الدكتور مصطفي محمود عالم جليل ومفكر كبير
نقدم لكم في هذه المقالة من موقع قصص واقعية قصة حياة الدكتور مصطفي محمود تحت عنوان الدكتور مصطفي محمود عالم جليل ومفكر كبير، ونمدكم فيا ببعض المعلومات عن حياته رحمة الله وما امد العالم الاسلامي به من مؤلفات استفاد منها الجميع.
الدكتور مصطفي محمود:
ولد الدكتور مصطفى محمود في عام 1921شبين الكوم منوفية وأسمه هو مصطفى كمال محمود حسين، وكان له توؤم لم تكتب له النجاة ويقال بأنه ينتسب إلى الأشراف، عاش مصطفى محمود الطفل بين أفراد أسرته بالقرب من واحد من مزارات الصوفية في قريته وهو مسجد المحطة وقد أثر ذلك كثيرًا على شخصية دكتور مصطفى حيث نشأ على الفكر الصوفي، وقد أصيب والده بالشلل وتوفي في عام 1939.
أظهر مصطفى محمود منذ صغره ميله للعلوم حتى إنه أسس في المنزل معملًا صغيرًا كان يقوم فيه بإنتاج الصابون وبعض المبيدات للقضاء على الصراصير ثم يعمل على تشريحها، وكانت بدايته الدراسية متعثرة إذ تشاجر في عامه الأول مع مدرس اللغة العربية وترك المدرسة ولم يعد إليها إلا بعد أن ترك المدرس المدرسة بعد ثلاث سنوات وإستكمل دراسته إلى أن إلتحق بكلية الطب، وكان يعرف بين زملائه بلقب المشرحجي، وفي الفرقة الثالثة مرض مصطفى محمود مما إضطره إلى ترك الدراسة مرة أخرى لمدة عامين إستغلهما في القراءة وتوسعة مداركه وثقافته, ثم عاد وأنهى دراسته بعدها وتخرج في عام 1953.
كان أول تعيين له في مستشفي أم المصريين طبيب صدر ولكن تخصصه الذي درسه بعدها كان جراحة المخ والأعصاب، ومنذ العام 1960 توجه دكتور مصطفى محمود إلى البحث والكتابة وتفرغ لهما.
تزوج لأول مرة في عام 1961، وأنجب أدهم وأمل ثم إنفصل عن زوجته في عام 1973، ثم عاد وتزوج في عام 1983 وإنفصل مرة أخرى في عام 1987.
عرف عن الدكتور مصطفى محمود التبحر الزائد في العلم أو ما نطلق عليه الغرق في العلم وقيل بأنه في وقت من الأوقات ألحد إلا أن الرجل لم يذكر ذلك، ولكن تأثر الدكتور بالأفكار التي إنتشرت في فترة الستينات عن ما يعرف بالوجودية مما دفعه إلى الغرق في البحث عن الله وكيفية وجوده أو وضع صورة لوجوده وهذا هو ما كان يبحث عنه فهو لم يشك في وجود الله وإنما في الصورة التي يوجد عليها، لذا فكانت دراساته وأبحاثه الكثيره تصب كلها في هذا الإتجاه حيث قرأ ودرس عن مختلف الديانات التي عرفها حتى يصل إلى الله وإلى اليقين، مما يجعلنا نطلق بكل أريحة على الدكتور مصطفى محمود الدكتور الفيلسوف الصوفي المفكر كل تلك المفاهيم أو المعاني هى دكتور مصطفى محمود.
لم تخل حياة دكتور مصطفى محمود من المصادمات مع النظام حيث تعرض للمحاكمة بسبب كتابة “الله والإنسان” بطلب من جمال عبد الناصر، ولكن بعد موت عبد الناصر أخبره السادات بإعجابه بالكتاب فأعاده مرة أخرى ولكن باسم “حوار مع صديقي الملحد”، وعرض عليه السادات تشكيل الوزارة فرفض.
يعجبني في الدكتور مصطفى محمود صفة مهمة عندما تتوافر في الإنسان العادى تزينه فما بالك بعالم بقدر الدكتورمصطفى محمود ألا وهى عدم التكبر عند الخطأ والإعتراف به والتراجع عنه، فقد قيل بأن العالم أظهر مواقف أو آراء سياسية متناقضة إلا إنه أجاب بأنه لا يتكبر أن يتراجع عندما يعرف إنه على خطأ ويغير رأيه أو موقفه.
واحدة تعتبر من المعلومات الغير معروفة عن الدكتور أنه يمتلك حنجرة ممتازة وصوت عذب وكان يهوى الموسيقى والغناء وبخاصة الناي فهو شغفه منذ الصغر، وقدم الدكتور برنامج العلم والإيمان الذي يعتبر من أشهر البرامج العلمية التي قدمت والتي ساعدت على الشهرة الواسعة للدكتور مصطفى محمود إلى جانب أبحاثه ومؤلفاته القيمة، وتوفي الدكتور مصطفى محمود في عام 2009 وكان يبلغ من العمر 88 عام رحمة الله على هذا العالم الذي قل ما يجود الزمان بمثله.