قصة اليوم قصة تاريخية رائعة من التاريخ الاسلامي تحكي بطولة من بطولات القائد خالد بن الوليد في حرب المسلمين مع الروم، القصة بعنوان إني اقاتل في سبيل الله ننقلها لكم من خلال قسم قصص قصيرة ونتمني لكم قراءة ممتعة ومفيدة .
إني اقاتل في سبيل الله
انطلقت جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد تدك عروش الروم في بلاد الشام وكانت ضربات المسلمين المملوءة بالايمان والنور تخيف الاعداء وتجبرهم علي الاستسلام والهزيمة .. وتساقطت مدن بلاد الشام واحدة وراء الاخري، وهرب قادة الروم امام زحف المسلمين وقومتهم، لكنهم اجتمعوا ووحدوا صفوفهم وساروا تجاة جيش المسلمين حتي وصلوا قرب نهر اليرموك .
كان جيش الروم كثيراً جداً ملأ ارض المعركة وكان يملك السلاح والعتاد اما جيش المسلمين فكان قليلاً وكان لا يملك سلاحاً كافياً لكنه كان جيشاً مؤمناً بنصر الله قوياً بتمسكه بالايمان وحب الشهادة في سبيل الله .
وصاح القائد خالد بن الوليد بجنوده : يا احباب محمد، اخلصوا لله جهادكم وأرضوا الله بعملكم .. الله اكبر والنصر للإسلام .. وكبًر المسلمون حتي ملأ تكبيرهم سماء اليرموك فدب الخوف والرعب في قلوب جنود الروم وما هي الا لحظات حتي التحم الجيشان واشتدت المعركة وقاتل المسلمون الروم وقادتهم قتال الابطال الصناديد بقلوب جريئة لا تعرف الخوف ونفوس شامخة لا تعرف الهزيمة .
وكان خالد بن الوليد مع جنده يحرضهم علي قتال اعداء الله ويرسم لهم الخطط التي تدل علي عبقريته الحربية لتصنع لهم النصر المشرف، وفي هذه الاثناء وصل رسول حليفه رسول الله الجديد عمر بن الخطاب وهو يحمل رسالة – والمعركة علي اشدها – الي القائد خالد بن الوليد، ادي الرجل التحية وسلم القائد رسالة من الخليفة عمر بن الخطاب .
وعلي عجل قرأ خالد الرسالة فانحدرت من عينيه دمعه وصاح : إنا لله وإنا إليه راجعون، قال له رجل من المسلمين كان يجلس قربه : خيراً ان شاء الله، ما الذي حدث ؟ فأجابه خالد بصوت خافت : لقد لحق ابو بكر الصديق برسول الله صلي الله عليه وسلم وهذه رسالة من الخليفة عمر بن الخطاب يأمر فيها بعزلي عن قيادة جيش المسلمين وتسليم القيادة لأخي ابو عبيدة بن الجراح .. اكتم الأمر الآن، ريثما تنتهي المعركة حتي لا يضطرب جيش المسلمين .
وغربت شمس اليوم علي اليرموك والارض مملوءه بجثث الروم ومن بقي منهم علي قيد الحياة آثر الفرار والسلامة، وحمد المسلمون خالقهم علي النصر والمؤزر فراحوا يصلون له شكراً وحمداً واما الجميع تقدم خالد بن الوليد الي ابي عبيده بن الجراح فأدي امامه تحية الجندي المخلص وسلمه كتاب الخليفة عمر بن الخطاب وقال له : إني الآن جندي من جنودك يا ابا عبيدة، إني لا اقاتل من اجل عمر إنما اقاتل من اجل رب عمر .