المرأة المظلومة والخليفة المأمون قصة حقيقية رائعة عن العدل
نقدم لكم اليوم في هذا المقال عبر موقع موقعكم قصص واقعية قصة رائعة جديدة تتحدث عن العدل وتقوي الله عز وجل وانصاف المظلومين حتي لو علي حساب اقرب الناس، القصة تتحدث عن اسم الله المقسط، وهو اسم من اسماء الله الحسني، استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا المقال بعنوان المراة المظلومة والخليفة المأمون وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
قصة المراة المظلومة
في يوم من الايام كان الخليفة المأمون – وقد اشتهر بعدله واحسانه وتقواه – يجلس كعادته ينظر في قضايا الناس ليحكم بينهم بالعدل وينصف المظلومين، وكان هذا اليوم هو يوم الجمعه، فقد حدده الخليفة للنظر في شكوي المظلومين من الصباح وحتي الظهر وقد عرف الناس هذا الامر فكان من يقع عليه ظلم ولا يستطيع أن يأخذ حقه من ظالمه كان يأتي الي الخليفة ويقدم شكواه .
وذات يوم بينما كان الخليفة جالساً للنظر في المظالم اذا به يسمع اذان الظهر فنهض الي الصلاة في المسجد، فقابل في طريقة امرأة ترتدي ملابس رثة قديمة وقالت ابياتاً من الشعر تمدح الخليفة وتتحدث عن عدله، ثم اخبرته المرأة انها سيدة ارملة مات زوجها واولادها وهي عجوز ضعيفة لا تمتلك القوة للعمل وليس لديها إلا ضيعة صغيرة وقد استولي رجل قوي علي حقها في هذه الضيعة ولم تتمكن من ردعه فأصبحت بلا مورد ولا مصدر دخل .
أطرق الخليفة مفكراً قليلاً ثم رفع رأسه وقال للمراة شعراً يرد عليها ، اخبرها من خلاله أنه تأثر بكلامها كثيراً ولكنه ذاهب الآن الي صلاة الظهر ووعدها أن ينظر في شكواها في الجلسة القادمة، وطلب منها أن تحضر معها ذلك الرجل الظالم الذي استولي علي حقها حتي يستمع منه هو الآخر، وسوف ينصفها باذن الله إن كان معها الحق ويرد لها حقها، فانصرفت المراة وحضرت في اليوم الموعود وحضر الخليفة المأمون الي مجلسه كعادته للنظر في المظالم وحوله العلماء وكبار رجال الدولة وقاضي القضاء، فدخلت المرأة علي الخليفة، سألها المامون عن خصمها فأجابت : هو الواقف بجانبك، ابنك العباس .
نظر الخليفة مندهشاً الي ابنه العباس ابن امير المؤمنين ثم التفت الي المرأة وصمت للحظات، ثم طلب من قاضي القضاة ان ينظر هو في هذه القضية وذلك لأن احد اطرافها هو ابنه العباس ولا يمكن له أن ينظر هو فيها، فاستمع القاضي الي المراة والي العباس ابن الخليفة المأمون في حضرة المأمون نفسه .. بدأت المراة تتحدث وصوتها يعلو وهي تصيح في وجه العباس وهو ساكت لا يرد عليها، فتوجّه أحد الحجّاب إلى المرأة وزجرها ، ونبّهها إلى أنها في حضرة الخليفة المأمون فنهاه المأمون عن ذلك وأمره بترك الحرية لها قائلاً : دعها فإن الحق أنطقها ، والباطل أخرسه .
وهكذا رد المأمون الحق الي المرأة التي خرجت من عنده وهي تثني علي عدل المأمون وعلي انصافه حتي ولو علي حساب ابنه تنفيذاً لأوامر الله عز وجل واحكامه .