إن الأمومة هي حلم وشغف لدى كل فتاة على وجه الأرض.
الأمومة فطرة عفوية وتلقائية وطبيعية، وهي حالة جامعة لكافة الصفات السامية، تتجسد في تربية الأبناء ورعايتهم، فتضحي الأم بكل ما هو غالٍ ونفيس على قلبها لأجل أبنائها والعمل على إسعادهم.
وأحيانا كثيرة تتغير شخصية الأم وتُجبر على فعل أشياء لم تكن تتوقع يوما أن تفعلها، فالأم من الممكن أن تصبح عدوانية وشرسة من أجل إنقاذ أبنائها من الأخطار، لذلك لا تختبر صبر أم بأذى أبنائها!
القصــــــــــــــة
تركت كل شيء خلفها ورحلت لأجل الزواج به، تركت عائلتها ودراستها لأجله، وكانت النتيجة أن توفي والديها قهرا عليها، مرت سنتان على زواجهما وبدأ يتغير في معاملتها تدريجيا.
كانت حاملا في شهورها الأخيرة، وبيوم من الأيام تلقت رسالة من جامعة قد قدمت طلباً للالتحاق بها، وقد قُبل طلبها نظرا لدرجاتها المرتفعة والتي كانت قد حصلت عليها أثناء تعليمها الثانوي.
شعرت بعودة زوجها، فأخفت الرسالة تحت الأريكة التي كانت تجلس عليها، كان زوجها مستاءً للغاية غاضبا يسب ويلعن حظه العسر، لقد استاء وضاق ذرعا من كثرة مقابلات العمل التي يجريها وفي النهاية لم يقبل بأي وظيفة منها على الرغم من كونه شابا ولديه شهادته الجامعية.
أخذت زوجته تواسيه على قدر استطاعتها، وما إن أوشكت على فعل ذلك حتى وقعت عينه على الرسالة التي أخفتها، وعندما فتحها وقرأ ما بها انهال على زوجته ضربا مبرحا وموجعا، ولم يرحم كونها تحمل ابنه في أحشائها على الإطلاق.
لقد كان دوما يعنفها، وهذه المرة التي رأى بها الرسالة وبخها كثيرا وكسر همتها وأفجعها بقوله: “هل سأمكنكِ من فرصة تجعلكِ أفضل مني يوما؟!، إنه بأحلامك”!
لقد كان دوما يهينها ويبرحها ضربا وكله ثقة بأنها لن تعود لعائلتها، ولن تتمرد عليه يوما، ولكنها لم تعد تطيق صبرا على معاملته ولاسيما أنها تنتظر مولودها بفارغ الصبر في أي لحظة، اتخذت قرارها وقررت الرحيل عنه نهائيا وعدم العودة إليه مجددا، جعلته نائما بمنتصف الليل وأخذت من أغراضها ما استطاعت عليه.
كان لها جار من نفس سن زوجها وقد ساعدها بأن أعطاها سيارته وهاتفه بعدما أخذ منها زوجها هاتفها عنوة وجبراً، قادت الفتاة سيارتها في طريقها لشقيقتها والوحيدة المتبقية من أهلها، فرحت شقيقتها كثيرا لعودتها إليها، ولكن حظ الفتاة كان عسرا فالسماء مظلمة وممطرة بغزارة، كانت تسير الفتاة بالسيارة ببطء شديد خشية الاصطدام بشيء ما على الطريق، وما خشيت منه قد حدث وفقدت وعيها بعدما فقدت السيطرة على السيارة وارتطمت بشجرة.
وعندما استعادت وعيها وجدت نفسها بمنزل فاخر، وبجوارها طبيب وزوجته، هلعت ولم تعرف ما الذي أتى بها وكيف أتت؟!
شرحت لها الزوجة أنهما كانا قد وجداها فاقدة الوعي على الطريق، كما أن سيارتها كانت محطمة للغاية، أخذوها معهما لمنزلهما، قاما بإجراء اللازم حرصا على سلامتها وسلامة الجنين الذي ببطنها، بينت لها الزوجة أنه بسبب العواصف والأمطار الغزيرة فالطرق مغلقة والاتصال مرفوع من الخدمة أيضا.
سألت الفتاة عن هاتفها فأجابها الزوج بأنهما لم يبحثان عن شيء، وكل ما فعلاه أنقذاها وكانا قلقين على حالتها ووضعها، مكثت معهما الفتاة بضعة أيام ولكنها أيضا كانت قلقة بشأن شقيقتها.
من ناحية أخرى استيقظ زوجها ولم يجدها فهلع وتوعد أن يقتلها، أما جارها فكان قلقا أيضا حيث أنه كان يرسل لها بالرسائل ويحاول الاتصال ولكنها لا تجيب على الإطلاق، وشقيقتها كادت تجن من تأخرها.
ذهب زوجها لجاره واشتد بينهما النقاش، لم يرد الجار أن تصاب بأذى أكثر من ذلك، فلم يعطي أي إجابة لزوجها والذي جن جنونه، وما كان منه إلا أن قتل جاره أثناء مشاجرتهما سوياً.
سافر لمنزل أهلها، وهناك وجد شقيقتها تبحث عنها أيضا، اتحدا سويا للبحث عنها وإيجادها؛ أما عن الفتاة فكانت تشعر بشيء غريب ومريب ولكنها كانت تساير الزوجين في أفعالهما، كانت كثيرا ما تسمعها يتحدثان في الهاتف ولكنهما ما إن تسألهما عن ذلك ينكران ذلك.
حاولت أكثر من مرة الهرب من منزلهما، ولكن المنزل كان بمكان نائي وبعيد عن الأنظار وإلا ذلك لما وجداها، ولكن ما الحل؟!
