الشيخ الشعراوي العالم الجليل والمفسر المبدع للقران الكريم
نقدم لكم هذه القصة من موقهع قصص واقعية تحت عنوان الشيخ الشعراوي العالم الجليل والمفسر المبدع للقران الكريم، فالشيخ الشعراوي من علماء العصر الحديث بل هو واحد من أبرز علماء عصره والذي حاز مكانة وشهرة واسعة على مستوى العالم الإسلامي، بتفسيره المبسط للقرآن.
الشيخ الشعراوي
ولد الشيخ الشعراوي في عام 1911 وهو من أبناء محافظة الدقهلية مركز ميت غمر دقادوس واسمه هو محمد متولي الشعرواي، عندما بلغ الحادية عشر كان قد أكمل حفظ القرآن، ثم التحق بالمعهد الإبتدائي في الزقازيق في العام 1922 وكان يتمتع بذاكرة قوية في الحفظ لفتت الأنظار إليه وبخاصة حفظة للأشعار والمأثورات وحبه للأدب والشعر واستمر في تفوقه في هذا المجال بعد دخوله إلى المرحلة الثانوية مما جعله يحصل على مركز رئيس إتحاد الطلبة ورئاسة الجمعية الأدبية بالزقازيق.
لم يكن طموح الشيخ الشعراوي في استكمال الدراسة بل كان يود البقاء والاشتغال بالزراعة مع إخوته، إلا إن والده دفعه دفعًا إلى الالتحاق بالأزهر الشريف في القاهرة وحاول الشيخ وضع العراقيل فطلب شراء مجموعة ضخمة من أمهات الكتب ستكلف والده مبلغًا طائلًا في هذا الزمن إلا إن والده كان أعلم بولده وبما يحاول الوصول إليه فقطع الطريق عليه واشترى الكتب.
عام 1937 درس الشيخ الشعراوي في كلية اللغة العربية وكان من المشاركين في الحركات الوطنية التي تعمل على مقاومة الاحتلال ولم يكن هذا بجديد عليه إذ إنه شارك منذ أن كان في المعهد الثانوي في تلك الحركات حتى إنه كان معرض للاعتقال أكثر من مرة من قبل المحتل.
عام 1940 أنهى دراسته في كلية اللغة العربية ثم في عام 1943 حصل على العالمية ورخصة أو إجازة في التدريس، وعين الشيخ بمعهد طنطا ثم معهد الزقازيق ثم معهد الإسكندرية ثم في عام 1950 توجه الشيخ إلى العمل بالسعودية إلا إنه عمل في تدريس الشريعة التي لا تماثل تخصصه فشهادته في اللغة، لكنه أثبت جدارة في تدريس المادة واستمر في العمل أستاذًا في جامعات السعودية إلى أن منعه عبد الناصر من العمل بالسعودية بعد الخلاف مع ملكها، فعمل في المشيخة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر ثم سافر إلى الجزائر مع بعثة الأزهر حيث كان رئيسها.
ظل الشيخ الشعراوي في الجزائر حوالي سبع سنوات وكان له موقف شهير إذا إنه يوم حدوث هزيمة 67 سجد لله شكرًا وقال في ذلك أن مصر كانت في وقتها خاضعة للفكر الشيوعي فلو انتصرت لفتن المصريين بهذا الفكر، ثم عاد إلى مصر وظل فترة ثم عاد للعمل في السعودية، وفي عام 76 تم تكليف الشيخ بوزارة الأوقاف وخرج منها في عام 78، قدم الشيخ مجموعة رائعة من المؤلفات إلى جانب برنامجه الشهير حول تفسير القرآن نور على نور أو كما قال هو حول خواطره عن القرآن الكريم “إنما هى هبات صفائية تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات”.
حياة الشيخ الخاصة كانت هادئة إذ اختار له والده زوجة وقبل بها وتزوج وأنجب سامي وعبد الرحيم وأحمد وفاطمة وصالحة، وظل الشيخ على عطائه في العلم إلى أن مرض قبل وفاته بخمسة أشهر وتوفي في عام 1998، رحم الله الشيخ وجازاه بما قدمه في سبيل الدين.