من ابشع اللحظات التى ممكن ان تمر بها ام، هى افتقاد احد أبنائها ولو للحظة، اصحابنا الحلوين، تعالوا نشارك سجى وأمها لحظات هى من أصعب واجمل اللحظات فى نفس الوقت من خلال قصتنا اليوم، وهى بعنوان
اختطاف سجى
كانت الام مشغولة بعض الشئ، وحان موعد درس سجى، طلبت الام من أبنها الأكبر احمد، ان يأخذ اخته سجى ليوصلها إلى مكان درسها، وهو فى طريقه إلى درسه، فقد كان يبعد قليلا عن مكان درس سجى،
وافق احمد لكنه قال :- فلتسرعى اذن يا سجى فقد تأخرت على موعد درسي، وسأذهب بك حيث مكان درسك، وهذا سيؤخرنى اكثر.
أسرعت سجى وقبلت امها وذهبت مع أخيها،
استودعت الام أبناءها الله، وطلبت منهما توخى الحذر أثناء السير فى طريق السيارات، متمنية لهما العودة بسلامة الله وحفظه،
سجى والارنب الذكى من سلسلة انا وسجى قصص تربوية للأطفال
كان من عادة الام، ان تتصل بمعلمة سجى لتتأكد من وصولها بسلامة الله.
لكنها هذه المرة اتصلت اولا بإبنها احمد لتطمئن عليه أيضا فقد كان يخشى التأخر على موعد درسه بسبب سجى،
واتصلت الام به كثيرا لكن احمد لم يرد.
يوم صعب من سلسلة انا وسجى قصص تربوية للأطفال
قالت الام فى نفسها ربما اسرع إلى درسه ولا يمكنه الرد،فقامت الام بالاتصال بمعلمة سجى لتطمئن منها على وصول سجى، لكن المعلمة بادرت الام بالسؤال أين سجى لماذا لم تأتى حتى الآن؟ فأنا بانتطاهرها كما تعلمين.
صديقتى متنمرة من سلسلة انا وسجى قصص تربوية للأطفال
فجعت الام وصرخت اذن أين سجى؟
لقد ذهبت مع أخيها ليوصلها إليك ، منذ ساعة تقريبا ، ومن المستحيل ان يكونا كل ذلك الوقت بالطريق، وإن كانا بالطريق لماذا لم يرد احمد على الهاتف، فقد اتصلت به مرارا.
كانت أسوأ لحظات يمكن ام تمر بها ام، فكل الأفكار السوداء جالت بخاطرها، وكل الوان الرعب والفزع تملكت قلبها خوفا على ابنتها، كذلك فزعت المعلمة وقالت للأم :_ لا تقلقى سأسرع بالنزول ربما يكون قد تركها اخوها أمام البيت وسأطمئنك بإذن الله
كذلك هرعت الام إلى الشارع بحثا عن سجى، ذهبت إلى كل مكان وكل شارع فرعى ممكن ان تمر منه ابنتها فى طريقها للمعلمة،. كذلك اخبرتها المعلمة انها لم تجد سجى بكل مكان قريب من منزلها،
شجاعة طفل من سلسلة انا وسجى قصص تربوية للأطفال
كادت الام ان تنهار وتفقد الوعى من شدة قلقها وخوفها على ابنتها،
أين سجى؟ …. أين ابنتى؟ … حاولت أن تطرد كل الهواجس المرعبة من مخيلتها وقلبها يرتجف ويعتصر الما وخوفا،…. لم يتوقف لسانها عن الدعاء والتضرع إلى الله لحظة راجية منه تبارك وتعالى أن يحفظ ابنتها، ويردها لها سالمة.
