المنديل والعشرة دنانير قصة جميلة للأطفال قبل النوم
نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان المنديل والعشرة دنانير قصة جميلة للأطفال قبل النوم، وفيها نحكي قصة جديدة للأطفال تعلمهم قيمة العمل والسعي من اجل الرزق ، رنجو ان تنال إعجابكم.
المنديل والعشرة دنانير:
كان هناك فلاح لا يملك الكثير فكان هذا الفلاح لا يملك سوى زوجته وأولاده الخمسة وحقله الذي يزرعه ويهتم به، وفي يوم من الأيام أستيقظ الفلاح وزرع بذورا في حقله، وأنتظر الفلاح نزول المطر يوما بعد يوم لكن لم ينزل المطر وعطش حقل الفلاح.
فنظر الفلاح للسماء وقال محدثا السماء التي بدا له أنها ستمطر بسبب أنها ملئت بغيوم سوداء اللون، وقال الفلاح للمطر يا مطر أنزل لكي تنمو البذور وتضيئ الحقول، وتغني المحاصيل، فجأة رحلت الغيوم وعادت السماء صافية خالية من الغيوم التي تلبدها.
فحزن الفلاح كثيرا لهذا فلقد كان ينتظر المطر بفارغ الصبر، ولما عاد لمنزله لاحظت زوجته حزنه وصدمته، فقالت له لا تحزن ولا تنفعل فالأمر لا يستحق كل هذا الحزن الشديد، فرد الفلاح على زوجته، وقال من فضلك دعيني وشأني أنا وهمي.
فأسرعت الزوجة وقالت لزوجها الفلاح هل ستجلس هنا دون أن تفعل شيئا ستجلس تبكي حظك السيء، قم يا رجل أسعى لزرقك، فأرض الله واسعة وكرمه ورزقه واسع ولا ينضب أبدا، فصرخ الفلاح وقال كيف أسعى؟ الأرض جفت وأصبحت مثل الحجر، والبذور التي نثرتها في تربة الحقل أكلتها الطيور والعصافير اتركيني لهمي، فأنا لا أستطيع مشاهدة أرضي بهذا الشكل أكثر من ذلك.
عادت الزوجة وقالت لزوجها إن جلست هكذا سنموت من الجوع الشديد، قم يا رجل وأسعى فربك كريم جدا، أقتنع الفلاح بكلام زوجته فجلوسه في المنزل لا ينفع أسرته الصغيرة، قرر الفلاح السفر للبحث عن الرزق، وفي طريقه واجه الكثير والكثير من الشدائد والصعاب أثناء سفره وتنقله من مكان لآخر.
وفي يوم من الأيام وأثناء سفر الفلاح، وصل الفلاح لقصر غاية في الروعة أقترب الفلاح من القصر فقال له أحد الحراس إلى أين أيها الرجل؟، فقال الفلاح: أريد أن أتحدث لمالك هذا القصر، فقال الحارس تريد أن تتحدث مع السلطان!.
وأثناء حديث الفلاح وحارس القصر، سمع السلطان الحديث فأشار للحارس أن يسمح للفلاح بالدخول للقصر، ولما دخل الفلاح لداخل القصر ألقى التحية على السلطان، فقال السلطان ماذا تريد مني أيها الرجل؟، فقال الفلاح أريد عملا يا مولاي السلطان، فقال لسلطان ما هي مهنتك؟، فال الفلاح أنا فلاح يا مولاي السلطان، فقال السلطان أنا لست بحاجة لفلاحين، ولكن من الممكن أن أجعلك تزيل الصخور من الأراضي التي أملكها.
فمن الممكن أن أجعل من هذه الأراضي شيئا مفيدا للسلطنة، فقال الفلاح تحت أمر يا مولاي السلطان، سأفعل ما تأمرني به دون تقصير، فقال السلطان أجرك دينار من الذهب كل أسبوع، فقال الفلاح مولاي السلطان لما تزن هذا المنديل كل آخر أسبوع وتعطيني وزنه ذهب.
فأخرج الفلاح منديل من جيبه وأعطاه للسلطان، وكان المنديل منديلا صغيرا خفيف الوزن مطرز بخيوط لون أخضر، فضحك السلطان من قول الفلاح وقال المنديل لا وزن له، فقال الفلاح أنت الرابح يا مولاي السلطان.
فوافق السلطان على فكرة الفلاح بخصوص أجره، ظل الفلاح يكسر الصخور ويحطمها، وكان الفلاح كلما عرق، يمسح عرقه بالمنديل الصغير، وظل على هذا الحال إلى أن وصل لنهاية الأسبوع أي ميعاد إعطاء الأجر للفلاح.
فحضر السلطان وشكر الفلاح على جهده الواضح والضمني، فطلب الفلاح من السلطان وزن المنديل، فاخذ السلطان المنديل من الفلاح وكان المنديل مشبعا بعرق الفلاح، فقام السلطان بوضع المنديل على كفة الميزان، ووضع الذهب في الكفة الأخرى من الميزان، وظل السلطان يضع الذهب ويزيده قطع الذهب.
فلم يصدق السلطان ما رآه فقد وضع الكثير من الذهب مقابل منديل الفلاح، فقد وصلت عدد القطع الذهبية التي وضعها السلطان لعشرة قطع ذهبية، فقال السلطان للفلاح ما خطب منديلك يا رجل، أهو منديل عجيب أم ماذا؟، فأبتسم الفلاح وقال أن ما قمت به من عمل مخلص وشريف جعل عرقي الذي عرقته أكثر وزنا من الماء ويعادل وزن الذهب، فأنا أعمل من أجل أولادي.
فقال السلطان للفلاح بارك الله تعالى في رزقك وأولادك، خذ أجرك وأذهب لأهلك، فعاد الفلاح لأسرته وعاد لحقله الذي أمطرت السماء عليه في اليوم الذي يلي اليوم الذي عاد فيه لأسرته.