الطمع شيء سيئ جدا ، فلابد ان نعطي الفقراء حقهم في ما رزقنا الله ، ولا نفرط في حقوقهم فلابد من اخراج الزكاه من اموال الأغنياء إلى الفقراء والمساكين حتى يبارك الله تعالى ، في الرزق والزراعة والأولاد ، وكل شيء في حياتنا ، اليوم اقدم في موقع قصص واقعيه قصه بعنوان اصحاب الجنه.
أصحاب الجنه
في قديم الزمان وفي قريه بالقرب من عدن باليمن ، عاش رجل صالح كان الله تعالى قد اعطاه حديقه جميله كان يعتني بها ، كانت تأتي ثمارا كثيرة ، وكان هذا الرجل يعطي الفقراء والمساكين منها يخرجون من عنده وهم فرحون كما كان يدخر منها لاولاده ، ويوفر بعض الأموال وينفقها على الثمار حتى تاتي افضل الثمار .
ومرت الايام والشيخ على هذا الحال ، ولكن اولاده كانوا يرفضون ما كان يفعله ابوهم ، فكانوا يتحدثون في ما بينهم ويقولون ان ابانا رجل غريب ، لماذا يعطي الفقراء كل هذا ، وفي يوم من الايام كلمه احدهم قائلا : يا ابانا لماذا تعطي الفقراء كثير ا نحن احق بتلك الاموال ، غضب والده وقال لهم ان المال مال الله تعالى ، و إن الله تعالى يحفظنا ويرزقنا بما اخرجه للفقراء .
و الإنسان لا يعيش لنفسه في الدنيا ، بل لابد ان يعطف علي الفقراء والمساكين ، ويخرج حق الله في رزقه
ومرت الايام ، ومات الرجل الصالح ، بكي عليه اهل القريه ومكثوا يتحدثون عن ذلك الرجل ، الذي كان يعبد الله تعالى ويعطي الفقراء والمساكين ، وكان بيحب الخير للناس ، و يعيش معهم في بلدهم ، ينظر ما هم فيه من المشاكل ويحاول حلها .
وعاشت القريه ايام من الحزن والاسى على ذلك الرجل الصالح ، وكان موت الرجل الصالح حديث البلد ايام عديده يذكرون فيها افعاله الحميده ، ورث ابناء الرجل الصالح ما تركه ابوهم من المال والارض، وكان هم القائمين على الزراعة ، فقال احدهم لقد كان ابونا رجلا غريبا يعطي الفقراء كثيرا من الذراعة ، فلم نعطيهم شيء من زرعنا .
وقال اخر ما كان يعطيه ابونا الى الفقراء يكون لنا ، نحن احق بيه ، وقال اخر الزرع ليس لهم فنحن من نزرع ونتعب فيه ، لماذا ياخذون هم من رزقنا ، اعترضهم اخ لهم وقال : ان اباكم كان رجلا صالحا ، ولو صنعنا ما كان يصنع فان الله سوف يبارك لكم في زرعكم .
ولكنهم رفضوا رايه ، فسكت اقترب موعد الحصاد ، وكان الاخوه يأخذون الى الحديقه يعملون فيها بجد و نشاط حتى تخرج ثمارا كثيرة ، ولما حان موعد حصاد الذره، اجتماع الاخوه وقالوا : في الصبح قبل استيقاظ الفقراء ، نحصد زرعنا ، اتفقوا على ذالك جميعا وان خلفهم اخوهم الرأي لكنه تنازل عن راي واصبح معهم .
في المساء وبينما الاخوه يغطون فى نوم عميق ، عاقبهم الله تعالى فنزل نار من السماء ، فاحرق المحصول كاملا والزرع ، ولم يعد في الارض شيء ، وانقلبت الحديقه التي كانت مليئه ثمار الى ارض خراب وكان هذا عقاب الله لهم ، وفي الصباح خرج الاخوه عاقدين العظم على ما اتفقوا عليه من حرمان الفقراء ، فلما ذهبوا الى حديقتهم ، فلم يجدوا فيها شيئا .
لقد اصبحت ارض سوداء ، حتى قالوا ربما ضللنا الطريق ، ولكنهم رجعوا متاكدين انها هذه حديقتهم ، وأن الله عاقبهم على نيتهم من عدم اعطاء الفقراء وهنا قال اخوهم الم اقل لكم أن تشكروا الله ولا تمنعون الفقراء من حقهم في الزكاة ،و الأموال فاستغفروا الله على ما فعلوه ، بعد ان تعلموا درس لن ينسوه أبدا هم وكل من قرا قصتهم .