الدرويشة قصة رعب مخيفة عن تحضير الجن من كتاب نحن نعرف ما يخيفك ج2
رعب الفلاش فيكشن بقلم منى حارس
نعم هم يعرفون ما يخيفك حتى وإن كنت لم تقل شيء ، يرون ما يخيفك في عينيك ، في صوتك ، في همساتك ليلا وترديدك بأنك خائف ، تحمل لهم الرياح رائحة الأدرنالين الخاص بك ، ليعرفوا كل شيء عنك ، ونستكمل الجزء الثاني من قصة الدرويشة في موقع قصص واقعية ، القصة موجودة في كتاب ورواية نحن نعرف ما يخيفك للكاتبة د منى حارس محمد ، أو الفلاش فيكشن الرواية صادرة عن دار نون للنشر والتوزيع بمعرض كتاب 2019 ، الكتاب يحتوي على قصص رعب حقيقية من بلدان عربية مختلفة ، واناس ارادوا ان يخوضوا التجربة ويعيشوا الفلاش فيكشن الخاص بيهم ليتغلبوا على أسوأ كوابيسهم .
قصة الدرويشة ج2
فلاش فيكشن ” flash fiction”
عندما شاهد الفتى الاحمق الموقع الالكتروني ، والكتاب الذي يتحدث عن الجن والتقدم لخطبة الجنية ، لم يتردد لحظة واحدة ، بل همس هشام بحماس وعيون مبهورة كادت تخرج من مقلتيها : ولما لا فربما حضرت حقا جنية ، وحققت لي ما أريد قرر خوض التجربة والتقدم لطلب يد تلك الجنية ، كما هو مكتوب فربما حضرت حقا وحققت له كل ما يتمنى .
بدء هشام ينفذ ما هو مكتوب وأحضر كل شيء من شموع ، وبخور ولبان كما كان مذكور في الكتاب ، ومعهم خاتم يحتوي على فص أحمر اللون حتي يستدعي الجنية ” فرح بنت شمهورش “، لخطبتها ويعرض عليا الزواج و رسم بالحبر الأحمر الذي صنعه من الزعفران وماء الورد.
وردد ما هو مكتوب حتي وصل عند اسم فرح بنت شمهورش و ، هنا كانت الكارثة والمصيبة فلقد تغير كل شيء من حوله مرة واحدة ، شعر بالبرودة الشديدة بالغرفة مرة واحدة ، وكتب القلم بيده بمفرده اسم اخر ليس اسم فرح بنت شمهورش ، لم يعرف هشام كيف حدث ذلك ولماذا ؟
فكانت يده تكتب بمفردها وكأن هناك قوى خفيه تحركها، وتأمرها بكاتبة هذا ولكن ليس هو أبدا ، وليست يده التي عاشت معه لسنوات طويلة منذ مولده ، فاليوم هي ليست ملكه ولا يعرفها كتب القلم اسم اخر ، ” كرستينال بنت صمصائيل ” ، بعدها أخذت الشموع المضاءة في الغرفة تتراقص بسرعة رهيبة .
وكأن هناك تيار من الهواء يحركها وصوت همسات واصوات متداخلة مزعجة حادة ، تأتي من كل مكان بالغرفة كان لا يعرف ماذا يحدث من حوله ، شعر بالبرودة الشديدة والخوف ، شعر بأن جسده قد شل تماما لا يستطيع الحركة وعينه مثبتة ، للأعلى على الفراغ أمامه اخذ يرتعد بقوة ولا يستطيع إغلاق عينه ، ولا التحرك من مكانه ، وكأن هناك من يتحكم بإرادته وعقله وهنا ظهرت هي امامه من العدم ، لا يعرف من اين أتت تلك الفتاة الجميلة ؟
انها جميلة حقا وفاتنة جمالها فتان ، كانت تضحك وتتعالي ضحكتها بالغرفة أخذ يصرخ بهيستريا وفزع : أرحلي لا تؤذيني لا أريدك أرحلي لا أريد شيء ، وجد هشام الغرفة تنقلب رأسا على عقب لا يعرف كيف كل شيء كان مقلوب بالعكس وطائر في الهواء ، وصراخ مريع و اشياء غريبة سوداء تظهر امامه من العدم ، وتختفي بسرعة رهيبة واصوات متداخلة ، شعر بالصداع وكأن هناك من يطرق رأسه ، بألف مطرقة وبعدها لم يتحمل فقد الوعي وسقط ارضا.
استيقظ ليجد اصدقائه بالسكن يحاولون افاقته ، ومنهم من يقرأ القرآن الكريم في أذننه حتي استفاق تماما ، وأخذ ينظر لهم بذهول لا يصدق ماذا حدث ولا يعرف أين هو ، وبعد ذلك الموقف قرر هشام أن يبتعد عن هذه الاشياء وتلك الأمور للأبد ولن يتطفل على هذا العالم البغيض.
وعاد الى عائلته وكان يشعر بالمرض ، كان يريد ان يتناسى ما حدث وكأنه لم يحدث من الأساس ، ولم يخطب تلك الجنية اللعينة كريستينال وفي اليوم التالي خرج مع اصدقائه للترفيه ، وعاد في الثانية بعد منتصف الليل وفي الطريق وجد نفسه يسير تلقائيا ، في طريق أخر بعيدا عن منزله وكأن احدهم يتحكم في ارادته مرة اخرى شعر بالخوف والضياع يريد التوقف فلا يستطيع ، فماذا حدث لقدميه لا يعرف شيء ؟
كان الطريق مظلم موحش ومخيف جدا ، لا يسمع فيه صوت أحد سوى صفير الرياح عالي وصوت الحشرات الليلية ، حاول التوقف والرجوع من الطريق الذي يعرفه للمنزل ، ولكنه لم يستطع وفي منتصف الطريق سمع صوت أثوي رفيع يهمس قائلا بدلال في اذنه : اليوم انت ملكي وسوف تعيش ليلة لن تنساها في حياتك ، أبدا وبعدها ضحكة ناعمة رنانة اخذت ترن في اذنه وترن .
تلفت بفزع يمينا ويسار لم يجد احد بعدها ، ركض كالمجنون إلى المنزل لا يعرف كيف وصل من ذلك الطريق ، دخل غرفته واغلق النور والقي بجسده علي السرير بتعب ، كان مرعوب و متوتر وهنا شعر بأن جسده كلة قد خدر وكأنه شل تماما لا يستطيع الحركة.