قصة الكنز الحقيقي قصة نجاح رائعة فيها حكم عظيمة
قصة الكنز الحقيقي قصة نجاح جميلة ومؤثرة مليئة بالعبر والمواعظ استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا المقال وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص نجاح .
قصة الكنز الحقيقي
ارتفع صوت المؤذن لصلاة الفجر فغادر احمد فراشه وتوضأ وغادر القصر الكبير متجهاً نحو المسجد وبعد أن انتهي من اداء الصلاة عاد مسرعاً ليمطئن علي والده المريض الذي كان ممدداً فوق فراشه، هتف احمد من قلبه داعياً ربه : اسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك يا والدي .
فتح الاب عينيه وهو ينظر الي ابنه الصغير في اشفاق، قال في صوت ضعيف : لقد دنا اجلي يا بني، سأقابل ربي وانا اخشي عليك من الظالم نظيم، اخشي ان يستولي علي القصر من بعدي ويتركك بلا شئ، هم أحمد بالكلام فأشار اليه الاب ان يسكت قائلاً : لقد تركت لك اوراق ملكية القصر امانة عند صديقي فواز، ولكنه سافر ولن يرجع الا بعد مرور اعوام طويلة، وهذه الورقة فيها مخبأ الكنز، احرص عليه يا بني وحافظ عليه .
ثم مد الاب يديه المرتعشة بورقة الي احمد وتلا الشهادتين واسلم الروح، وعندما علم الظالم نظيم بوفاة الاب، اسرع الي احمد وطرده من قصره ورأي الورقة في يد احمد فأخذها منه وهو يقول : انها خريطة الكنز .. هتف احمد وهو يبكي : هذا ظلم .. ظلم .
بدأ نظيم يتبع ارشادات خريطة الكنز باهتمام شديد حتي وصل الي غرفة صغيرة، فتحها وبائت جيبة الامل في وجهه، الغرفة كانت تضم مكتبة ضخم مليئة بكتب العلم والمعرفة، قال نظيم في سخرية مريرة : أهذا هو الكنز العظيم الذي تركه والدك ؟ خذه فهو لك .
تركه احمد يستولي علي القصر فقد كان الجميع يخشون نظيم وبطشه وقال في نفسه : عندما اكبر سأسترد حقي منك ايها الظالم، واسرع الي كنز الاب وبدأ يقرأ ويتعلم من هذه الكتب، التحق بالعمل عند تاجر كبير، وسرعان ما اعجب به التاجر لامانته واخلاصه في العمل وكان التاجر يضع امواله امانة بين يدي صديق يدير له تجارته، اكتشف احمد ان الصديق خائن فأخبر التاجر وكشف له خيانة صديقه .
ازداد اعجاب التاجر بذكاء احمد وشجاعته واراد ان يجعله موضع صديقه فقال احمد : لا .. يكفيني عملي الصغير هذا .. فأنا لا استطيع ادارة المال وهذا عمل ضخم بالنسبة لي .. زاد اعجاب التاجر باحمد ورفع من راتبه ووفر له الوقت حتي يدرس ويتعلم وساعده في السفر طلباً للعلم .
مرت الاعوام وصار احمد عالماً كبيراً علي الرغم من صغر سنه، كان يعلم ابناء قريته امور دينهم ودنياهم، وخلال هذا الوقت عاد فواز صديق الاب القديم واكتشف ان نظيم قد استولي علي القصر فاسرع الي القاضي يشكو له لم نظيم وطغيانه واستيلائه علي القصر ووقف نظيم امام القاضي الذي سأل فواز عن سبب سكوته طوال هذه الاعوام، فأجابه انه كان مسافراً ولم يعد الا اليوم ومعه اوراق ملكية القصر الذي يعود الي احمد .
كان نظيم قد تقدم به العمر فاصبح شيخاً عجوزاً محني الظهر ضعيفاً ، فاعترف بظلمه وخطأه وقال للقاضي : كنت ظالماً يا سيدي وطمعت في القصر واستويت عليه ولكني تبت الي الله وسوف اعيده لصاحبه ليته يسامحني ويغفر لي .
تساءل فواز : ولكن اين صاحبه ؟ فوجئ بالقاضي يقول : انه انا ، انا احمد يا عمي فواز، انا القاضي، تراجع نظيم مذعوراً الي الوراء وصاح : كيف اصبحت القاضي ؟ لك الحق الآن ان تسجنني وتنتقم مني، نهض احمد قائلاً : علي الرغم من انك استوليت علي قصري إلا انك تركت لي الكنز الحقيقي، وهو العلم والمعرفة الذي بفضله اصبحت قاضياً واشهد الله اني قد سامحتك ليغفر الله لك .
بكي نظيم واخذ يحتضنه قائلاً : ساترك لك قصرك اليوم، قال احمد : بل سأخصص لك جناحاً فيه حتي تعيش معي، انصرف نظيم وهو يدعو للقاضي بينما قال فواز معترضاً : كيف تفعل هذا قال احمد مبتسماً في هدوء : لقد تاب الي الله والله يغفر الذنوب ويعفو عن الظالمين، تذكر قول رسول الله صلي الله عليه وسلم : ما من عبد ظلم مظلمة فعفا عنها إلا اعز الله بها نصره ” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .