كانت شهرزاد تحكي للملك شهريار كل يوم قصة وحكاية ، حتى لا يقوم بقطع رقبتها كما فعل شهريار مع باقي زوجاته ، كانت تحكي قصتها حتى طلوع الفجر ، فحكت الكثير والكثير من القصص الشيقة والحكايات العجيبة التي نالت إعجاب الملك ، فمنع عنها سيف السياف مسرور حتى لا يقطع رقبتها ، واقدم لكم اليوم قصة مثيرة جدا ورائعة ، من قصص شهرزاد للملك شهريار ، قصة التاجر والعفريت من كتاب ألف ليلة وليلة ، في موقع قصص واقعية .
التاجر والعفريت من كتاب ألف ليلة وليلة
كان يا مكان في قديم الزمان في تلك المملكه البعيده ، كان هناك تاجر من التجار كثير المال والمعاملات في البلاد ، اشتد عليه الحر فجلس تحت شجره واكل قطعه من الخبز ، كانت معه ، وتمره فلما فرغ من أكل التمر رمي النواه على الأرض ، واذا بعفريت طويل القامه ، وبيده سيف مسلول ، اقترب من التاجر وقال له ساقتلك كما قتلت أبي ، فقال له التاجر بحيرة : كيف قتلت والدك أيها الجني ، فقال له عندما رميت نواه التمر ، جاءت النواة في صدر والدي وكان ماشيا فمات من سعته ، اعتذر إليه التاجر وقال له إن كنت قتلته ما كان ذلك إلا خطاء مني ، وأرجوا ان تعفو عني فقال الجني لابد ان اقتلك ، كما قتلت أبي فقال التاجر ، اعلم أيها العفريت أن على دينا ولي مالا كثير ، واولاد وزوجه ، دعني أعود إلى بيتي و اوصل إلى كل ذي حق حقه ، ثم اعود على رأس السنه ، و أتعهد أمام الله ، اني اعود إليك تفعل بي ما تريد ، والله على ما اقول وكيل.
وثق منه الجني واطلق صراحه ، فرجع الرجل إلى بلاده وقضي جميع ما عليه من الديون ، واوصل الحقوق إلى أهلها وأخبر زوجته واولاده بما حدث مع الجني ، فحزنوا جميعا وكذلك جميع اقاربائه ، وقعد عندهم إلى أن أتم السنة ، ودع اهله وجيرانه ، ومشي التاجر إلى أن وصل الى ذالك البستان في اول السنه الجديده ، و بينما هو جالس يبكي حاله وينتظر العفريت ، اذا بشيخ كبير قد اقبل عليه ومعه غزاله مربوطه بسلسله ، سلم على التاجر وقال له ما سبب جلوسك هنا في هذا المكان وانت بمفردك ، وهو مكان ووادي للجان .
فاخبره التاجر ما حدث معه مع الجني ، فقال الشيخ والله يا أخي لا اترك هذا المكان حتى اعرف ما سيحدث مع العفريت وهما يتحدثان اذا بشيخ أخر ، قد أقبل عليهما ومعه كلبان من كلاب الصيد لونهم اسود ، فسألهم بعد السلام عليهما عن سبب جلوسهم في هذا المكان ، وهو مكان الجان ، فاخبراه القصة و لم استقر به الجلوس حتى اقبل عليهما شيخ ثالث ومعه بغله فسلم عليهم ، وسألهم عن سبب جلوسهم في هذا المكان ، وهو مكان للجان فاخبروه ، بالقصة ، وبينما هم كذلك اذا بدخان كثيف وغبره شديدة ، و لما كشفت الغبره وإذا بذلك الجني و بيده سيف مسلول ، وعيونه حمراء كالدم ويريد قتل الرجل .
قام الشيخ الأول وهو صاحب الغزالة ، وقال إلى العفريت بصوت عالي : يا تاج ملوك الجان ، اذا حكيت لك حكايتي مع هذه الغزالة وأعجبتك اتهبني ثلث دم هذا التاجر ، قال العفريت : نعم أيها الشيخ لك ما تريد ، إن أعجبتني القصة ، فقال الشيخ الأول : أشار الشيخ الأول إلى الغزالة ثم قال ، اعلم ايها العفريت أن هذة الغزالة هي أبنة عمي ، وكنت قد تزوجت بها وهي صغيره السن و عشت معها 30 سنه ، ولم أرزق منها بولد ، فتزوجت أخرى ورزقت منها بولد ذكر كانه البدر جميل جدا ، وعندما أتم أبني عمر 15 سنه ، ذهبت في سفره تجاره عظيمه ، و كان بنت عمي هذه الغزاله تعلمت السحر منذ صغرها ، فسحرت أبني وحولت الولد إلى عجل ، وسحرت أمة بقرة ، وسلمتهم إلى الراعي ، و لما عدت من السفر سألتها عن ابني وامة .
فقالت ابنك هرب هو ووزوجتك ومر على غيابهم سنه ، ولما جاء عيد الأضحى طلبت من الراعي أن يعطيني بقرة سمينه ، لأذبحها فجائني زوجتي التي سحرتها بنت عمي ، ولما هممت بذبحها اخذت تتصرف بغرابة وتصدر اصوات غريبة ، فاعطيتها إلى الرعي ليذبحها ، وطلبت منه عجل بدل منها ، فجاءني بأبني المسحور ، وصار العجل يبكي فرق قلبي ، وقالت أبنة عمي لابد من ذبح العجل ، ولكني اعطيته للراعي ولم أذبحه ، وفي اليوم التالي أقبل الراعي علي وقال يا سيدي اني ساقول لك شيئا وأبشرك خيرا .
فقلت :قل أيها الراعي ما هي البشارة ، قال الراعي : لي بنت كانت تتعلم السحر منذ صغرها ، لما كنا بالأمس واعطيتني العجل دخلت عليها فنظرت إليه بنيتي وبكت ثم ضحكت ، وقالت كيف تدخل على ومعك رجل من الأجانب ، فتعجبت من كلامها ، فقالت لي أن هذا العجل ، ابن سيدي التاجر ، ولكنه مسحور وقد سحرته زوجة أبيه هو وامه هذا سبب ضحكتي ، وسبب بكائي من اجل أمه إذ انه تم ذبحها ، وقد جئت اليك اعلنك الخبشارة يا سيدي ، فلما سمعت ايها الجني كلام هذا الراعي فرحت جدا ، واتيت داره وقابلت بنت الراعي ، وقبلت يدي وجاء العجل إلي وتمرغ في ملابسي كما يفعل الابناء ، وسألتها : أحقا ما تقولين ، قالت نعم يا سيدي انه ابنك ، فقلت لها : إن خلصتيه لك عندي ما تريدين وما تحت يدى والدك من المواشي والاموال ، فتبسمت وقالت يا سيدي ، ليس في رغبه في المال الا بشرطين الاول ، أن اتزوج أبنك ، والثاني أن أسحر زوجتك شيء حتى اتقي شرها ، فلما سمعت أيها الجني كلام بنت الراعي ، فوافقت على ما طلبت وقلت لها : لك ما تريدين ولك جميع ما تحت يدي والدك من الأنعام والأموال واما بنت عمي ، فأتركيها لي لأحولها الحيوان الذي أريد.
فلما سمعت كلامي احضرت بعض الماء وقرأت عليه بعض الكلمات ، ثم رشته على العجل وقالت له : ان كان الله خلقك عجل فأبق علي هذه السوره ، ولا تتغير وان كنت مسحور فعود الى خلقتك الأولى باذن الله تعالى ، واذا بلطف الله وفضله صار العجل انسانا ، فقلت له : بالله عليك يا ولدي احكي لي جميع ما صانعت بيك زوجة ابيك أنت وأمك رحمها الله ، وهنا شعرت بالحزن والغضب وطلبت من ابنة الراعي أن تسحر أبنة عمي إلى هذه الغزاله ، وجئت الى هنا فرأيت هذا التاجر ، واخبرني عن قصته وجلست انتظر معه ، هذاوهنا قال العفريت : هذا حديث غريب وقصة اغرب ولكنها اعجبتني فلك ثلث دمه .
