يسعدنا ان نقدم لكم اليوم عبر موقع قصص واقعية نموذج من قصص الصالحين حول المحبة في الله فالحب في الله عز وجل اعظم حب يجمع بين الناس علي الود والرحمة والايخاء والانسانية، ومعني الحب في الله أن يحب الانسان أخيه لقتواه وصلاحه وحسن علاقته بالله عز وجل وليس لأي سبب آخر من الاسباب الدنيوية مثل الجمال أو المال او السلطة او غيرها، فكل حب زائل ويعتريه النقص إلا الحب في الله عز وجل، هو حباً صادقاً يستمر طوال العمر، والآن اترككم مع قصص رائعة من اجمل قصص الحب في الله .
قصة عن الحب في الله
شاب في الثلاثين من عمره أحضروه يوماً الي المغسلة وقد كان برفقته مجموعة من اصدقاءه ومعارفه، ويقول الراوي القصة : بدأ جميع الحاضرون يخروجون من المغسلة ولم يتبقي مع الميت سوي شاب اعتقدت وقتها أنه الاخ الاكبر لهذا المتوفي، وعندما بدأت في تجريد المتوفي من ملابسه وجدت هذا الاخ منهار بالبكاء، يبكي بحرقة شديدة، فحاولت أن اركز علي عملي ولكن شدة البكاء جعلتني اتوقف والتفت إليه قائلاً : ارجوك ادعو لأخوك بالرحمة والمغفرة فهو الآن في دار الحق، فقال لي الشاب وهو يبكي : إنه ليس اخي، إنه ليس اخي !! تعجبت كثيراً من رده، فكيف يخرج جميع اهل المتوفي من المغسلة حتي ابوه واخوته ويبقي هو بمفرده في مكان الغسل وهو ليس اخوه .
حاولت ان استدرجه في الكلام لشدة فضولي من هذا الموقف، ومن اجل ان اجعله يتوقف أو يهدأ قليلاً عن البكاء، فقال لي الشاب : يا شيخ والله هذا اكثر من اخي، اكثر من اخي وابي وكل عائلتي، لقد درسنا سوياً في كل سنوات المدرسة وتخرجنا معاً ووعُينّا الاثنين سوياً في دائرة حكومية وتزوجنا من اختين ورزق الله عز وجل كل منا ولد وبنت ونسكن في نفس المبني، وتجمعنا علاقة وعشرة طويلة لا تقدر بالسنين .. كان دائماً يأمرني بالمعروف وينهاني عن المنكر ويذكرني بالله عز وجل ويأخذني كل يوم للصلاة جماعة في المسجد، كانت معظم هداياه لي شرائط قرآن ودروس دينية تعلمت منها الكثير، فقد كان نعم الاخ ونعم الصديق .
يقول الراوي : بكيت بحرارة وانا اقول للشاب : والله إن اخي شقيقي لا اراه الا في المناسبات، فأنا لم ار ابداً ولم اعرف مثل علاقتكما، ادع الله ان يتغمده برحمته، ثم اقمنا الصلاة علي المتوفي ودفناه بعد صلاة الظهر .. والمفأجاة التي جعلتني ابكي لساعات طويلة دون توقف أنه في اليوم التالي احضروا لي في المغسلة الشاب الذي كان يغسل صديقه بالامس، بمجرد أن كشفت عن وجهه لم اصدق نفسي، استدعيت والده من الخارج مسرعاً وسألته عن سبب الوفاة، فقال : ارادت زوجته أن توقظة لطعام الغذاء فقال لا اتركيني قليلاً وايقظيني لصلاة العصر، حتي اتجهز للعزاء، وعندما جاءت زوجته توقظة للصلاة وجدته ميتاً .
قمت بتغسيله والدموع تنهمر من عيناي، لم اكن اتصور ابداً ان هذا الشاب الذي كان يقف معي بالامس يساعدني في غسل زميله الآن اقوم انا بتغسيله، وقد تم دفنه في القبر المجاور لصديقه، ليس بينهما سوي حاجز جداري وهذا نادراً ما يحدث .. فسبحان الله العظيم عاشوا في الدنيا سوياً وفي الآخرة سوياً ان شاء الله .. هذه القصة حقيقية رواها الشيخ عباس بتاوى في شريط وقفات مع مغسل الأموات .
وللمزيد يمكنكم زيارة اجمل قصص الحب في الله .