استطاعت في إحدى الليالي أن تتمكن من سرقة مفتاح السيارة، ولكنها بمجرد أن وضعت قدمها بالسيارة جاءتها آلام الولادة، اشتدت عليها الآلام وشرعت في الصراخ وبذلك استيقظ الزوجان، توسلت إليهما أن يرسلاها لمستشفى ولكنهما أبيا، وقام الطبيب بإجراء اللازم لولادتها.
وعندما استفاقت وجدت نفسها مكبلة بالسرير وقد أخذ منها وليدها، صعقت الفتاة مما رأت، ظهر الزوجان أخيرا على حقيقتهما المروعة، الزوجة لا تنجب بسبب عقمها، وزوجها يحبها حب الجنون، وتوصلا لحل التبني ولكن الزوج وعلى الرغم من كونه طبيبا إلا أنه وصف دواءً خاطئا لابنهما بالتبني، وكانت النتيجة أنه فارق الحياة، ووضعت بصمة سوداء عليهما وحكم عليهما بألا يتبنيان طفلا آخر.
ولكن الزوجة تتوق لطفل صغير، فوجدت الفتاة وما تحمله ببطنها فرصتها الذهبية الوحيدة، بعدما اعترفت الزوجة للأم بكل هذه المعلومات وضعت حبوبا مخدرة في فمها، ولكن الفتاة لم تبتلعها بل تظاهرت بذلك، وأخرجتها بعدما تظاهرت بأنها في نوم عميق.
كان هناك مشرطا على الطاولة بجوارها، حاولت جاهدة حتى استطاعت التقاطه، ونجحت في ذلك واستطاعت أن تفك يديها حيث كانتا مقيدتين بحزام غليظ مصنوع من الجلد؛ أثناء بقائها معهما كانت قد قصت عليهما قصة حياتها كاملة، ومن آثار التعنيف والضرب على جسدها استنتجت الزوجة بأنها هاربة من زوجها بلا عودة.
قصت عليهما أيضا أنها فعلت ما فعلته من أجل ضمان حياة أفضل لطفلها لأنه يستحق الأفضل دوما.
أحبت الفتاة طفلها قبل رؤيته وقبل قدومه للحياة، أحبته بطريقة جعلتها تتحرر من أسر زوجها، أحبته بطريقة جعلتها تقوى لأجله على كل الصعاب، كانت تشعر بقوة بداخلها لم تعدها من قبل.
جاءها الزوج الطبيب ليفحصها، تظاهرت بعدم قدرتها على تناول الدواء ولا الماء، أرادت كأسا من الماء وكان في يده كأسا به مشروب، كانت حينها الأم قد طحنت الحبوب المخدرة التي كانا يجبرانها الزوجان على تناولها، وقامت بوضعها في كأسه الخاص به.
كان يجلس بجوارها وفجأة سقط على الأرض، قامت الأم من مكانها تبحث عن صغيرها، توخت الحذر حتى لا تكتشف الزوجة أمرها، ولكنها عندما وصلت لسرير طفلها وجدته فارغا!
كانت الزوجة قد أخذت الطفل وأعادت الوعي لزوجها، وقاما بتقييد الفتاة وربطها من جديد، وكان في هذا الوقت شقيقة الفتاة وزوجها يبحثان عنها، وقد وصلا لمنزل الزوجين ليسألا عن احتمالية مصادفتهما زوجة حامل.
سمعت الفتاة صوت شقيقتها فصرخت منبهة لها بعدما تمكنت من إزالة اللاصق من على فمها، أطاح الزوج الباب واخترق المنزل يبحث عن زوجته، في هذه الأثناء اشتد شجار بين الزوج وصاحب المنزل، أما عن الفتاة فذهبت وحملت طفلها لأول مرة منذ ولادته، وضمته لصدرها وأرادت الفرار به.
كانت الزوجة مالكة المنزل قد حملت سلاحاً تريد قتل ثلاثتهم والفوز بابنها الجديد، استطاع الزوج القضاء على مالك المنزل، أما عن الفتاة وشقيقتها فكانتا تركضان بحديقة المنزل ومن خلفهما الزوجة، كانت تهددهما بالسلاح، فقامت الفتاة بإلقاء الطفل إليها فألقت السلاح من يديها لتلتقطه، وهنا كانت المفاجأة الصاعقة!
لقد كانت الفتاة تتظاهر بحملها لطفلها، ولكنها من البداية كانت قد أمنته من شرهما، وكانت شقيقتها قد أمسكت بالسلاح وأطلقت النيران منه على مالكة المنزل الشرير.
وبينما يقترب الزوج منهما أمسكت مالكة المنزل بالسلاح وأطلقت النار عليه، وعندما أرادت أن تكمل على الأختين كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة.
أبدت شقيقتها عن مدى أسفها على خسارة أختها لزوجها، ولكنها صارحتها بكل ما كان يفعله معها من تعنيف طوال الفترة الماضية.
ضمت الفتاة طفلها لها، وأكملت طريقها تمضي قدما في الحياة، وطفلها محور حياتها ومصدرها للأمل والتفاؤل.
طويت القصة بأكملها والشرطة جميعها لم تجد دليلا واحدا على القاتل، وقيدتها ضد السارق الذي حاول سرقة الزوجين فقتل كل منهم الآخر.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة عشق امرأة 3 قصص لنساء دمرهن الحب الأول
قصة عشق حزينة مؤلمة جداً تبكي كل من يقرأها
قصة عشق رومانسية .. رجيتك عنى لا تغيب