العفو عند المقدرة قصة جميلة من قصص الحيوانات المسلية قبل النوم
استمتعوا معنا الآن بقصة جديدة مسلية وجميلة بعنوان العفو عند المقدرة ، نقدمها لكم في هذا الموضوع من موقع قصص واقعية، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال .
العفو عند المقدرة
يحكي ان في يوم من الايام اصاب الاسد ملك الغابة مرض فأصبح لا يقوي علي الصيد، اقترح عليه ابنه الشبل الصغير أن يخرج هو بدلاً منه ويحضر له الطعام حتي يشفي من مرضه، سمع الثعلب والذئب والضبع كلام الشبل ووعده الي والده الاسد، فقرروا أن يسرقوا من الشبل الصغير كل ما يصطاده من طعام ويلتهموه دون ان يدري .
وبالفعل خرج الشبل يجري في الغابة بين الاشجار هنا وهناك حتي وقع نظرة علي أرنبا صغير يجري وسط الاعشاب، فقفز الشبل علي الارنب وتمكن من اصطياده بكل سهولة، جذبه بأسنانه وقام بوضعه اجوار احدي الاشجار العالية، ثم انطلق من جديد يحاول الحصول علي صيد جديد حتي يعود الي والده المريض بصيد وفير وغذاء كثير، ولم يشعر الشبل المسكين أن الثعلب والذئب والضبع الماكرون الثلاثة يتسللون ويسرقون الارنب الذي وضعه تحت الشجرة ويقومون بالتهامه وهم يقولون في مرح : ياله من يوم جميل، طعام لذيذ وبدون تعب .
في هذه الاثناء تمكن الشبل الصغير من اصطياد ارنباً آخر وعاد الي الشجرة حتي يأخذ صيده الاول ويعود الي عرين والده، إلا انها عندما وصل الي الشجرة لم يجد الارنب الاول، فشعر بالحزن الشديد وعاد الي والده بالأرنب الوحيد ، سأله الاسد في حيرة : ما بك يا بني ، تبدو مهموماً وحزيناً، فقال الشبل في حزن : لقد قمت باصطياد ارنبين اليوم يا ابي، وكعادتي تركت احدهم في مكان وذهبت لاصطياد الارنب الثاني، إلا انني عندما عدت لم اعثر علي الارنب الاول .
اصابت الدهشة الاسد من قصة ابنه، إلا انه ربت علي كتفه وقال له : لا تحزن يا بني، سوف نأكل هذا الارنب الصغير معاً وسنشبع وننام باذن الله، ولا بأس ان كان الطعام اليوم قليل، ولكن العجيب في الامر أن القصة بدأت تتكرر كل يوم حتي اصبح الامر مثيراً للشك، حيث يتعب الشبل الصغير طوال اليوم ويحاول اصطياد الكثير من الطعام، إلا ان الماكرون الثلاثة الكسالي يسرقون ما اصطاد الشبل ويلتهمونه ويعود الشبل الي والده حزيناً .
وذات يوم قرر الشبل ان يحل عقدة هذا الامر، فقال لوالده : انصحني يا أبي، ماذا افعل ؟ فأنت ملك الغابة ولديك خبرة في الحياة وانا لا زلت في بداية عمري، قال له والده : انظر يا بني، اريد ان اعلمك شيئاً، ان اراد منك احد الحيوانات مساعدة، فلا تتردد وقم بمساعدته علي الفور، وإن طلب منك احدهم طعاماً فاطمعه من طعامك، واذا سرق احدهم ما تعبت في صيده، عليك ان تعاقبه بشدة، واليوم سوف تكتشف من يقوم بسرقة صيدك كل يوم، قال الارنب في دهشة : وكيف هذا يا ابي ؟ قال الاسد : دع الأمر لي .
وفي اليوم التالي بعد أن قام الشبل كعادته باصطياد الارنب وضعه تحت الشجرة وذهب مبتعداً يبحث عن صيد جديد، خرج الماكرون الثلاثة وهجموا علي الارنب وهم يسخرون من الشبل قائلين : يا له من شبل مسكين وغبي، كل يوم نضحك عليه ونلتهم كل ما يصطاده ونأخذ طعامه .. لم يكمل احد منهم كلامه حيث فوجئوا بعضا غليظة تضربهم بقوة علي رؤوسهم، وظهر من ورائهم الاسد العجوز ملك الغابة وهو يصرخ قائلاً : لقد كشفت امركم ايها اللصوص وسوف اقضي عليكم الآن، صرخ الماكرون في خوف ورعب وهم يقولون : ارجوك اتركنا ولن نسرق مجددا ابداً، نعتذر لك يا ملك الغابة ولن نكرر خطئنا .
وهكذا عاد الاسد مع ابنه الي عرينه وقد عفا عنهم بعد أن تعلموا درسا قاسياً، وفي هذا اليوم كان الشبل سعيداً وقال لوالده : هل تصدق يا أبى لقد وجدت الأرنب فى مكانه هذه المرة لم يسرقه احد، ابتسم الاسد في سعادة دون ان يخبر ابنه بما حدث، لأنه يعلم أن العفو عند المقدرة والستر علي المخطئ إن تاب واعترف بخطأة .