السيدة مريم العزراء أم المسيح عليه السلام من قصص القران الكريم
نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوانالسيدة مريم العزراء أم المسيح عليه السلام من قصص القران الكريم، وفيها نحكي قصة السيدة مريم العزراء أم المسيح عيسي عليه السلام، نرجو أن تنال القصة اعجابكم.
السيدة مريم العزراء:
ورد ذكر السيدة مريم العذراء 33 مرة، والنبي صل الله عليه وسلم ووصفها بأنها من خير نساء العالمين، حيث قال:( حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسيا بنت مزاحم (امرأة فرعون))، ولقد ذكر الله تعالى قصة مريم العذراء وولدها عيسى بن مريم عليهما السلام، حيث قال في سورة مريم:( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).
كانت حنة بنت فاقوذ زوجة عمران امرأة لا تنجب إلا أن كبرت في السن، وفي يوم من الأيام رأت حنة طير يطعم صغاره، فسألت الله تعالى ونذرت وقالت: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )، فستجاب الله تعالى لدعائها، فحملت بمريم العذراء، لكن زوجها عمران توفي، ولما ولدت حنة مريم التي كانت تتمنى أن تكون ذكرا لكي تخدم في بيت المقدس، قالت حنة لله تعالى:( رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، لكن الله العظيم ذو الرحمة تقبل مريم حيث قال تعالى:( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا)، حيث كفلها زكريا زوج خالتها، لأن والدها قد توفي، وأمها كانت كبرت في السن، ولقد جاء اختيار زكريا لكفالة مريم عن طريق قرعة قام بها الناس حيث رموا أقلامهم في النهر، والقلم بالتحديد لأن عمران كان معلما يعلم بالقلم، فبقى قلم كريا ولم ينجرف في النهر، وكرروا القرعة ثلاث مرات في كل مرة كان قلم زكريا يقف في النهر ولا ينجرف مثل باقي الأقلام، تربت مريم في بيت المقدس وسكنت فيه، وكان الطعام يأتي لمريم عليها السلام من عند الله، فكان زكريا كلما مر عليها لكي يطمئن عليها وجد عندها رزق، فكان يسألها من أين هذا يا مريم فتقول من عند الله الذي يرزق من يشاء يغير حساب، وظلت مريم في المحراب تتعبد وتذكر الله وتصلي وتصوم لله رب العالمين، وفي يوم من الأيام كلمت الملائكة مريم وقالت لها أن الله تعالى أختارك وطهرك عن دون نساء العالمين، فاركعي يا مريم واسجدي، وأتى لها جبريل عليه السلام في شكل رجل يبشرها بغلام، فقالت مريم كيف لي أن ألد ولم يمسسني بشر، فرد عليها جبريل عليه السلام وقال: (كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا)، وبعد أن حملت مريم عليها السلام خرجت من بيت المقدس لمكان لا يراها فيه الناس، وجاء يوم الولادة حيث ولدت مريم ولدها المبارك لوحدها وهي تتألم وتتمنى الموت من شدة الألم، فنطق ولدها المارك وقال لأمه الحبيبة: (أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)، وطلب منها أن تهز الشجرة لكي تأكل من رطبها، وفجر لها الله تعالى عين ماء لتشرب منها، والجدير باللذكر أن هناك اختلاف حول مدة حمل مريم عليها السلام بعيسى عليه السلام، فقد قيل أن المدة كانت ساعة، وقيل أنها عدة أشهر، وقيل أن عمرها كان وقتها عشر سنوات أو قيل ثلاثة عشر عاما فقط، ولما خرجت لقومها قالوا لها لم تكن أمك بغية، فلم ترد وأشارت لولدها الذي قال: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33))، وظهرت براءة مريم عليا السلام، ولم يتكلم عيسى عليه السلام الا عندما أصبح صبيا، ولما علم ملك ظالم بأمر عيسى عليه السلامقرروا قتله، فهربت مريم عليها السلام به لمصر، ولما مات الملك الظالم عات مريم عليها السلام وولدها عيسى عليه السلام لفلسطين، ظلت بها حتى أصبح عيسى عليه السلام نبيا، ووقفت مع ابنها ضد مكائد اليهود وظلمهم، حتى دبروا قتل المسيح عليه السلام، لكن الله تعالى أنجاه، وجعل يهوذا الإسخريوطي تلميذ من تلاميذ المسيح بن مريم، والذي خانه وأراد تسليمه لليهود، جعله الله تعالى شبيها تاما لعيسى بن مريم، فصلبوه بدلا منه، وقال تعالى في هذه الواقعة: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158))، وبهذا لم يقتل المسيح بن مريم كما أدعى اليهود بل رفعه الله تعالى إلى السماء، ولكن الله تعالى أنزله لكي يقول لأمه أنه بخير، وطلب من أمه أن تجمع الحواريين لكي يجعلهم رسل يكملوا بعده الرسالة، وتوفيت مريم العذراء حين اصبحت في سن ثلاثة وخمسون عاما، أي بعد رفع عيسى عليه السلام بحوالي 5 أو 6 سنوات، ويقال أن قبرها موجود في دمشق في سوريا.