبشة الذين يقومون على خدمة الكنائس هناك .
كما بعث رجال قريش بهدايا لملك الحبشة ، فرسا عربيا اصيلا وثيابا من الحرير الفخم ، طلب رجال قريش من السفيرين ان يرجوا الملك ملك الحبشة ان يرد ويطرد المسلمين من أرضه ، التقى سفير قريش بقساوسة الحبشة ، واعطيا لهم كثيرا من الهدايا ، طلب السفيران من القساوسة ان يسمحوا لهما بلقاء النجاشي ملك الحبشة ، ذهب القساوسة الى ملك الحبشة واخبروه ان رجلان من ارض الحجاز من مكة ، قد دخلوا الارض خفيه وان على الملك ان يطردهم ، بينما كان ملك الحبشة يجلس على كرسية ، وعلى راسه تاج كبير مزين بالجواهر دخل السفيران .
قال عمرو بن العاص : مولاي العظيم لقد قدم الى ارضكم رجال سفهاء ، دخلوا بلادكم خفيه تركوا دين ابائهم واجدادهم ، واتبعوا دين اخر ، فرق بين الناس جميعا ، وقال عبد الله بن ربيعة السفير الثاني :
- ونحن يا مولاي نخشى ان ينشروا دينهم في ارضكم ، فاطردهم من بلادكم ، استمع النجاشي ملك الحبشة الى سفيري قريش ، وكان القساوسة حاضرين ، ولانهم اخذوا الهدايا واعجبوا بها ، قالوا للملك :
- يا ملاي اطرد هؤلاء المسلمين من بلادنا ، خوفا على ديننا المسيحي منهم ، لكن لملك العادل النجاشي قال :
- – لا اطردهم حتى استمع الى هؤلاء المسلمين ، وامر دينهم الذي امنوا به ونبيهم الذي اتبعوه ، ثم امر جنوده ان يحضروا اليه المسلمين ليتحدث معهم ويستمع لهم .
جاء جنود الملك بالمهاجرين ، قال الملك لهم :
- من انتم ، وما هو دينكم ، ولماذا تركتم بلادكم ؟
- تقدم جعفر بن ابي طالب ، وقال :
- – يا مولاي العظيم ، كنا قوما نعبد الاصنام ونسىء الجوار ، يظلم القوى منا الضعيف ، فبعث الله الينا رسول منا ، يدعوا الى عبادة الله وحده وان نترك عبادة الاصنام ، لكن قومنا اعتدوا علينا ، وعذبونا فجئنا اليكم ضيوفا نطلب حمايتكم .
حاول عمرو بن العاص ان يثير الملك فقل له :
- يا مولاي العظيم ، انهم رفضوا ان يدخلوا الدين المسيحي ، اطردهم فهم يسيئون الى المسيح نبيكم .
اقرأ ايضا حجة الوداع ووفاة الرسول صلى الله علية وسلم
اتجه لملك للمسلمين وقال لهم :
- فماذا تقولون في عيسى ؟
- قال جعفر بن ابي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم :
- هو عبد الله ورسوله ، وروح منه القاها الى مريم العذراء ام عيسى رضى الله عنها ، وهنا سعد النجاشي بما سمع وقال للمسلمين :
- انصرفوا عيشوا في بلادي ، كما تشاءون فلن اسلمكم الى اعدائكم ، اتجه الملك العادل الى القساوسة وقال لهم :
- ردوا على سفيري قريش هداياهم ، فلست في حاجة اليها ، ان ما يدعوا اليه محمد بن عبد الله هو الذي بشر به عيسى وان تعاليم الاسلام والتعاليم المسيحية منبعها اله واحد ، شكر المسلمون ملك الحبشة على حسن ضيافته .
وعاش المسلمون المهاجرون في الحبشة كما شاءوا ضيوفا على اهلها ، كما جاءت الى الحبشة مجموعات اخرى من المهاجرين ، المسلمين واشترك بعض المسلمين مع اهل الحبشة في قوافل التجارة التى كانوا يذهبون بها الى الشام ومصر ، فقد كان هؤلاء المسلمون على علم بطرق التجارة ، وكان الاحباش سعداء بهم ويعاملونهم احسن معامله ، اطمأن المهاجرون في الحبشة ، وعلموا ان عدد المسلمين يتزايد في مكة اكثر بكثير ، وان عمر بن الخطاب قد اسلم فزادت قوة المسلمين لذلك ، وعاد المهاجرون المسلمون من الحبشة الى مكة بعد ان اعزهم الله ونصرهم ونصفهم الملك النجاشي العادل ملك الحبشة رحمة الله عليه .
شكرأ
جميل