نحكي لكم اليوم في هذا المقال من خلال موقع قصص واقعية قصة جديدة معبرة وهادفة جميلة جداً فيها معاني عظيمة ومؤثرة استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا الموضوع بعنوان قصة الخبز المحمص ونتمني ان تنال إعجابكم وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .. اترككم الآن مع احداث القصة المسلية ولا تنسوا أن تخبرونا عن رأيكم فيها .
الخبز المحمص
بعد يوم طويل شاق من العمل قامت امي بتحضير الطعام ووضعته علي المائدة امام والدي وبجانبه بعض الخبز المحمص، لكن الخبز كان محروقاً تماماً، نظرت في دهشة انتظر رد فعلي ابي، ولكنه مد يده الي قطعة الخبز بكل هدوء وابتسم لوالدتي واخذ يسألني عن يومي في المدرسة .
من شدة حيرتي وتعجبي حينها لا اتذكر بماذا اجبته علي سؤاله، ولكنني اتذكر جيداً أنني شاهدته يدهن قطعة الخبز بالمربي والزبدة ويأكلها كلها وكأنها وجبة شهية لذيذة، بعد أن اتم والدي طعامه شكر والدتي ونهض عن المائدة، فسمعت والدتي تعتذر له عن حرقها للخبز وهي تحمصه دون قصدها، وجاء رد والدي علي الاعتذار قائلاً : لا تهتمي يا حبيبتي، أنا احب احياناً أن آكل الخبز محمص زيادة عن اللزوم قليلاً واعشق ايضاً ان اتذوق به طعم الاحتراق .
في هذه الليلة لم اتوقف عن التفكير في هذا الامر، ذهبت الي والدي كي اقبله كعادتي قبل أن اخلد الي النوم ومن خلال نظراتي فهم والدي ما يجول بخاطري فقال لي بابتسامة هادئة : اسأل ما تشاء يا بني، قلت له علي الفور : هل تحب حقاً ان تآكل الخبز محمصاً الي درجة الاحتراق ؟ ضمني والدي الي صدره في رقة وقال : يا ولدي، إن امك اليوم كان لديها عمل شاق في المنزل وفي عملها ايضاً وبالتأكيد اصابها التعب والارهاق الشديد، وإن اكل قطعة محروقة من الخبز لن تضرني حتي الموت .. إن الحياة مليئة بالانشاء الناقصة الغير مكتملة، فالكمال لله وحده علينا أن نتعلم كيف نقبل النقصان في الأمور وأن نتقبل عيوب الآخرين وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات وجعلها قوية مستديمة .. خبزُ محمصُ محروقُ قليلاً لايجب أن يكسر قلباً جميلا .