لم يبقى شئ لم تفعله الام لتجد ابنتها، لم يبقى مكان لم تبحث فيه،
اذن أين سجى؟
ايمكن ام تكون خطفت ؟؟؟
لا لا يا الله لا يمكن أن احتمل للحظة مجرد الفكرة،،، يااااااااارب احفظ ابنتى وردها إلى بأحسن حال فقد استودعتك اياها،
صرخة في الصباح من سلسلة انا وسجى قصص تربوية للأطفال
هكذا تضرعت الام إلى الله وعينيها تفيض دمعا، وقلبها يعتصر الما، وعقلها كاد ان يجن ، فلا يوجد أغلى من الابناء على قلب امهم،. والم فقدهم ولو للحظه لا يعادله ألم مهما عظم،
ووسط كل هذا الزخم من الهواجس والأفكار والبكاء والتضرع والألم، وجدت الام نفسها اما مكان درس ابنها احمد فصعدت فى يأس لتستفسر من ابنها أين ترك اخته، لتتتبع اي خيط قد يدلها على مكان سجى…. وصعدت الام السلم،، ودخلت مكان الدرس وهى تكاد لا ترى أمامها من شدة البكاء وفيض دموعها،. وبينما تحاول الام تمالك نفسها ومسح دموعها لتحدث مسؤول المكان لكى يسمح لها بالحديث إلى ابنها أثناء الدرس……..؟
لم تصدق عينيها؟ بل كاد يغشى عليها من الصدمة او لنقول من صدمة الفرحة ، فقد وجدت سجى تجلس على كرسى امامها ….
وفى لمح البصر وربما اقل ، وبلهفة الدنيا كلها جذبت الام لسجى لحضنها ، وكانت لحظة تساوى عمر بأكمله ،
وبعد لهفة وعناق لم تدرى الام مدته فقد فقدت الاحساس بالزمن وبكل شئ، عدى وجود ابنتها ، وسجدت لله شكرا، ونظرت فى وجه ابنتها، لتجد عينى سجى كتلة دماء من شدة البكاء،
قالت الام :_ اهدأى حبيبتى فأنا معك وانت بحضني.. واخبريني، ماذا حدث.
قصص تربوية للأطفال تحت عنوان انا وابنتى سجى
قالت سجى :- تركنى اخى بالشارع أمام بيت المعلمة، وسألنى هل يمكنك الصعود إلى شقتها بمفردك ؟ فقد تأخرت على درسى.
فأجبته نعم لا تقلق، فأنا اعرف شقتها جيدا ، كنت لا أريد له التأخر عن درسه اكثر من ذلك، وخشيت ان يعاقبه معلمه بسببى،
وصعدت وحدى إلى شقة معلمتى، وطرقت الباب كثيرا لكن لم يفتح لى احد. شعرت بالخوف، وحدى أمام الشقة، نزلت إلى الشارع، وسألت صاحب المحل أسفل منزلها عن معلمتى، قال لا يعلم أن كانت خرجت ام لا فهو لم يراها اليوم، بدأت أبكى، وشعرت بخوف شديد، سألنى صاحب المحل، كيف يمكن أن اساعدك؟ قلت له لو سمحت ممكن ان تتصل برقم امى من هاتفك؟ أجاب على الفور طبعا، فقد كان رجل طيب، واتصل لكنه وجد الهاتف غير متاح، بكيت كثيرا، ولم ادرى ماذا أفعل.
ثم قررت أن أعود إلى البيت من نفس الطريق الذى جئت منه انا واخى، لكنى كنت فى قمة الرعب من كل شى، وخشيت ان لا القاك ثانية يا امى، واجهشت سجى بالبكاء وتشبثت بحضن امها اكثر واكثر،
ثم قالت وانا فى طريقى للعودة وجدتنى أمام مكان درس اخى احمد، فقد أشار لى عليه وهو معى، فصعدت اليه وقررت ان انتظره حتى ينهى درسه وأعود معه إلى البيت، فقد كان هذا اكثر أمانا لى، فقد كنت ارتجف خوفا يا امى فهذه اول مرة اكون فيها وحدى فى مكان بعيد عنكم..
انهالت قبلات الام على وجه سجى وجبينها ويدها، وقالت :- أحسنت صنعا يا حبيبتى فقد هداك الله إلى الصواب وحفظك بعنايته من كل شر وسوء، حتى التقينا، فشكرا لله على عظيم فضله وكرمه ورحمته بى وبك حبيبتى،
وبينما تتبادل الام وسجى العناق والقبلات، إذ بأحمد يخرج من درسه، ليتفاجئ بوجود سجى وأمه ،…. ففتح فاهه فى ذهول واستغراب وسأل امى!.. سجى!
ماذا تفعلان هنا ؟
تصاعدت الضحكات عالية من الام وسجى ممزوجة ببقايا الدموع
وقالت الأم : هذه قصة طويله أقرأها فى موقع قصص واقعية سلسلة (انا وسجى)
د. منى مطر