أبو حليقة طبيب عربي نابغة قصة رائعة من تراثنا المجهول بقلم : أ.د. مصطفي رجب
نتناول معكم اليوم في هذا المقال من موقع قصص واقعية قصة رائعة من تراثنا المجهول تتحدث عن شخصية عظيمة وهو الطبيب العربي النابغة أبو حليقة ننقلها لكم في هذا المقال بقلم : أ.د. مصطفي رجب وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص نجاح .
أبو حليقة طبيب عربي نابغة
يجب علينا أن نعلم أن أوروبا تعلمت الطب العربي القديم واستفادت منه. وفي المكتبة كتاب جميل ذو طبعة أنيقة اسمه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء من تأليف طبيب عربي هو أحمد بن أبي أصيبعة.ووالد هذا المؤلف كان الطبيب الخاص للسلطان صلاح الدين الأيوبي وكذلك كان عمه رشيد الدين طبيبة مشهورة ومديرة لأول مستشفى للأمراض النفسية والعقلية في العالم وكان يطلق عليها اسم «البيمارستان» .
ويحكي لنا مؤلف هذا الكتاب كثيرة من الحكايات العجيبة، والقصص الغريبة التي حدثت مع أطباء العرب من قديم الزمان، وبخاصة تلك الحكايات التي حدثت في عصر المؤلف وشاهدها بنفسه، أو سمع عنها ممن شاهدها. ومن الأطباء النابغين الذين حكى لنا عنهم المؤلف الطبيب رشيد الدين أبو حليقة الذي توصل إلى علاج كثير من الأمراض الصعبة مثل:حصوة المثانة، وحصوة الكلى، وأمراض الشلل النصفي التي كانت تسمى حينذاك بالفالج).
كان أبو حليقة شابا ولكنه كان يتفوق بذكائه على كثير من أساتذته من كبار الأطباء الذين يخدمون السلطان. وكان من عادة السلاطين في ذاك الوقت أن يكون في حاشيتهم عدد كبير من الأطباء المهرة المشهود لهم بالكفاءة. وحدث ذات مرة أن مرضت جارية من جواري السلطان وكانت لها مكانة عزيزة في نفسه، فأمر أن يعالجها أكبر أطبائه. واجتمع الأطباء الكبار ومكثوا ثمانية عشر يوما يتداولون فيما بينهم في أمرها، حتى استقر رأيهم على أنها سوف تموت ولا أمل لها في الشفاء.وقالوا: من المصلحة أن نخبر السلطان بذلك حتى الايفاجأ بنبأ وفاتها.
فقال لهم ابن ابي حليقة: إنني أرى أنها لن تموت بسبب هذا المرض ولا أستطيع التوقيع معكم على الخطاب الموجه منكم للسلطان. فقال له كبيرهم: أنا أكبر منك سنا وأكثر خبرة، وقد باشرت علاج المرضى أكثر منك فيجب أن توافقني على ماسنكتبه فرفض وتردد الأطباء الآخرون ثم عادوا إلى الكتب والمراجع يبحثون من جديد عن أمل لشفاء الجارية فلما فشلوا وجهوا رسالة إلى السلطان بموتها. فأرسل لها مبعوثا خاصا ومعه نجار ليصنع لها تابوتا تحمل فيه إذا ماتت. فلما وصل المبعوث ومعه النجار سأله ابن أبي حايقة: ماهذا النجار؟ فقال مبعوث السلطان: جاء ليصنع تابوتا للمريضة. فقال الطبيب:أتصنع تابوتا لها وهي على قيد الحياة؟ قال: لا. ولكن بعد موتها.
فقال الطبيب :ارجع بهذا النجار وبلغ حضره السلطان أنها لن تموت بإذن الله بسبب هذا المرض، فلما كان الليل استدعاه السلطان وساله: بأي دليل ظهرلك ذلك دون سائر الأطباء؟ فقال: يامولانا السلطان أنا عملت لها تحاليل طبية وراجعت تاريخ مرضها فظهر لي أنها لن تموت بسبب هذا المرض. فأمره السلطان بعلاجها وحده دون سائر الأطباء. فعالجها وعاشت وزوجها السلطان وولدت من زوجها أولادا كثيرين. وكانت هذه الحادثة من الأسباب التي جعلت السلطان (الملك الكامل) يقرب إليه هذا الطبيب ويجعله طبيبه الخاص ويغدق عليه الهدايا في كل مناسبة. ومن يراجع تاريخ هذا الطبيب يجد كثيرا من القصص العجيبة عن الحالات الصعبة التي استطاع بذكائه وتوفيق الله له أن يعالجها فتشفي بإذن الله بعد أن كان غيره من الأطباء قد يئس من شفائها.. فهيا ايها الأبناء نتجول في کتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» لنعرف تاريخ أمتنا العظيم.
السلام عليكم
هل لي بالمصدر؟