حتى وإن خلقكك الله مختلف ، فبأختلافك تستطيع أن تكون منفردا مميزا عن الجميع ، فخذ الجانب المشرق ولا تاخذ الجانب السيء ، اقدم لكم اليوم قصة جميلة جدا في موقع قصص واقعية بعنوان الملك الظلام والقبعة الكبيرة والحلاق .
المالك الظالم والقبعة الكبيرة والحلاق
كان يا مكان في قديم الزمان في تلك المملكة البعيدة عن العيون والأنظار كان ملك المملكة ملك قاسي القلب حاد الطباع يعامل شعبه بطريقة سيئة وبقسوة وعنف وانانية شديدة ، كان الملك لا يسمع اي اعتراض ولا شكوى من شعبه ، ولا ينفذ طلب لهم ، أغلق أذنيه عن سماع أي أحد من الناس ومن الشعب حتى الوزراء والحكام العاملين تحت يديه رفض ان يستمع لهم تماما ، كان دوما يرتدي فوق رأسه قبعة ضخمة لا يخلعها أبدا ، كان الملك يرتديها دوما اسفل التاج وعندما يستحم ، أو يأكل أو عندما ينام .
ظن الناس بأن الملك بديه مشكلة في الرأس أو هو اصلع الشعر في رأسه، لم يعرف سر القبعة هذه سوى الحلاق الذي يقوم كل فترة بحلق شعر رأس هذا الملك، وكان الجميع يتعجب من تلك القبعة للملك ، لاحظ سكان المملكة بأن الحلاقين يختفوا واحدا تلو الأخر ، في ظروف غامضة جدا ، والغريب لا يسمع عنهم أي شيء ، حتى غنة لم يتبقى في المدينة في المدينة سوى اثنان من الحلاقين، رجل كبير بالسن وعجوز ومسن وأعتزل مهنة الحلاقة من زمن ، والأخر شاب لم يتقن الحلاقة تماما .
وفي يوم من الأيام جاء جنود الملك الاقوياء ، لأخذ الشاب الذي لم يتقن الحلاقة بعد ، وقف الشاب وهو يرتعد بخوف من شدة الخوف ، ومن المصير المجهول الذي ينتظره ، وصل الشاب الى قصر الملك ، وكان الملك يجلس أمام مرآة كبيرة ، خلع الملك القبعة من فوق رأسه ، وهنا شعر الحلاق بالخوف لأنه رأى أذن الملك الكبيرة وكانت طويلتين جدا وقبيحتان ، قال الملك بغضب : ما بك ايها الحلاق ، رد الحلاق قائلا : لا شيء يا مولاي ، ولكنني أمتع نفسي ، بالنظر الى شعرك الرائع يا ايها الملك العظيم .
أستكمل الشاب عمله و الحلاقة بتروي للملك وهدوء شديد ، لانه كان خائف من رد فعل الملك إن اخبره شيء سيء عن اذنه الطويلة ، ، قال الملك : قل لي أيها الحلاق هل أذني طويلتين جدا وقبيحتان ، رد الحلاق بسرعة : لا يا مولاي أن شكلهما طبيعي ، وهنا أعجب الملك بالحلاق الشاب بشدة ، وقرر أن يقوم الحلاق بقص شعره بشكل متواصل ولن يقتله ويتخلص منه كما فعل بباقي الحلاقين بالمملكة ، ولكن الملك قال : لا تقل شيئا لأحد عن شكل أذني وإلا قتلتلك أيها الشاب .
أصبح للحلاق الشاب زبائن كثيرة ، وكانوا يسألونه عن سر القبعة، فكان يتذكر تهديد الملك بالقتل ، ان اخبر احد الامر فكان يسكت ولا يرد او يضحك بعنف ، مرض الشاب بشدة وأصيب بالانتفاخ في معدته لانه يكتم السر المقرف للملك ، قال له طبيبة لابد من ان يتخلص مما يؤرقه من أمور في حياته وإلا سيموت، رد على الطبيب : أنه أمر صعب جدا فلو تخلص مما يضايقه لاحد سوف يموت ، قال له الطبيب : عليك بالذهاب لاي مكان خالي وحفر حفرة عميقة هناك وقول فيها كل أسرارك والتخلص منها .
نفذ الحلاق الشاب نصيحة طبيبة وحقا تم شفائه من مرضه، وكلما شعر بالمرض من رؤية اذن الملك كان يذهب ويحفر حفرة ويخبرها او يخبر جذع شجرة ، أو يخبر ما يضايقة لماء البحر ، وفي أحد الايام ، نبتت في الحفرة التي صنعها الحلاق ، القصب ومر راعي للاغنام ، واخذ أخذ عود وصنع الناي لكي يعزف ويتسلى وهو يرعى غنمه ، وبدأ الراعي في العزف خرج صوت من الناي ، يقول أذن الملك تشبه أذن الحمار طويلتان ، ذهب الراعي إلى الملك حتى يأخذ منه جائزة، لكن الملك غضب بشدة ، واحضار الحلاق الشاب، الذي أخذ يحلف بأنه لم يخبر أحد عن أذن الملك ، ولكنه تكلم في حفرة او في الماء ، لم يصدق الملك الحلاق عليه بالموت.
ولكن الغريب بانه قبل تنفيذ حكم الاعدام على الحلاق ، سمع الملك اصوات كثيرة من الرياح ومن الماء ومن الاشجار ومن الصحراء ، كانت تردد أذن الملك طويلتان جدا مثل أذن الحمار، فعرف كل الناس في المملكة بشكل أذن الملك، فحزن الملك وشعر بالمرض والحزن فقال الحلاق : يا مولاي أن أذنيك طويلتان حتى تستطيع سماع مطالب شعبك ، فرح الملك من قول الحلاق وعفى عنه ، وجمع شعبه كله وقال لهم : يا شعبي أن أذني طويلة جدا مثل الحمار حتى أسمع مطالبكم واكون ملكا عادلا ، ومن يومها أصبح ملكا لا يظلم عنده أحد ابدا ، ويحبه جميع الناس فلكل شيء خلقة الله لنا فائدة حتى لو اذنان طويلتان .