حكايــــــة أحزان أسرة بسبب التفكك ج2 والأخير
ولازلنا نستكمل حكايتنا العربية الشيقة والممتعة عن فتاة فائقة الجمال أنعم الله عليها بشعر أصفر اللون وعينين زرقاوين جعلا منها أيقونة يسحر بجمالها كل من رآها.
فتاة متواضعة غير متعالية على الرغم من ثراء والدها، فتاة كل مشكلتها في قناعات والدتها والتي كانت سببا في تفكك أسرتهم وعدم ترابطها.
أحزان أسرة بسبب التفكك ج2 والأخير
وأول ما رأتها والدتها صفعتها بكف على وجهها، صعقت الفتاة من هذه المعاملة وأمام زميلها، ركضت إلى حضن والدها تبكي بحرقة وتعتذر منه وتخبره عن سبب تأخرها وأنها احتجزت داخل المدرسة دون قصد منها، وأن هذا الشاب هو زميلها بالمدرسة وهو من استطاع مساعدتها، ولكن والدتها أصرت على موقفها معتقدة بأنه حبيبها وأنها تأخرت لهذا الوقت بسببه.
حاولت الفتاة توضيح سوء التفاهم لوالدتها غير أن والدتها صرخت في وجهها قائلة: “إن لديكِ حبيب؟!”
قالت الفتاة: “يا أمي إنه صديق وقد ساعدني في أمري بصفته ابن عامل النظافة بالمدرسة”.
ذهلت والدتها واتسعت عينيها وقالت: “أتحبين ابن عامل النظافة؟!، دوما علمت أنكِ غبية وكل اختياراتكِ اختيارات غبية مثلكِ، إن رأيتكِ معه ثانية ف…”
الفتاة: “ستفعلين ماذا يا أمي؟!، ومال الفارق إن أصبحت مع ابن عامل النظافة يا أمي، أمي.. إنه إنسان لا يختلف عني أو عنكِ!”
نظرت والدتها لزوجها لائمة إياه: “انظر إلى الخطأ الذي اقترفته في تربيتها، لقد دللتها حتى أفسدتها وأفسدت أخلاقها”.
قال والدها: “لقد أحببتها ولقد ربيتها جيدا وأحسنت تأديبها أيضا”.
وفي الليل أثناء خلودها للنوم وجدت الفتاة نفسها تفكر في الشاب، ابتسمت ابتسامة خفيفة وخلدت للنوم، وصباح اليوم التالي تاقت روحها للقياه فبحثت عنه بالمدرسة كاملة ولكنها لم تجده، فقررت الذهاب للمسرح وهناك بالفعل وجدته يعزف أجمل الألحان على البيانو.
جلست بجواره تستمع لما يعزف، فاجأها بصوته العذب فب الغناء وكلمات الأغنية نفسها استنتجت من خلالها الفتاة أنه يعرفها يقينا ومنذ زمن بعيد؛ وفجأة وصلت ابنة صديقة والدتها وقد التقطت لهما صورا واستهزأت بالفتاة قائلة: “أحبيبكِ ابن عامل نظافة المدرسة؟!، هذه الصور ستنتشر بسرعة النار في الهشيم”
صرخت الفتاة في وجهها قائلة: “افعلي ما تشائين فإنني لا أهتم نهائيا بما يظن به الناس”، ولم تتردد هذه الغيورة من نشر الصور على كل مواقع التواصل الاجتماعي ولم تنسى على الإطلاق بأن ترسل هذه الصور أيضا لوالدة الفتاة الجميلة.
وما إن عادت الفتاة للمنزل حتى وجدت أمها في انتظارها وقد استشاطت غضبا، وما إن رأتها حتى صرخت في وجهها قائلة: “من الأفضل لكِ أن تتوقفي عن رؤية ذلك الشاب وإلا سأترككِ وأباكِ وأرحل بعيدا عنكما”.
قالت الفتاة: “أعتقد أنه سيكون من الأفضل إن فعلتِ ذلك، أعتقد أنه سيكون حينها كل الراحة التامة لنا ليس وكأنكِ تسعديننا”!
ذهل والد الفتاة من طريقتها في التحدث لوالدتها، فقال لها: “ليس من اللطيف نهائيا محادثتكِ لوالدتكِ بهذه الطريقة وبهذه الكيفية، لم أربكِ على هذا مطلقا”.
نظرت الفتاة لوالدها وقد اغرورقت عينيها الجميلتين بالدموع قائلة: “ولكنها يا أبي طوال حياتي لم ترضَ عن أي تصرف أفعله أو أقوم به، إنها لم ترضَ حتى عن شكلي الذي وهبني الله إياه”!
كانت والدتها غاضبة منها كليا لذا تركتها مع والدها وخرجت، مكث والدها معها ليتحدث إليها قليلا…
والدها: “عليكِ أن تعديني بأنكِ ستبتعدين عن هذا الشاب نهائيا يا ابنتي”.
الفتاة: “يا أبي إنه مجرد صديق جيد ليس إلا، ولا يوجد أي شيء بيننا”.
والدها: “ولكنكِ عليكِ أن تبتعدي عنه وألا تتحدثي إليه مجددا”.
في هذه المرة انضم والدي ولأول مرة لصف والدتي، وكان هذا أول طلب يطلبه مني والدي لأفعله لذا توجب علي أن أطيعه وألا أعصي له أمرا.
وفي اليوم التالي تجنبت الفتاة لقائه نهائيا، ولكنها في طريق عودتها للمنزل اصطدمت به…
الشاب: “انتظري… أعلم أنكِ تتجنبينني لا تريدين التحدث لي ولا رؤيتي بأي مكان”.
فقالت الفتاة: “الأمر ليس كذلك، لقد منعاني والداي من ذلك”.
الشاب: “أتفهم ذلك، وأعدكِ بألا أسبب لكِ أية مشاكل بعد الآن”.
رحل الشاب ورأت الفتاة في عينه حزن دفين، ولكنها تذكرت كلمات والدها فلم تتحدث إليه وقتها؛ ولكنها بعد كثير من الأيام لاحظت غيابه عن المدرسة، فذهبت لشئون الطلبة وسألت عنه فعملت أن والده قد ترك الوظيفة وسحب أوراق ابنه من المدرسة.
استاءت لذلك الخبر حتى جاء اليوم الذي أوقفها فيه زملائها بالمدرسة يريدون أن يروها شيئا، وقد كان الشاب قد سافر خارج البلاد لإحدى المسابقات الغنائية وقد فاز بها وقام بتأليف وغناء أغنية للفتاة الجميلة معلناً من خلالها مدى حبه لها وتمنيها دونا عن غيرها من كل فتيات العالم.
علم جميع من بالمدرسة قصة حبهما، ولكن الفتاة الغيورة لعبت دورها المعتاد دور الشيطان الذي يعشق أن يظهر بدور الملاك، فأعلمت والدة الفتاة بالأغنية، وما إن شرعت والدتها في الصراخ في وجهها حتى أتاها اتصال يعلمها أن زوجها قد نقل للمستشفى حيث أنه أصيب بقلبية.
أمسكت بيد ابنتها وهرولت للمستشفى، أما عن الفتاة فلم تتحدث لوالدتها بكلمة واحدة وكانت تحمل في قلبها كل اللوم وتحمل والدتها سبب ما حدث لوالدها سندها الوحيد بهذه الحياة؛ لم تأكل شيئا وفي اليوم التالي ذهبت للمدرسة دون أن تتناول أو تأخذ نقودا.
وفي وقت الغداء بالمدرسة قدمت ابنة صديقة والدتها تستثير غضبها مجددا كعادتها، وبهذه المرة سكبت طعامها على الفتاة الجميلة لتهينها وتعبث معها، رأتها والدة الفتاة فصرخت في وجهها وذهبت لمديرة المدرسة وقدمت شكواها إليها ففصلت الفتاة الغيورة عن المدرسة لمدة شهر عقابا على كل ما فعلت.
أما والد الفتاة فقد استعاد وعيه، وكانت في هذه الفترة تقربت والدتها منها فرأت محبة بإمكانها أن توزع على العالم بما حوى، أما عن والدتها فقد تحملت مسئولية مصنع زوجها كاملة فقد كانت تعمل معه قبل حملها بابنتها الوحيدة.
والابنة أحبت أن تكافئ والدتها على جميل ما تصنع فأعدت لها ولوالدها الطعام ولأول مرة كانت تطهو طعاما طوال حياتها؛ وبحفل تخرجها من الجامعة التي لطالما حلمت بها أتاها الشاب من الخارج وتقدم للزواج بها بعدما اجتهد ليصبح من أشهر المشاهير بعالمنا، ووافق والديها عليه لأنه أثبت مدى صدق حبه لابنتهما الوحيدة.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عربية وحكايات شعبية رائعة ومميزة