عند ذلك تقدم الشيخ الثاني صاحب الكلبين السود ، وقال : يا سيدي ملك ملوك الجان ، لقد ولدت بين اخوات وأنا ثالثهم وقد مات والدي واخلف لنا 3000 دينار ، فتحت دكان للتجارة ، لابيع فيه واشتري فرح اخويا ، وغبت سنه للتجارة وكنت ألبسهم أغلى الثياب وأجعلهم يأكلون أفخم الطعام ، و عندما عدت عشنا معا وقد قسمت روحي معهم ، ثم عملنا في التجاره ست سنوات ، ومره ثانيه قسمت الربح بيننا و عزمنا على السفر بحرا للتجارة ، وعند الشاطئ وجدنا جاريه جميلة جدا ، كانت ثيابها ممزقة فقبلت يدي وطلبت مني أن أتزوجها ، حن قلبي اليها وتزوجتها ، ولكن غار مني اخويا وتحدث بقتلي واخذاني وانا نائم ليرموني في البحر .
استيقظت زوجتي وانتفضت فصارت عفريته ، وحملتني الى جزيره اخبرتني انها هي التي انقذتني ، وتريد قتلهم انتقاما على محاولة قتلي فرق قلبي لأخوتي فأنا من ربيتهم ، و حكيت لها ما جرالي معهم من اول عمرنا ، فقررت ان تخرب مركبهم ، فطلبت منها ألا تفعل ، وعدت إلى داري وفي ليله دخلت داري فوجدت هذين الكلبين مربوطين ، فلما رأوني بكوا وتعلقوا بي ، وجاءت زوجتي وقالت هذان اخواتك ، اختي حولتهم كلبين بناءا على طلبي ، ولن يعودوا بشر إلا بعد عشر سنوات ، وكنت في طريقي معهم و رايت هذا التاجر ، فأخبرني بما جرى له ، فقررت ألا أغادر المكان حتى أعلم ما يجري بينك وبينه وهذه قصتي ، قال الجني : حكايه عجيبه ، لقد وهبت لك ثلث دم الرجل .
وهنا تقدم الشيخ الثالث صاحب البغله ، وقال الى الجني : انا احكي لك حكايه اعجب من حكايه الأثنين ، يا سلطان ورئيس ملك ملوك الجان ، إن هذة البغلة كانت زوجتي ، سافرت وغبت عنها سنه كامله ، وعندما عدت من سفري وجئت اليها في الليل ، رأيت عبد أسود في البيت ، وهما في كلامي واضح فلما رأتني عجلاتني بكوب فيه ماء ، فتكلمت عليه ، وقالت اخرج من هذه الصوره الى صوره كلب ، وسحرتني إلى كلب فطردتني من البيت ، وخرجت حتى وصلت الى دكان جزار ، فتقدمت من صاحب الدكان فاعطاني عظمة ، اخذني معه إلى منزلة .
ودخلت بيت الجزار ، فلما رأتني بنت الجزار ، غطت وجهها مني فقالت : كيف تدخل علينا برجل غريب يا أبي ، فقال ابوها : أين الرجل ، هذا كلب ، فقالت له : هذا رجل يا أبي مسحور ، وانا اقدر على تحويلة لرجل ، قال بالله عليك يابنيتي خلصي الرجل من السحر ، فاخذت كوب فيه ماء ، وتكلمت على الماء ، وقالت أخرج من هذة الصوره إلى صورتك الأولى في صوره رجل .
فعدت إلى طبيعتي قبلت يدها ، وقلت لها أريد ان تسحري زوجتي ، فأعطتني قليل من الماء ، و قالت اذا رأيتها نائمه فرش هذا الماء عليها ، فذهبت لها ورششت الماء عليها وقلت : وقلت اخرجي من هذه الصوره الى صوره بغله ، فسارت في الحال بغلة وأنظر بعينك أيها السلطان ورئيس ملوك الجان ، ثم التفت العفريت إلى البغلة وقال : هل صحيح وهنا هزت البغلة رأسه بنعم ، وفهم الجني الاشاره :وهي تردد نعم هذا صحيح فلما فرغ من القصة ، اذا الجني يقول : قصة غريبة جدا وعجيبة سوف أهبك ثلت دم التاجر الباقي ، وبعدها رحل العفريت وهو يقول : إن دم التاجر في يديكم أنتم الثلاثه وتركهم الجني ورحل ، وهنا فرح الشيوخ الثلاثة وتركوا التاجر يعود إلى بيته بعد أن حرروه من الجني
good story